إسطنبول..عقد ندوة بعنوان “آفاق ما بعد الثورة السورية” بمشاركة عربية واسعة
في لحظة تاريخية تعكس انتصار الإرادة الشعبية بإسقاط نظام بشار الأسد بعد عقود من القمع والاستبداد، نظمت منظمة “حواء” بالتعاون مع المركز السوري للعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية “سيزر”، يوم الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024، ندوة بعنوان “آفاق ما بعد الثورة السورية: واقع المعاناة ودورنا وتأثيرات المرحلة القادمة”، وذلك في مدينة إسطنبول التركية.
شهدت الندوة حضور عدد كبير من الناشطين والمثقفين من أعضاء الجاليات العربية المختلفة، وافتتحت بكلمة من الأستاذة فلك شبيب، مسؤولة منظمات المجتمع المدني في مركز “سيزر”. وبدأت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم ألقاها الشيخ الخطيب القمري من جزر القمر.
تناولت الندوة عدة محاور رئيسية، شملت استعراضًا لواقع المعاناة في سوريا قبل الثورة وبعدها، والتحديات الإنسانية والاجتماعية التي يواجهها الشعب السوري. تحدث عن هذه المحاور الباحث السياسي في الشأن السوري الأستاذ سعد الخطيب، مؤكدًا على ضرورة دعم جهود إعادة البناء والتحول نحو مستقبل ديمقراطي.
من الجانب الفلسطيني، تناول الأستاذ أبو مؤمن نصار، المحلل السياسي والقيادي في حركة حماس، تأثير الحرب الأخيرة على غزة وما حملته من تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة على المنطقة، مشددًا على ارتباط القضية الفلسطينية بمستقبل الثورات العربية. استعرض الدكتور محمد خاطر ، الباحث في الشأن المصري، أوجه التشابه والاختلاف بين التجربتين المصرية والسورية، مشيرًا إلى معاناة الشعب المصري من القمع السياسي والاعتقالات والإخفاء القسري، إضافة إلى قيود حرية التعبير وتدهور استقلال القضاء.
وفيما يتعلق بالسودان، قدم وزير الإعلام السوداني الأسبق الأستاذ حسن إسماعيل رؤية حول الحرب الدائرة هناك، مشيرًا إلى أنها ليست حربًا أهلية بل صراع تديره قوى خارجية بهدف السيطرة على موارد السودان، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية. أما الحالة التونسية، فتناولها الأستاذ زياد بو مخلة، المحلل السياسي والحقوقي، مستعرضًا التحديات التي تواجه القضاء المستقل، والتضييق على الحريات، واستخدام العنف ضد المحتجين، إضافة إلى الأزمات الاجتماعية.
وعلى صعيد المعاناة العالمية، سلط الدكتور عبدالسلام تكليماكان، رئيس حركة الجيل الجديد لتركستان الشرقية، الضوء على نضال الشعب التركستاني في مواجهة القمع الصيني، مستعرضًا الانتهاكات التي تشمل القمع الثقافي والديني، معسكرات الاعتقال، والتعقيم القسري، والعمل القسري.
التوصيات والختام
اختتمت الندوة بكلمة للدكتورة منى صبحي، رئيسة المنتدى العالمي للفكر والثقافة، حول دور الأفراد والمنظمات والمؤسسات والدول في دعم سوريا ما بعد الثورة. بينما ألقت التوصيات النهائية المتحدثة باسم منظمة حواء، الأستاذة آيات الخزرجي، والتي تضمنت رؤية شاملة لإعادة الإعمار وتعزيز العدالة والديمقراطية في سوريا؛ وضرورة التوعية الدولية بجذور القضية التركستانية وتطوراتها ومقاطعة الصين اقتصاديا؛
وتعزيز حملات المقاطعة أيضا للشركات الداعمة للكيان الصهيوني دعما لغزة.. وفيما يخص السودان؛ ضرورة العمل على التعريف أكثر بحقيقة الأزمة السودانية وأنها ليست مجرد صراع داخلي بل مؤامرة خارجية دولية ..
اما مصر فكانت التوصية بضرورة تحقيق الوحدة المجتمعية وتوحيد الصفوف وحماية مقدرات مصر ومواردها والعمل على إخراج كافة المعتقلين السياسيين والاعتبار بما تابعنا من فظائع في سجون سوريا.. تأتي هذه الندوة في إطار جهود مستمرة لدعم الثورة السورية والشعوب العربية الساعية للحرية والعدالة، تأكيدًا على أهمية دور المجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار الإقليمي.