اعتقال “ريفالدو” يفتح باباً مظلماً للبطش والاضطهاد الأمني المتواصل
يعتقل جهاز الأمن الوطني أحمد علاّم المعروف بـ”ريفالدو” الذي يبلغ من العمر 24 عامًا والمقيم في عين شمس، بعد محاولات عدة للقبض عليه، ليُضاف إلى قائمة ضحايا النظام الذين يواجهون تهماً ملفقة بسبب مواقفهم السياسية الجريئة.
يخرج الشاب إلى الساحة الإعلامية ويُظهر مقاطع تحطم جدار الصمت وتكشف خبايا النظام، منتقدًا سياسات القمع والملاحقات التي تطال أسرته، ويطالب بحرية شقيقه يوسف “ريعو” المعتقل في أغسطس الماضي، الذي تعرض لتعذيب وحشي داخل زنازين السلطة، ليُتهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية.
يتوالى الزج بالمحتوى السياسي في طيّات السجون، ويستمر مسلسل اعتقال الشباب الذين يجرؤون على التعبير عن آرائهم بحرية.
لا يتوقف الأمن عن استهداف النشطاء، وكأن الأمر أصبح سعيًا للانتقام من كل صوت معارض، ليكمل ريفالدو فصلًا جديدًا من القمع الصارخ الذي يعيشه الجميع في ظل هذا النظام.
يُذكر أن الأمن لم يقتصر على ريفالدو فقط، بل ألقى القبض قبل أسبوع على أحمد أبو زيد صانع المحتوى الشهير، ليظهر في مشهد مرعب اختفاء قسري دام ثلاثة أيام، قبل أن يظهر مجددًا أمام نيابة أمن الدولة، ليواجه تهماً ملفقة مشابهة لتلك التي استُهدِف بها ريفالدو.
اتهم أبو زيد بالانضمام لجماعة إرهابية وحيازة عملات أجنبية، ليصرح مؤكدًا أن الأموال التي كان يمتلكها حصل عليها بطرق مشروعة من خلال أرباح قنواته التعليمية على الإنترنت، في محاولة فاضحة لتحريف الحقائق.
تستمر عمليات الاعتقال في التصاعد، ليُظهر النظام وحشيته في التعاطي مع المعارضين والتضييق على المواطنين من أي مكان وأي طبقة اجتماعية.
لا يمر يوم دون أن يتلقى شخص ما نصيبه من القمع، في مشهد كارثي يذكّر الجميع بأيام الظلم الحالكة. تزامن هذا التصعيد مع اقتراب الذكرى الـ14 لثورة 25 يناير، ليكشف النظام عن وجهه القبيح من خلال ملاحقة أي دعوات أو شعارات تطالب بالتغيير، فتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات جريئة للمطالبة بإسقاط النظام، مما يثير غضب السلطة.
يبدو أن النظام لا يطيق أي صوت معارض يهدد استمراريته، لتتزايد الاعتقالات في أوقات متفرقة، ما يشير إلى مرحلة جديدة من القمع.
يظل المعتقلون في دوامة من القهر، وأحلام التغيير في الوطن تتصاعد بشكل يومي، في مواجهة آلة القمع التي لا تتوقف عن طحن كل من يجرؤ على التحدي.
في هذا السياق يصبح السؤال الأكثر أهمية: هل سيستمر المواطنون في تحمل هذا الظلم المستمر؟ أم أن الكأس قد امتلأت بالمرارة، وأن ساعة التغيير قد اقتربت؟