مصر

د.أيمن نور ينقل رسالة مؤثرة لشاب مصري يشكو فيها حرمانه من تجديد جواز سفره

‏نشر الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة رسالة مؤثرة لشاب مصري يشكو فيها تعنت السلطات المصرية رفض تجديد جواز سفره. وقال في تغريدة على حاسبه الشخصي بمنصة” إكس” وصلتني رسالة مؤثرة من شاب مصري، منفي خارج وطنه، محروم من جواز سفره المصري، وهي رسالة تعبّر بصدقٍ عن معاناة آلاف الشباب المصري الذين لا يُسمع صوتهم ولا تُلتفت لمعاناتهم. كل حرفٍ في هذه الرسالة يحمل وجعًا، شوقًا، وأملًا.

واضاف د.أيمن نور قررت أن أنشر الرسالة كما هي، علّها تجد صدى في قلوب وعقول أصحاب القرار في مصر. وسأحتفظ باسم الشاب وبياناته حرصًا على سلامته.

وجاء نص الرسالة كالآتي:

أكتب إليك من أعماق الغربة، من تركيا، حيث أعيش بعيدًا عن تراب وطني الذي يسكنني رغم المسافات، وأشتاق إليه في كل لحظة.
في الأيام الأخيرة، أتابع بشغف مشاهد عودة السوريين إلى أوطانهم، مشاهد امتلأت بالفرح والدموع والأحلام المتحققة. أراها فتضيء داخلي شعلة أمل، توقظ شوقي العميق إلى الإسكندرية، مدينتي التي غبت عنها لأكثر من ثلث عمري.
يا دكتور ايمن
أصبحت أخشى أن يسرق الزمن ملامح مدينتي من ذاكرتي، أن أنسى شوارعها، أصواتها، ورائحة بحرها.
حلم العودة إليها لا يفارقني، لكنه يبدو مازال بعيدًا، كأنه حلم عالق مثلي في الأفق. هذا للاسف ليس لأنني اخترت الغياب، بل لأن الحياة فرضت عليّ هذا المصير.
يا دكتور
أنا مصري، لكنني “بدون”. بدون جواز سفر. بدون وثيقة تثبت جنسيتي. بدون شهادة ميلاد لأولادي الذين وُلِدوا في الغربة. كل هذا… بدون سبب مفهوم أو قانوني أو مشروع.

يا دكتور أيمن ربما لا تتذكرني، لكنني لن أنسى لقائي الوحيد بك، كنت وقتها شابًا صغيرًا والتقينا مصادفة في ميدان الساعة بالإسكندرية.
صافحتك، وقبّلتني كأب يحنو على أبنائه. تلك اللحظة لم تكن عابرة بالنسبة لي، بل ظلّت محفورة في ذاكرتي

أكتب إليك الآن لأنك صوتٌ حمل هموم المصريين دائمًا، سواء كنت داخل الوطن أو خارجه. نحن، شباب مصر في المنفى، لم نُبعد عن أوطاننا بسبب عنف أو إرهاب كما يزعم البعض زورًا. لم نحمل السلاح، ولم نكن دعاة شقاق. ذنبنا الوحيد أننا حلمنا بوطنٍ حرٍ وعادل.

لقد دفعنا أثمانًا باهظة لأخطاء سياسية لم نكن طرفًا فيها، وغادرنا مصر مكرهين، نحمل معنا الحنين والوجع والأمل. اليوم، أكتب إليك بقلبي، نداءً لإنقاذ ما تبقى منا ومن أحلامنا.

سمعنا مؤخرًا عن تصريحات من رئيس الجمهورية تدعو لإعادة بناء جسور الثقة بين المصريين في الداخل والخارج. هل يمكن أن يكون هذا بدايةً لحوار حقيقي؟ هل يمكن أن نعمل معًا على مصالحة وطنية تعيدنا إلى أرضنا بكرامة وحرية؟
كما تعلم اكثر مني ان الوطن ليس جغرافيا فقط، بل هو دفء القلوب التي تشتاق، وهو الأمان الذي نبحث عنه. أريد أن ترى أمي حفيدها.فقد مات والدي دون أن اراه او أتمكن من توديعه أريد أن أنهي هذا الاغتراب قبل أن يسرق مني العمر المزيد.

دكتور أيمن، أطلب منك أن تكون صوتنا. أن ترفع قضيتنا عبر قناه الشرق وكل القنوات الإعلامية وعبر علاقاتك السياسية. نحن بحاجة إلى أمل جديد، إلى يوم يحمل لنا بشرى العودة الكريمة إلى وطنٍ يحتضننا من جديد دون إهانة أو عقاب.بلا جرم او جريره

ختامًا، قل لهم، يا دكتور، بشجاعة: إن مصر تتسع للجميع، وإنها بحاجة إلى حلٍ حقيقي وعاجل يليق بها وبأبنائها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى