في تطورٍ كارثي يشيب له الرأس ويزيد من مأساة قطاع غزة المحاصر منذ سنوات قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من القطاع منذ صباح الأربعاء ليخلف وراءه 23 شهيداً وسقوط العشرات من الجرحى في مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي لا تنتهي
القصف العنيف والذي استهدف مناطق مكتظة بالسكان لم يميز بين طفل أو امرأة أو مسن. الطائرات الحربية كانت في الموعد لتنفيذ أوامر القتل الممنهجة. كل حي شهد الانفجارات المدمرة حيث تحولت بعض المناطق إلى أنقاض تلتهمها النيران فورا. الشهداء سقطوا في وقت كان الجميع ينتظر حلول الأمل أو بارقة ضوء في مشهد لا يبشر بخير
تستمر المجزرة بأبشع صورها ومعها يزداد حجم المأساة وتضاعف الأوجاع. المدنيون الأبرياء أصبحوا أهدافاً في حرب لا رحمة فيها ولا ضمير. الشوارع التي كانت مزدحمة بالحياة غدت اليوم خالية تماماً سوى من ركام البيوت والمحال التجارية والشوارع التي كانت شاهدة على أحلام الآباء والأبناء تحولوا فجأة إلى مجرد إحصاءات
القتلى يزدادون والأمل في السلام يتضاءل أكثر مع كل لحظة تمر. غزة التي طالما عاشت تحت وطأة الحصار والدمار منذ سنوات ترى الآن حروباً لا تنتهي تكتسح أهلها.
الشهادات من قلب الحدث لا تكاد تصدق. هنا في غزة الواقع أسوأ من أي خيال. أشلاء الشهداء الممزقة تتناثر في كل زاوية والدماء التي تلطخ الأرض ليست مجرد سواد بل هي رسالة أبلغ من كل الكلمات
القطاع يرزح تحت وطأة الجراح ويعيش وضعاً مأساوياً من لاجئ إلى لاجئ. ليس هناك مكان آمن أو ملاذ بعيد عن الموت. هذا القصف ليس مجرد ضربات عسكرية بل هو مسلسل طويل من القتل والتدمير لا ينتهي ويبقى السؤال الأهم: هل سيقف العالم صامتاً أمام هذا السيل الجارف من الدماء؟