الاحتلال الإسرائيلي يتقدم نحو دمشق ويفرض سيطرته على سوريا بعد سقوط الأسد
تسارعت وتيرة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما أتاح للجيش الإسرائيلي فرصة التقدم نحو مواقع استراتيجية قريبة من العاصمة دمشق.
تحرك الاحتلال بخطى ثابتة لتدمير قدرات الجيش السوري وسلاحه، مع وصول إدارة جديدة إلى السلطة، مما يفتح المجال لتساؤلات حول أهداف إسرائيل في سوريا بعد الضربة الموجعة التي وجهتها لإيران وحزب الله اللبناني، الذي تعرض لاختراق غير مسبوق خلال الأشهر الماضية.
تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات توغل مستمرة منذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، حيث تركزت عمليات التوغل على الشريط الحدودي بين القنيطرة والجولان المحتل.
نفذت قوات الاحتلال مؤخراً توغلاً في محيط سد المنطرة بريف القنيطرة، وقامت بعمليات تفتيش لمواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الجيش السوري سابقاً، وسط مطالبات سكان المنطقة بوقف هذه العمليات وإخراج القوات الإسرائيلية من محافظتهم.
بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية سورية، حيث نقلت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» عن تقارير سورية أن الجيش قصف موقع تل الشحم العسكري بريف دمشق الغربي. سيطرت القوات الإسرائيلية بعد ذلك على سد المنطرة، المورد الرئيسي للمياه في القنيطرة، مما يعزز هيمنتها على الموارد الحيوية في المنطقة. بعد سقوط الأسد، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ونشرت قواتها في المنطقة العازلة بهضبة الجولان، خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
واصل الجيش الإسرائيلي تقدمه في الجولان السورية، حيث اعترف بوصوله إلى عمق 20 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، زاعماً أن الهدف ليس فقط تطهير القرى من الأسلحة، بل إبعاد التنظيمات المسلحة عن الحدود الإسرائيلية. في حين أن الإدارة الجديدة في سوريا تتجنب الدخول في أي صراعات مع الاحتلال وتغض الطرف عن العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
هذا الأسبوع، كثف سلاح الجو الإسرائيلي من هجماته، حيث استهدف مواقع عسكرية في اللاذقية بشمال غرب سوريا. أكدت تقارير إعلامية أن الهجمات استهدفت مستودعات للأسلحة الصاروخية، وقد نفذت هذه الهجمات من البحر الأبيض المتوسط. في يوم الجمعة الماضي، شنت إسرائيل ضربات جوية على مؤسسات دفاعية ومستودعات ذخيرة في منطقة السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك على مطار خلخال العسكري في محافظة السويداء.
تكمن الأهداف الخفية للاحتلال الإسرائيلي في ترسيخ تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة غير قادرة على تشكيل تهديد مستقبلي لإسرائيل. إضافة إلى ذلك، يهدف الاحتلال إلى منح مشروعية لإقامة دول على أسس طائفية ومذهبية، مما يعزز من موقع إسرائيل كدولة يهودية، ويفتح الباب أمام احتمالات تقسيم المنطقة بأكملها على أسس مشابهة.
وفي المقابل، تتخذ إسرائيل خطوات علنية تؤكد على أهدافها في المنطقة، حيث تتماشى هذه التحركات مع الأوضاع المتدهورة في سوريا منذ أحداث أكتوبر 2023. تدرك إسرائيل أن إضعاف محور إيران وحزب الله جزء لا يتجزأ من خطتها. تسعى لقطع كل خطوط الإمداد التي قد تصل إلى حزب الله من سوريا، وخلق واقع جديد تكون فيه القوة المهيمنة، مما يضيق الخيارات أمام أي قوة إقليمية تسعى للتدخل.
تهدف إسرائيل إلى فرض سيطرتها على التوجهات المستقبلية لسوريا وجعل الاعتراف بإسرائيل شرطاً أساسياً في أي ترتيبات سياسية أو عسكرية قادمة، مما يعزز دورها كقوة رئيسية في المنطقة ويمنع أي تحركات تركية أو إيرانية قد تهدد مصالحها.