مظاهرة حاشدة في لندن لنصرة القضية الفلسطينية بعد اتفاق وقف إطلاق النار
شارك الآلاف من أنصار القضية الفلسطينية في مظاهرة في وسط مدينة لندن البريطانية.
وجاءت المسيرة وهي الأحدث في سلسلة من الاحتجاجات في المملكة المتحدة التي نظمها “تحالف دعم فلسطين في بريطانيا”، منذ بدء العدوان على غزة، تزامنا مع اتفاق وقف إطلاق النار.
واستنكر التحالف اعتقال عدد من المتظاهرين، على رأسهم كريس نيهام، أحد قادة التظاهرات وممثل منظمة “أوقفوا الحرب” في التحالف.
وقال رئيس المنتدى الفلسطيني بالإنابة، عدنان حميدان: “نحن في المنتدى الفلسطيني في بريطانيا ندين بشدة الاعتقال غير المبرر للقيادي البارز في تحالف أوقفوا الحرب المؤيد لفلسطين، كريس نينهام، وعدد من الناشطين والمتضامنين”.
كما استنكر المنتدى استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة البريطانية ضد المتظاهرين، وطالب بالإفراج الفوري عن كريس نينهام وبقية النشطاء.
وعبّر عن رفضه “رضوخ الشرطة لإملاءات اللوبي الإسرائيلي والمبنية على أسس واهية بادعاء الخوف المبالغ به، حيث لم تسجل أي حالة اعتداء عليهم خلال الخمسة عشر شهراً الأخيرة، فضلاً عن مشاركة آلاف اليهود المتضامنين مع فلسطين في المظاهرات”.
وقالت شرطة العاصمة إنها “اعتقلت ثمانية أشخاص، من بينهم رجل يشتبه في حمله لافتة تدعم منظمات محظورة، وأربعة آخرون يشتبه في ارتكابهم جرائم تتعلق بالنظام العام”.
وأقيمت المظاهرة الثابتة في “وايتهول” بعد أن منعت الشرطة الخطط التي وضعها المنظمون لعقد مسيرة من بورتلاند بليس، بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ومنعت الشرطة المتظاهرين من التجمع خارج مبنى الإذاعة بسبب قربه من كنيس يهودي والمخاوف من احتمال حدوث “اضطراب كبير” أثناء حضور المصلين للخدمات في اليوم المقدس اليهودي.
في وقت لاحق، حاولت مجموعة من المتظاهرين تنظيم مسيرة من موقع التجمع، لكن الشرطة أوقفتهم على مسافة قصيرة في ميدان ترافالغار بعد أن اخترقوا خط الشرطة. تم إغلاق الميدان لاحقًا بواسطة سيارات الشرطة وضباطها، مما منع المتظاهرين من المغادرة.
وطلب من المتظاهرين التفرق ومغادرة المنطقة. ومع ذلك، بقي ما بين 20 إلى 30 شخصاً وجرى اعتقالهم أو هم في طور الاعتقال، وفقاً لما ذكرته شرطة العاصمة.
كما جرت مظاهرة أصغر مضادة مؤيدة لإسرائيل بالقرب من وايتهول، بينما نظم متظاهرون آخرون مؤيدون لفلسطين تجمعات في أماكن أخرى.
ونشرت شرطة العاصمة على منصة “إكس” قبل التجمع، قائلة إن أي متظاهر يدخل منطقة مخصصة بالقرب من مبنى هيئة الإذاعة البريطانية “يرتكب جريمة جنائية وقد يواجه الاعتقال”.
وأوضحت الشرطة أنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص بشبهة خرق الشروط التي تم فرضها.
في احتجاجات وايتهول، شوهد المتظاهرون يحملون لافتات مكتوب عليها: “غزة. أوقفوا المجزرة” و”أوقفوا تسليح إسرائيل”. بينما حملت لافتة أخرى عبارة: “العمال، المحافظون، بي بي سي. تُظهرون جرائم روسيا لكن تخفون جرائم إسرائيل. لماذا؟”
يذكر أن تحالف دعم فلسطين في بريطانيا يضم كلا من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وحملة التضامن البريطانية مع فلسطين والرابطة الإسلامية في بريطانيا ومنظمة أصدقاء الأقصى وحملة أوقفوا الحرب وحملة مناهضة التسليح النووي. ويقود التحالف مظاهرات التضامن مع فلسطين في بريطانيا منذ سنوات عدة، وتعتبر هذه المرة الأولى على الإطلاق التي يتعرض فيها أحد قادة التحالف للاعتقال.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى ينفذ صباح غد الأحد.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره.
ويشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات”