الرئيسة المكسيكية تؤكد استقلالية بلادها وتتمسك بالحوار مع الولايات المتحدة
أكدت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الأحد تمسكها بالحوار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددة على أن المكسيك لن تكون “تابعة” للولايات المتحدة.
أوضحت شينباوم في خطاب أمام آلاف من مؤيديها في العاصمة مكسيكو أنها مقتنعة بأن الحوار سيسود بين البلدين، ولكن هذا لا يعني التبعية. شددت على أن بلادها ستواصل المضي قدماً برأس مرفوعة، مؤكدة أن المكسيك بلد حر ومستقل.
أوضحت شينباوم أن التنسيق والتعاون بين المكسيك والولايات المتحدة قائم، ولكنه لا يعني التبعية، وجاء هذا في وقت تقترب فيه مراسم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد. أكدت أن موقف المكسيك الصلب سيظل حاضراً في جميع القضايا المشتركة بين البلدين.
أشارت شينباوم إلى التهديدات السابقة التي أطلقها ترامب بفرض ضرائب على الواردات المكسيكية بنسبة 25% في حال عدم وقف تدفق المهاجرين والمخدرات من المكسيك.
وأكدت أن المكسيك لن تخضع لهذه التهديدات وستستمر في الدفاع عن مصالحها. ذكرت أيضاً وعود ترامب بترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وشددت على أهمية دعم المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة.
أثنت شينباوم على المساهمة الكبيرة التي يقدمها المكسيكيون المقيمون في الولايات المتحدة لاقتصاد بلدهم الأصلي، وأكدت أن هذه المساهمة لا تقتصر فقط على الاقتصاد المكسيكي،
بل تمتد لتشكل جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأميركي. طالبت بضرورة تقدير هذه المساهمات والاعتراف بأهميتها من قبل الولايات المتحدة.
تطرقت شينباوم إلى قضايا العنف المرتبط بالمخدرات وأعلنت عن انخفاض معدل جرائم القتل في البلاد بنسبة 16% خلال الفترة بين شهري سبتمبر وديسمبر.
أشارت إلى أن هذا التراجع هو خطوة مهمة في مواجهة العنف وتجارة المخدرات التي تعاني منها البلاد، واعتبرته دليلاً على نجاح الجهود الأمنية للحكومة المكسيكية.
دافعت الرئيسة عن الإصلاح القضائي الذي اقترحه معسكرها والذي يهدف إلى انتخاب جميع قضاة البلاد عبر تصويت شعبي. أكدت أن القضاء المكسيكي سيكون مستقلاً بشكل تام وأن الإصلاحات المقترحة ستعزز من نزاهة واستقلالية النظام القضائي. دعت الشعب إلى دعم هذه الإصلاحات لضمان تعزيز الديمقراطية في البلاد.
أعلنت السلطات المكسيكية اكتشاف نفق سري يصل بين المكسيك والولايات المتحدة في مدينة سيوداد خواريز، المنطقة التي تشهد محاولات عديدة لعبور المهاجرين الحدود.
ذكرت شينباوم أن هذا الاكتشاف يمثل جزءاً من الجهود المتواصلة لمكافحة الأنشطة غير القانونية على الحدود.
أشارت الرئيسة إلى أن السلطات المكسيكية ضبطت مؤخراً شحنتين كبيرتين من الفنتانيل، المخدر القاتل الذي يسبب آلاف الوفيات بسبب الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة. أكدت أن المكسيك ملتزمة بمكافحة تهريب المخدرات والمساهمة في حل هذه الأزمة التي تؤثر على البلدين.
في خطوة رمزية، اقترحت شينباوم إعادة تسمية الولايات المتحدة باسم “أميركا المكسيكية”، وذلك رداً على اقتراح ترامب بتسمية خليج المكسيك باسم “خليج أميركا”. عرضت الرئيسة خريطة قديمة كجزء من هذا الاقتراح، مما أثار تفاعل الحضور.
تمتعت الرئيسة المكسيكية بعد ثلاثة أشهر من توليها السلطة بشعبية واسعة، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 80% من المكسيكيين يؤيدون سياساتها.
وتفوقت نسبة تأييدها على سلفها أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مما يؤكد مكانتها القوية في الساحة السياسية المكسيكية.