تقاريرفلسطين

طبيب فلسطيني يتحدى الألم لتقديم الرعاية للأطفال في غزة

يتنقل الطبيب الفلسطيني خالد السعيدني بلا توقف بين غرف الأطفال الجرحى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مستخدماً ساقاً اصطناعية ومشاية من الألمنيوم ليتمكن من تقديم الرعاية الطبية اللازمة في ظل الأوضاع القاسية.

تدمر معظم المستشفيات في قطاع غزة بسبب القصف المستمر، حيث بلغ عدد المستشفيات المدمرة 36، بما في ذلك مستشفى الشفاء، الذي يعد أكبر المنشآت الصحية في القطاع، والذي تحول إلى أنقاض إثر استهدافه العام الماضي من قبل القوات الإسرائيلية.

يخسر السعيدني ساقه جراء إصابته بشظية أثناء قصف منزله، ما يفاقم حالته الصحية بسبب مرضه بالسكري، ويضطر في النهاية إلى بتر الساق.

يقول السعيدني “أصبت بشظية، وبسبب مرض السكري، تفاقمت حالتي، مما جعلنا نضطر لبتر الساق”. يضيف “ركبت طرفاً اصطناعياً لكنه مؤقت وغير دائم ويعاني من العديد من العيوب”.

يدخل السعيدني إلى غرفة أحد الأطفال مبتسماً ويلوح له بلطف قبل أن يبدأ بفحصه باستخدام سماعته الطبية التي يربطها حول عنقه.

يواصل السعيدني عمله وسط الأجواء العصيبة التي يعيشها المستشفى، حيث يتوزع المرضى وذووهم بين الممرات في انتظار العلاج. يتلقى العديد من الأطفال العلاج نتيجة الإصابات الناتجة عن القصف الإسرائيلي.

يستمر مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بالعمل رغم تعرضه لهجمات عنيفة منذ بداية العدوان على غزة. يعاني المستشفى من قصف مستمر على الأحياء القريبة منه، والتي شهدت معارك طاحنة في الأشهر الأخيرة من الهجوم.

يتحدى الأطباء مثل السعيدني التهديدات المتمثلة في الهجمات المتكررة على المنشآت الطبية، حيث يواصلون تقديم الرعاية للمرضى والمصابين رغم كل الصعوبات.

يشير السعيدني إلى أنه يشعر بالسعادة النفسية أثناء عمله على الرغم من التعب الجسدي بسبب استخدام الطرف الصناعي. يقول “أشعر بالتعب بسبب الطرف الصناعي، لكنني سعيد وأنا في عملي. لذلك قررت العودة إلى ميدان العلاج”.

يعرب السعيدني عن سعادته بتقديم الخدمة الطبية للمرضى، ويؤكد أن العمل في هذا المجال يمنحه الراحة النفسية رغم الألم البدني الذي يعاني منه.

تقدّر عائلات المرضى عمل السعيدني واهتمامه بمساعدة أطفالهم. تقول والدة الطفلة ميرا حميد، التي تعاني من مرض في الكلى، “رغم فقدان ساقه، يواصل السعيدني متابعة حالة الأطفال وتقديم خدماته الطبية، ونحن ممتنون له على جهوده التي لا تقدر بثمن”.

تشير التقارير الدولية إلى أن قطاع غزة شهد خسائر فادحة في الأرواح من العاملين في القطاع الصحي نتيجة العدوان الإسرائيلي.

يكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن أكثر من 1057 من العاملين في القطاع الصحي قضوا خلال الحرب. يعبر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن أسفه للهجمات المستمرة على المنشآت الصحية في غزة، محذراً من أن هذه الهجمات تعيق وصول المرضى إلى العلاج الضروري.

يتحدى السعيدني وزملاؤه الأطباء في غزة الظروف القاسية التي يعانون منها، حيث يواصلون العمل في بيئة مدمرة وبمرافق صحية شبه مدمرة.

يستمرون في تقديم العلاج والمساعدة الطبية للأطفال والمرضى في ظل انعدام الظروف المثالية للعمل. يؤكد السعيدني أنه سيواصل تقديم الخدمة الصحية لأبناء غزة مهما كانت التحديات والمصاعب التي تواجهه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى