مفاوضات سرية بين الموساد وقطر تحسم مصير غزة قبل تنصيب ترامب
في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول ما يجري خلف الكواليس السياسية في الشرق الأوسط، أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي بتفاصيل مثيرة حول اللقاء الذي جمع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” في الدوحة مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
اللقاء الذي لم يكن الأول من نوعه، ناقش قضايا حاسمة تخص مستقبل غزة والمحتجزين، ما يطرح تساؤلات عديدة عن الدور القطري في القضايا الأمنية والإنسانية في المنطقة.
إسرائيل وقطر .. قنوات سرية لنقل الرسائل السياسية
زيارة رئيس الموساد إلى قطر تأتي بعد أشهر من الجمود في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وقد تكشّف عن تلميحات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق يوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة.
الخبراء يرون أن هذه الزيارة، التي من غير المعتاد أن تحدث علنًا، تشكل جزءًا من جهد إسرائيلي مكثف لدفع الملف الفلسطيني نحو مفترق طرق حاسم، في وقت حساس للغاية.
زيارة الموساد لا تقتصر على التفاوض على وقف إطلاق النار فحسب، بل تشمل ملفًا أمنيًا أكبر يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
في هذه الأجواء، تشير التقارير إلى أن إسرائيل توصلت إلى تفاهمات مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب “دونالد ترامب”، والذي سيخلف “جو بايدن” بعد أيام، ما يضع إسرائيل أمام فرصة ذهبية للحفاظ على مصالحها في غزة. الاتفاق المنتظر سيحاكي ما جرى مع لبنان في تبادل الأسرى، لكن هذه المرة ستكون حسابات غزة على المحك.
إدارة بايدن وسوليفان .. سعي حثيث للضغط على الأطراف
في وقت يزداد فيه الضغط على إسرائيل وعلى الأطراف المعنية، يتواصل التصعيد مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى المنطقة. سوليفان، الذي بدأ زيارته إلى إسرائيل قبل أيام، يعتزم دفع المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والقطريين للإسراع في إتمام الصفقة.
لا شك أن هذه التحركات هي جزء من مسعى أميركي محموم للتوصل إلى اتفاق شامل قبل التنصيب الرئاسي في 20 يناير المقبل، ما يجعل من الوقت عاملًا ضاغطًا على الجميع.
قطر في قلب الأزمة .. ما الذي تسعى إليه الدوحة؟
في السياق ذاته، تلعب قطر دورًا محوريًا في هذه المفاوضات، حيث يُنظر إليها كوسيط رئيسي في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس.
ويأتي اللقاء الأخير بين رئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري في وقت حساس للغاية، خاصة أن هذا هو اللقاء الثاني بينهما في أقل من شهر.
التساؤلات تزداد حول السبب وراء هذا التوقيت، خصوصًا بعد اللقاء الأول في فيينا نهاية نوفمبر الماضي. هل تسعى قطر من خلال هذه اللقاءات إلى تعزيز مكانتها الإقليمية أم أن لها أطماعًا في تحريك المياه الراكدة في مسألة الأسرى والمحتجزين؟
القطريون قد يكونون يسعون إلى استخدام علاقاتهم مع حماس وقيادتها في غزة، لضمان تحقيق صفقة تكون لصالحهم، ولا سيما أن هناك إشارة إلى ضرورة تفعيل أدوار إقليمية مثل مصر وقطر كطرفين ضاغطين على إسرائيل وحماس لإنجاز الصفقة.
محاولات حثيثة للوصول إلى تسوية قبل يناير
التحركات الأخيرة تبين أن التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب ليس أمرًا عابرًا بل هو مسألة حياة أو موت لإسرائيل. اللقاءات الأخيرة، التي لم تقتصر على قطر فقط، بل امتدت إلى القاهرة أيضًا، تُظهر أن إسرائيل تسابق الزمن لتفعيل مفاوضات مباشرة مع حماس. هذه المفاوضات، التي كانت تراوح مكانها لأسابيع، أصبحت الآن على أعتاب مرحلة جديدة قد تكون أكثر إرباكًا وأقل وضوحًا.
مبعوثو إسرائيل، الذين يضمّون شخصيات بارزة مثل رئيس الشاباك ورئيس الأركان، وصلوا إلى القاهرة الأسبوع الماضي لبحث القضايا الشائكة التي تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
حسب المصادر، تم تحديد الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، لكن تبقى العوائق قائمة، حيث تواجه إسرائيل تحديات كبرى في التوصل إلى صيغة توافقية مع حماس.
المصير المجهول لغزة في ظل الخلافات المستمرة
يبدو أن غزة تقف على حافة المجهول في ظل هذه التحركات المعقدة، حيث أن كل طرف يسعى لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية. في المقابل، يبقى الشعب الفلسطيني في القطاع رهينًا لألاعيب القوى الكبرى وتناقضاتها، بينما تتعدد الوساطات وتتعدد الأجندات.
المفاوضات التي تجري في السر بين الموساد وقطر، في ظل غياب الإعلام والتغطية الدولية، تطرح أسئلة حول مدى تأثيرها على الوضع الميداني في غزة، وما إذا كانت هذه المساعي ستحقق سلامًا مستدامًا أم أنها مجرد مسكنات لمشاكل أكبر.
مفاوضات على حافة الهاوية
ما يحدث خلف الأبواب المغلقة بين الموساد وقطر يعكس واقعًا شديد التعقيد في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح السياسية والأمنية بشكل يهدد استقرار المنطقة.
التحركات المكثفة التي تشهدها الأيام الأخيرة توضح حجم الرهانات الكبيرة التي تتعلق بمستقبل غزة، فكل يوم يمر يزداد الوضع تعقيدًا، ولا يبدو أن هناك حلولًا سهلة في الأفق.