تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح الفلسطينيين بلا هوادة وتكثف غاراتها على شمال قطاع غزة بشكل مفزع وشبه يومي في الوقت الذي يعاني فيه السكان من كارثة إنسانية لا يعرفون متى تنتهي في ظل التفجيرات الوحشية التي تستهدف محيط عزبة بيت حانون ومنطقة الشيخ زايد وشمال بيت لاهيا وسط صمت دولي مخيف تقشعر له الأبدان
المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال في مناطق متفرقة بمدينة غزة أسفرت عن استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة ما يقرب من ثلاثين آخرين في غارات طالت مساكنهم الآمنة وكل ما يمت لهن بصلة من حطام ودمار مروع أما الطائرات الحربية الإسرائيلية فلم تكتفِ بذلك بل توجهت لتدمير المنازل في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة حيث بات الأطباء والمرضى يقاتلون للبقاء على قيد الحياة في مشهد يعكس مدى الوحشية التي لا تعرف معنى الإنسانية
ليس هذا فقط ففي قلب القطاع الغزي المحاصر وبالتحديد في غرب مدينة دير البلح كانت الخيام التي تضم النازحين عرضة لقصف لا يعرف الرحمة إذ تدميرها بموجات من التفجيرات الثقيلة أسفر عن إيقاع المزيد من الضحايا حيث يجد هؤلاء اللاجئون أنفسهم تحت رحمة القصف الجوي مع كل لحظة تمر بينما يواجهون تحديات الحياة في ظل الفقر والموت الذي يلاحقهم في كل زاوية
وسط هذه الكوارث لم يسلم الوضع الداخلي الفلسطيني من العاصفة فقد حمل الناطق باسم كتيبة جنين في سرايا القدس السلطة الفلسطينية مسؤولية استمرار المعاناة قائلاً إن سيادة القانون لا تعني إهدار الأرواح الفلسطينية وأن على السلطة أن تتحرك بشكل عاجل لسحب عناصرها من مدينة جنين والوقف الفوري للإجراءات التي تساهم في تعزيز الانقسام الداخلي وتفاقم الأوضاع التي تزداد تعقيداً يومًا بعد يوم
في ظل هذه الأحداث المأساوية يواجه الفلسطينيون معركة بقاء على أكثر من جبهة تبدأ من القصف الإسرائيلي المتواصل ولا تنتهي بالفراغ السياسي الداخلي الذي يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بمزيد من العنف والموت في كل لحظة قد تكون الأخيرة في سلسلة الإبادة التي يواجهونها