يقول مثلنا الشعبي: قاله: يأبا علمني الهيافة ، قاله: تعالى في الفاضية واتصدر) ففي ظل غياب كامل لنقابة المعلمين المختطفة, وفي الوقت الذي يمر التعليم في مصر بأسوأ مراحلة, والتردي الذي يتواصل يومًا بعد يوم, ووزيرًا بعد ووزيرونرى شواهد هذا الانهيار في :
• مدارس بلا معلمين
• تكدس في الفصول يجعل عملية التعليم مستحيلة
• مرتب المعلم لا يكفي فواتير الكهرباء والمياه
• مناهج تركز على الحفظ وتدمر كل ما يتعلق بالإبداع
• غش منظم ومتعمد في المدارس , وبرعاية الحكومة وأجهزتها
• نقابة معلمين مختطفة بتعيين الأجهزة الأمنية لنقيب وأعضاء مجلس نقابة دون انتخابات
• تفشي ظاهرة تعدد المناهج
وسط كل هذه الأزمات وبدلًا من أن تطرح علينا الحكومة حلولًا للخروج منها خرجت علينا الحكومة – كعادتها – بإضافة مشكلات جديدة لتلهي شعبنا بها حتى لا يتحدث في كل بلاويه
امتحانات الدين اتحفتنا الحكومة وجعلت الدين مادة مجموع من (100 درجة ) تضاف للمجموع كاللغة العربية والرياضيات والكيمياء والفيزياء
وليتحول الدين لمادة تنافس, ستؤدي حتمًا لعواقب وخيمة. وبدلًا ما أن يكون الدين مادة سهلة بسيطة تحمل توجهات تجعل الطالب مطمئنًا’ متمسكًا بفضائل الأمور سيتحول بمجرد جعله مادة مجموع لعبيء ثقيل, ولمادة يحبها بعض الطلاب, وسيكرهها بعضهم
1- فبعضنا يقول : أحب الفلسفة وأكره الرياضيات وهكذا وتلك طبيعة الأمور فهناك مواد تمثل عبئًا نفسيًا على بعض الطلاب فيتنفسون الصعداء عندما ينتهون منها بأي مجموع, ولكنهم يظلون على كراهيتهم لها, لأنها ربما كانت سببًا في انهيار أحلامهم, فهل ترغب الحكومة فعلًا لتحويل الدين لمادة يحبها البعض ويكرهها أخرون ؟!
2- الأسس السليمة للتقويم تقوم على الفرص المتساوية، فيتم تقويم الطلاب المتساويين في السنة الدراسية والتخصص الواحد بتقويم متساوٍ, وحتى في اختبارات البوكليت’ يتم توزيع أوراق أسئلة ترتيب اسئلتها مختلفة لتصعيب عمليات الغش, فيتم توزيع أوراق الأسئلة بشكل عشوائي, فهل سيتم توزيع أوراق أمتحانات مادة الدين بشكل عشوائي,فيأخذ طالب مسيحي ورقة دين إسلامي والعكس ؟!
3- طبيعة منهج الدين الأسلامي مختلفة عن منهج الدين المسيحي، من حيث تعدد الفروع وصعوبة وسهولة المنهج . وكيف ستكون درجات التقويم واحدة لمناهج مختلفة ؟ّ! ألا يكون ذلك مجالًا مفتوحا للقيل والقال, ولإعطاء مادة خام للمتطرفين ليستغلونها كل موسم امتحاني, ونتحول لنقاشات طائفية بغيضة,وبتشجيع رسمي من الحكومة !!
الكتاتيب وزمانها
وفي مداعبات عاطفية يبشرنا النظام بعودة الكتاتيب, وكأن الكتاتيب حولت العالم العربي والاسلامي للصفوف الأولى علمًا وادبًا واختراعات وطب وهندسة ؟!
الكتاتيب كانت ببساطة موجودة لعدم وجود مدارس ولا معلمين ولا مناهج ولا مقاعد, فاضطر المجتمع – بحق- للجوء لما كان يُسمى بالفقيه ليقوم مقام المدرسة ومعلميها ومناهجها,وكانت عملية التلقين تتم في الخلاء, أو في سباتة بوص أو بكوخ حسب ما تيسر
والتصريح بعودة الكتاتيب هو فقط محاولة لهروب النظام الحاكم من التزاماته الدستورية, فالدولة كما فعلت بالصحة واخرجت قانونًا لبيع وتأجير المستشفيات والوحدات الصحية لكل من هب ودب وتسريح الأطقم الطبية , فهي في طريقها أيضًا لبيع المدارس, والقادر على التعليم يذهب للقطاع الخاص ويدفع, وليذهب أولاد الشعب المصري للجحيم, أو ليبنوا كتاتيب’ ويبتعدوا عن مدارس القادرين الحقيقة أن حكومتنا التي ليس لنا أي دخل في اختيارها تسومنا سوء العذاب, وتلهينا في تفاهات في كل المجالات.
ويبدو أن نظامنا كله بما فيه النظام التعليمي يمر بأزمات عميقة جدًا والحكومة غير قادرة على تجاوزها, فتداوينا دومًا بما هو الداء فهيا بنا نذهب للتفاهم مع حزب النور ليقود مجتمعنا ويخلصنا من كل الأزمات الحياتيه طالما رجعنا لله حسب اعتقاد نظامنا وحزب النور, ويا ريت الحكومة تتنقب أو حتى تتحجب ومتورناش وشها