الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط تحذيرات من كارثة محتملة
يستعد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع أن يبدأ سريانه غداً الأحد. تصر القوات الإسرائيلية على البقاء في مواقع استراتيجية داخل القطاع رغم بدء تنفيذ الاتفاق.
يواصل الجيش التحضيرات للانسحاب التدريجي من بعض المواقع والشوارع الرئيسية في غزة. ومع ذلك، يرفض الجيش الإسرائيلي السماح للسكان الفلسطينيين بالعودة إلى المناطق التي تحتلها قواته. تؤكد القوات الإسرائيلية أنها ستستمر في السيطرة على مواقع قريبة من الحدود مع إسرائيل.
تبدأ المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي بترك ممر نتساريم، وفقاً لبنود الاتفاق. يخطط الجيش الإسرائيلي للحفاظ على وجوده في شريط حدودي بطول 800 متر داخل قطاع غزة.
يشمل الاتفاق أيضاً إطلاق سراح 33 إسرائيلياً محتجزاً خلال الأسابيع الستة المقبلة. تتعهد إسرائيل بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونها مقابل ذلك. يتزامن تنفيذ هذه البنود مع استمرار الحذر الأمني في محيط القطاع.
يواصل الجيش الإسرائيلي تأكيده على ضرورة الاحتفاظ بوجود عسكري في ممر فيلادلفيا الحدودي. تخطط القوات للبقاء في هذا الشريط الحدودي الذي يبلغ عرضه 100 متر رغم الانتقادات الواسعة لهذا القرار.
يدعي الجيش أن هذا الوجود ضروري لحماية الحدود ومنع التهديدات الأمنية. يرفض الجيش تقديم أي ضمانات للسكان الفلسطينيين حول إمكانية العودة إلى ديارهم في تلك المناطق.
تؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن الانسحاب الكامل من القطاع لن يتم قبل انتهاء المرحلة الثانية من الاتفاق. لا يزال الغموض يحيط بتوقيت هذه المرحلة ومدى التزام الجيش بتنفيذ بنودها.
يرى مراقبون أن هذا الاتفاق يثير قلقاً واسعاً بين الأوساط الفلسطينية والدولية. يصف العديد من المحللين العسكريين الخطوات الإسرائيلية بالمراوغة السياسية. يشيرون إلى أن هذا الانسحاب الجزئي قد يؤدي إلى تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق أخرى من القطاع.
تواصل الأوضاع في غزة التصاعد مع استمرار الانتهاكات والاعتقالات. تواجه القوات الإسرائيلية انتقادات لاذعة من قبل المنظمات الحقوقية الدولية التي تعتبر أن الحصار والاحتلال المستمر يفاقمان معاناة السكان. يتوقع أن تزداد حدة التوترات في الأيام المقبلة إذا ما فشلت الأطراف في الالتزام الكامل بشروط الاتفاق.
من ناحية أخرى، تتزايد التحذيرات من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. تتصاعد المخاوف من احتمال نشوب موجات جديدة من العنف إذا ما استمر الجيش في قمع الفلسطينيين ومنعهم من العودة إلى ديارهم. يطالب المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على إسرائيل للالتزام بالانسحاب الكامل من القطاع.
يستمر الصراع الدائر في غزة بإثارة ردود فعل واسعة النطاق حول العالم. تتوقع العديد من المصادر أن الفشل في تنفيذ بنود الاتفاق سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الأرض. باتت الأوضاع في غزة على شفا الانفجار.