المرأة والمجتمعتقارير

41 مليون طفل في مصر عام 2024: ضحايا الفقر والموت والعنف والإهمال

تشهد مصر وضعًا كارثيًا يهدد مستقبل ملايين الأطفال، حيث تمثل هذه الفئة 39% من سكان البلاد، وفقًا لإحصائيات عام 2024.

تحت ظل هذه الظروف، تتفاقم مشكلات الفقر، والعنف، وسوء التغذية، لتشكل أزمة تهدد حقوق الطفل في مصر وتضع الدولة في مأزق خطير يحتاج إلى تحرك فوري وشامل.

تتزايد معدلات وفيات الأطفال في الريف

تتفاقم مأساة الأطفال في مصر مع ارتفاع معدلات وفيات الرضع والأطفال دون سن الخامسة، حيث بلغ معدل وفيات الأطفال الرضع في عام 2021 نحو 25 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي، وتعتبر مناطق ريف الوجه القبلي الأسوأ حالاً بواقع 33 حالة وفاة لكل 1000 مولود.

يعكس هذا التفاوت الجغرافي فجوة مروعة في توفير الرعاية الصحية. بينما تسجل محافظات الحدود أقل معدلات وفيات الأطفال الرضع بواقع 14 حالة لكل 1000 مولود، تظل المناطق الريفية الأكثر تضررًا من نقص الرعاية الصحية الأساسية والتوعية.

فشل في توفير التطعيمات الكاملة

على الرغم من الجهود الرامية لتحسين صحة الأطفال، لا تزال التغطية الكاملة بالتطعيمات أقل من المطلوب. فبينما تلقى 89.9% من الأطفال بين 12-23 شهرًا جميع التطعيمات اللازمة في عام 2021،

فإن نسبة ضئيلة من الأطفال ما زالت محرومة تمامًا من التطعيمات، وهو ما يهدد حياة آلاف الأطفال ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض.

تنتشر الأنيميا بين الأطفال بنسبة مخيفة

يعد سوء التغذية من أخطر التهديدات التي تواجه الأطفال في مصر، حيث يعاني 43% من الأطفال بين عمر 6-59 شهرًا من الأنيميا، وهي نسبة تدق ناقوس الخطر على مستوى البلاد.

وتتصدر محافظات الحدود المشهد الكارثي، حيث تصل نسبة الأطفال المصابين بأي نوع من الأنيميا إلى 49%. هذا يعكس غياب الوعي الصحي والنظام الغذائي المتوازن،

ما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العامة بين الأطفال. رغم أن ريف الوجه البحري يسجل النسبة الأقل، إلا أن المعدلات لا تزال مرتفعة، مما يشير إلى أزمة تغذية تطال جميع أرجاء البلاد.

يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد

تفشل مصر في حماية أطفالها من سوء التغذية الحاد، حيث بلغت نسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص الوزن 3.7% في عام 2021.

تعاني نسبة كبيرة من الأطفال أيضًا من النحافة وضعف النمو، حيث بلغ معدل الأطفال الذين يعانون من قصر القامة بالنسبة لأعمارهم 12.8%. هذه الأرقام تعكس واقعًا مأساويًا يهدد الأجيال القادمة ويحرم الأطفال من حقهم في العيش بصحة جيدة.

ارتفاع كارثي في عمالة الأطفال

تشكل عمالة الأطفال إحدى أبرز الكوارث الاجتماعية في مصر، حيث يعمل 4.9% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 عامًا. ترتفع النسبة بشكل ملحوظ في الريف لتصل إلى 6.1%، بينما تقل في الحضر، لكن الفجوة بين الذكور والإناث ما زالت تتسع، حيث يعمل 6.8% من الذكور مقارنة بـ2.8% من الإناث.

الأكثر مأساوية هو أن 3.3% من هؤلاء الأطفال يعملون في ظروف خطيرة تهدد حياتهم، وخاصة في ريف الوجه القبلي، حيث ترتفع النسبة إلى 5.4%. تعتبر هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، وتهدد بفقدان جيل كامل من الأطفال بسبب الفقر والاستغلال.

العنف ضد الأطفال ينتشر بشكل مرعب

تعيش غالبية الأطفال في مصر تحت وطأة العنف الجسدي والنفسي. فقد تعرض 83% من الأطفال بين عمر 1-14 عامًا لوسائل عنيفة لضبط سلوكهم في عام 2021، حيث يرتفع هذا الرقم إلى 84.5% بين الأطفال الذكور و81.4% بين الإناث.

هذا الواقع يعكس غياب الحماية القانونية والاجتماعية للأطفال، ويتركهم عرضة للإيذاء والتعنيف، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية طويلة الأمد تهدد مستقبلهم.

مأساة ختان الإناث تستمر رغم التراجع

رغم الجهود المبذولة للقضاء على ظاهرة ختان الإناث، إلا أن النسب لا تزال مرتفعة وتثير القلق. بلغت نسبة الفتيات بين عمر 0-19 سنة اللاتي تم ختانهن 14.2% في عام 2021،

ورغم انخفاضها مقارنة بعام 2014، إلا أن التوقعات تشير إلى أن 27% من الفتيات في هذا العمر قد يتعرضن للختان. يمثل ذلك استمرارًا لتقليد مضر يهدد حياة الفتيات ويعرضهن لمخاطر صحية ونفسية جسيمة.

مصر أمام تحدٍ حقيقي لإنقاذ الأطفال

تجسد هذه الأرقام والحقائق وضعًا شديد الخطورة يتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومة والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني لإنقاذ أطفال مصر.

تحتاج البلاد إلى استثمارات ضخمة في التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية من أجل تغيير هذا الواقع المرير. تواجه مصر تحديًا مصيريًا،

فإما أن تتخذ خطوات جريئة وحاسمة لحماية حقوق الأطفال وتحسين ظروفهم، أو تستمر في الانحدار نحو مستقبل قاتم يهدد استقرار الأجيال القادمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى