تقاريرثقافة وفنون

فساد ضياء مكاوي يهدد بريق الثقافة بأسيوط وسط تواطؤ صمت مسؤولي قصور الثقافة

نظم قصر ثقافة أسيوط الاحتفالية السنوية لــ “يوم الثقافة المصرية” بعد إقالة ضياء مكاوي من منصبه كمدير عام فرع ثقافة أسيوط والقائم بتسيير أعمال إقليم وسط الصعيد الثقافي، في احتفالية كانت الأولى من نوعها بعد التغيير الإداري.

احتفالية كان من المفترض أن تكون ساحة للاحتفاء بالثقافة والفنون، لكنها للأسف أصبحت شاهداً آخر على فشل وتقاعس وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والإدارة الثقافية في إقليم وسط الصعيد، التي تعاني من مشاكل هيكلية وإدارية مزمنة.

أشرف على الاحتفالية رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي الجديد، جمال عبدالناصر، وهو شخصية ثقافية ذات سمعة طيبة. نشأ وتربى في قصر ثقافة أحمد بهاء الدين بأسيوط، حيث شق طريقه في عالم الثقافة والمناصب حتى وصل إلى منصب مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي.

جمال عبد الناصر، الذي يحمل بين طياته رؤية ثقافية متميزة، أثبت أنه رجل من طراز خاص، فقد عُرف بدماثة خلقه وحبه الكبير للثقافة والتعليم، ونجح في إثبات جدارته من خلال مسيرته المهنية، وقد تولى منصب تسيير أعمال رئيس الإقليم بناء على قرار محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى يتم تعيين رئيس جديد بشكل رسمي.

في الوقت ذاته، فإن الاحتفالية التي تمت تحت إشراف جمال عبدالناصر، جاءت مع بعض النجاحات التي لا يمكن إغفالها، ولكن ظل يواجهها الكثير من التحديات نتيجة لأعمال التخريب التي مارسها ضياء مكاوي، الذي كان حتى وقت قريب يشغل منصب مدير عام الفرع، وذلك من خلال محاولات متكررة لعرقلة سير الاحتفالية.

ضياء مكاوي، الذي يعمل حالياً كاستشاري إدارة عامة بفرع ثقافة أسيوط، لعب دوراً رئيسياً في زعزعة استقرار الفعاليات الثقافية في أسيوط، وهو ما يجسد بوضوح في محاولته لإفساد هذه الاحتفالية بتعاون مع رشا العطيفي، مسؤولة الإعلام بفرع ثقافة أسيوط، وهي إحدى المستفيدات من فساد مكاوي في الماضي.

فقد قاموا باختلاق المشاكل مع القائمين على الحفل، ومنعوا الصحفيين من تغطية الاحتفالية وعلي رأس الممنوعين من التغطية صحفي موقع “أخبار الغد“، مما أضاع فرصة للهيئة العامة لقصور الثقافة لتسليط الضوء على تلك الفعاليات الثقافية الهامة التي يتوجب دعمها وتشجيعها.

رغم هذه العراقيل، تم تنظيم احتفالية متميزة في قصر ثقافة أسيوط تحت شعار “تكريم مبدعي الفن من ذوي الهمم”، وهي مبادرة مهمة من قصر الثقافة التي ترأستها الدكتورة صفاء كامل حمدان، الفنانة التشكيلية المبدعة، والتي تعتبر إحدى القيادات الثقافية البارزة في أسيوط.

فالدكتورة صفاء كامل حمدان سيدة ثقافية قيادية من الطراز الأول، فهي تربت في رحاب فرع ثقافة أسيوط، وتدرجت في المناصب الثقافية إلى أن أصبحت مدير قصر ثقافة أسيوط، وهي تستحق عن جدارة منصب مدير عام فرع ثقافة أسيوط.

هذا المنصب يمثل محطة هامة في مسيرتها التي كانت تميزها بالعمل الجاد والمثابرة في تطوير الحياة الثقافية في أسيوط، في حين أن إدارة مكاوي السابقة كانت قد أساءت التعامل مع القيم الثقافية فحرمتها من الفرص الحقيقية للنهوض.

وأشرف على الاحتفالية العديد من الشخصيات الثقافية المرموقة في المجال الفني والثقافي، وبدأت الاحتفالية بمزيج من الفقرات الفنية، من ضمنها عروض فنية ماسكات العرائس على أنغام الأغاني الوطنية، وورش رسم على الوجوه، وأخرى للرسم بالحناء من التراث الشعبي.

كما شهد الحضور معرضاً لمنتجات الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف أدم توفيق مدير المكتبات بالفرع، وعلاء جلال مسؤول المكتبات.

هذا بالإضافة إلى ورشة فنون تشكيلية للأطفال التي قدمها الفنان إبراهيم حسين، فضلاً عن عرض فني تراثي من فرقة أسيوط للفنون الشعبية، بقيادة الفنان محمود يحيي مدير الفرق الفنية، والتي قدمت مزيجاً من التراث الشعبي بأسلوب فني مبتكر.

على مسرح القصر، كانت الاحتفالية مميزة، حيث بدأت فعالياتها بالسلام الوطني ثم تحدثت الدكتورة صفاء كامل عن أهمية دعم الإبداع في جميع أنحاء الجمهورية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.

في هذه الأجواء الثقافية المفعمة بالحيوية، تم تكريم مبدعي الفن من ذوي الهمم، واحتفلت الحاضرين بما قدمته فرقة النور للمكفوفين في عرضها الأول “ليلة من ألف ليلة وليلة”.

هذا العرض المسرحي كان أحد أبرز الفعاليات التي أضاءت سماء الاحتفالية، حيث قام بتقديمه نخبة من الفنانين المكفوفين، الذين أبدعوا في تقديم رواية شهيرة من ألف ليلة وليلة، في عرض يتميز بالتنوع الفني بين الأدب والمسرح.

العرض من تأليف أحمد سمير، وإخراج محمود عيد، وجاء بتصميم ديكور وملابس حمدي قطب، وإضاءة مايكل يعقوب، وحركات تعبيرية إسلام مصطفى، كما عزفت الموسيقى والألحان التي أبدع فيها الفنان عبد الباري عبد العزيز.

العرض، الذي يعكس أعمق معاني الصراع بين الخير والشر، يروي قصة شهرزاد وشهريار، ويستمر حتى الرابع عشر من يناير الحالي، في تعاون متميز بين الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، والإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة، برئاسة الدكتورة هبة كمال.

هذه الفعالية كانت إشارة واضحة إلى أن الوزارة والهيئة العامة لقصور الثقافة لم توليا الاهتمام الكافي بمستقبل الفعاليات الثقافية في أسيوط، بل قامت بعض الأطراف المتواطئة بالعرقلة،

فبدلاً من تيسير الأمور، قاموا بخلق عقبات أمام الجهود المخلصة التي يبدلها المسؤولون الجدد في إقليم وسط الصعيد الثقافي، الأمر الذي يعكس حجم التقاعس والشلل الإداري الذي يعيق تطور الحياة الثقافية في المنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى