يكفي أن تذكر الألقاب التي أطلقت على القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي تصادف الذكرى العشرين لاستشهاده هذا اليوم (18 نيسان 2004) وهي “أسد فلسطين، صقر حماس، الطبيب الثائر، عياش غزّة، القنبلة التي لا تهدأ، رهين المعتقلات”، للتعرف على جوانب عدّة من جهاده.
ولكي تدرك كيف يتضح للعالم كله أن المشروع الذي أطلقه الدكتور الرنتيسي مع إخوانه مجاهدي وشهداء حركة حماس عامم 1987، وعلى رأسهم الشيخ الإمام أحمد ياسين الذي سبقه إلى الشهادة بثلاثة أسابيع وبواسطة طائرة آباتشي الأمريكية، تماماً كما استهدفت طائرة مماثلة الشهيد الرنتيسي وهو في سيارته في قطاع غزّة.
الرنتيسي “أسد فلسطين”
في المواجهات مع العدو كان أسداً، وفي سجون العدو كان نزيلاً شبه دائم منذ أن كان القيادي الأول في حركة حماس الذي دخل السجون الصهيونية بعد انتفاضة الحجارة عام 1987، وفي العمل الإنساني التطوعي كان طبيباً مميّزاً لم يقفل باب عيادته أمام مريض، وفي القيادة العسكرية والسياسية كانت صورته وتكاملة مع صورة الشهيد الحمساوي الآخر يحيى عياش، وفي خطبه التاريخية العديد من المناسبات كان قنبلة لم تهدأ.
عرفه اللبنانيون يوم تمّ إبعاده مع 216 مجاهداً من حركة حماس وحركة الجهاد إلى لبنان، ناطقاً رسمياً باسم المبعدين باللغة العربية، فيما تولى الراحل الكبير الدكتور عزيز دويك مهمة الناطق باللغة الإنكليزية، وكان معهما قادة كبار من حماس والجهاد، بعضهم قد اصطفاه الله شهيداً كالدكتور فتحي الشقاقي، والشهداء جمال منصور وجمال سليم، ومنهم من اختاره رفاقه للقيادة كالحاج المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
يومها حوّل المبعدون الفلسطينيون مخيم “مرج الزهور” في البقاع إلى قاعدة إعلامية، وصل صوتها إلى كل انحاء العالم، وخاضوا مع الوطنيين اللبنانيين أول معركة ناجحة للعودة إلى فلسطين بعد عام من إبعادهم، وتأكيد للصهاينة أنه أمام نوع من المجاهدين قلّ نظيرهم، سلاحهم الإيمان، ونهجهم المقاومة حتى بتنا نرى اليوم ثمرات هذا النهج وذاك السلاح على أرض غزّة العزة.
ذكرى استشهاد الرنتيسي
واليوم إذ نستعيد ذكرى استشهاد الدكتور الرنتيسي قبيل 20 عاماً، كما استعدنا ذكرى استشهاد القائد المناضل خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس في 16 نيسان 1988، ندرك أن في فلسطين عرفنا قادة كانوا مدارس للعطاء والنضال والاستشهاد باتت بطولات خريجيهم تهز العالم كله.
الرحمة والمغفرة لأبي أحمد الرنتيسي وكل الشهداء، الشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر للمجاهدين والمقاومين في كل أرضنا العربية والإسلامية.