سوريا..مشاهد متقاربة أسدلت الستار على أبشع نظام دموي عرفه الشرق الأوسط
خلال 11 يوماً فقط، انهار نظام بشار الأسد الذي بدا صامداً لسنوات بفضل الدعم الروسي والإيراني، هذه الأيام الحاسمة قلبت الموازين العسكرية والسياسية في البلاد، وأسفرت عن سيطرة الفصائل المعارضة على العاصمة دمشق وسقوط معاقل النظام الرئيسية.
خَلَف بشار الأسد في الحكم والده حافظ الأسد أستاذه في الطغيان والقتل، فسار على دربه حتى أخذ سوريا إلى مصير ضائع من القتل والدم والاختفاء القسري للشعب السوري، حتى جاءت الأحداث الأخيرة لتضع حدا إلى هذا الإجرام المتسلسل.
تقدمت المعارضة ببراعة وسرعة لإسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، وكانت لحظة فارقة في تاريخ البلاد، فترة قصيرة من المعارك العنيفة كشفت هشاشة العظام وقوة إرادة الشعب السوري، وصموده في مواجهة الظلم.
ومع توالي الانتصارات الميدانية، انهارت خطوط الدفاع الأمامية للنظام، ما دفع بقواته إلى الانسحاب التدريجي من مواقع استراتيجية كانت تعد معاقل رئيسية.
في الساعة الرابعة من فجر الأحد، أعلن طي صفحة حكم نظام الأسد، حين أعلنت إدارة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة السورية، في بيان، “تحرير سوريا”، وهروب بشار الأسد.
وأضافت المعارضة في بيان قصير: “بعد 50 عاماً من القهر تحت حكم البعث و13 عاماً من الإجرام والطغيان والتهجير، نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
سيناريوهات السقوط
- الأربعاء 27 نوفمبر:
بينما كانت الأنظار تتجه إلى لبنان وإسرائيل في انتظار دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أعلنت المعارضة السورية بدء عملية “ردع العدوان” بقيادة هيئة تحرير الشام في إدلب شمال غرب سوريا. بدأت العملية ضد “القوات النظامية الهاربة والميليشيات الإيرانية” في ريف حلب الغربي، قبل أن تتوسع لتشمل مدنًا أخرى. - الخميس 28 نوفمبر:
سيطرت المعارضة على الطريق الدولي بين دمشق وحلب بعد اشتباكات مع الجيش السوري، وحققت تقدمًا في ريف إدلب الشرقي والغربي. تزامنًا مع ذلك، قصفت الطائرات السورية مناطق في إدلب، منها أريحا وسرمدا. - الجمعة 29 نوفمبر:
حققت المعارضة إنجازات استراتيجية، بسيطرتها على أحياء حلب الرئيسية، مثل الراشدين وخان العسل والأحياء السكنية الكبرى، بما في ذلك مطار حلب الدولي. كما أحكمت قبضتها على مدينة سراقب الاستراتيجية. الجيش الروسي تدخل بقصف مواقع المعارضة في حلب. - السبت 30 نوفمبر:
أعلنت المعارضة السيطرة الكاملة على مطار حلب الدولي والحدود الإدارية لمحافظة إدلب بعد السيطرة على مدينة معرة النعمان ومدن أخرى. - الأحد 1 ديسمبر:
واصلت قوات المعارضة تقدمها في محافظة حماة بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من حلب وكامل إدلب. المواجهات امتدت من حلب إلى أطراف حماة. - الاثنين 2 ديسمبر:
فرضت فصائل المعارضة سيطرتها على عدة بلدات في ريف حماة الشمالي، وأعلنت التقدم على سبعة محاور. - الثلاثاء 3 ديسمبر:
أعلنت المعارضة توسيع عملياتها في ريف حماة، مضيفة 12 بلدة وقرية إلى مناطق سيطرتها. - الأربعاء 4 ديسمبر:
سيطرت المعارضة على بلدة قلعة المضيق غرب حماة، بالإضافة إلى مواقع استراتيجية مثل جسر محردة واللواء 87، الذي يمثل بوابة عسكرية نحو مدينة حماة. - الخميس 5 ديسمبر:
أُعلن عن سقوط مدينة حماة بيد المعارضة، التي حررت مئات الأسرى من سجن حماة المركزي. كما حيّدت مطار حماة العسكري. - الجمعة 6 ديسمبر:
توسعت سيطرة المعارضة لتشمل معظم محافظة درعا ومدينتي الرستن وتلبيسة، إضافة إلى قرى محيطة بحمص. وجهت المعارضة “نداءً أخيرًا” لقوات النظام للانشقاق. - السبت 7 ديسمبر:
بدأت المعارضة مرحلة “تطويق” دمشق، وأحكمت سيطرتها على درعا والسويداء والقنيطرة، كما دخلت ضواحي مدينة حمص. - الأحد 8 ديسمبر:
فجراً، أعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع السيطرة الكاملة على دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد. بث التلفزيون السوري أول بيان للمعارضة السورية من العاصمة، معلنًا هروب الأسد وانتهاء عهد النظام. - كان سقوط نظام الأسد هو الغاية التي خرج من أجلها السوريون في مظاهرات حاشدة، واضطروا ليقاتلوا قوات النظام منذ 13 عاماً، لكن تلك الأعوام لم تكن تشهد تقدماً من جانب المعارضة، في مقابل هجوم “ردع العدوان” الذي استمر فقط 12 يوماً ليحقق الغاية!
- ما حدث يؤكد أن المعارضة استفادت كثيراً من الدروس الماضية، واتخذت خطوات مناسبة للسير قدماً نحو دمشق.