تقاريرعربي ودولى

رئيس الحكومة السورية: نمد يدنا للمعارضين ومستعدون للتعاون مع قيادة يختارها الشعب

في وقت حساس يمر به الوضع السوري، وجه رئيس وزراء النظام السوري محمد الجلالي رسالة قوية عقب إعلان المعارضة سقوط العاصمة دمشق في يدهم.

وقد أكد الجلالي في تصريحاته الأخيرة على استعداد الحكومة السورية لمد يد التعاون إلى جميع المعارضين الذين يختارون الانخراط في العملية السياسية، داعيًا إلى الحوار والاتفاق على مستقبل سوريا بعيدًا عن العنف والصراع.

وكما أكد رئيس حكومة النظام السوري أن حكومته مستعدة للتعاون مع أي قيادة قد يختارها الشعب السوري في المستقبل.

وأوضح أن الحكومة السورية تؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار البلاد، وأنها جاهزة للعمل مع أي جهة معارضة ترغب في بناء سوريا جديدة قائمة على أسس من الوحدة الوطنية والاحترام المتبادل.

وأعرب الجلالي عن قناعته بأن الحلول العسكرية لا يمكن أن تبني مستقبلًا مستقرًا لسوريا، مؤكدًا أن الحكومة تسعى دائمًا للوصول إلى تسوية شاملة تضمن مشاركة جميع الأطراف في صياغة مستقبل سوريا السياسي.

هذه الرسالة التي حملت في طياتها دعوة واضحة للمصالحة، جاءت بعد التصريحات الأخيرة للمعارضة التي تحدثت عن سقوط دمشق وتغيير الواقع السياسي في العاصمة.

وأضاف رئيس الحكومة الذي لم يفصح عن تفاصيل إضافية حول آلية هذا التعاون أو كيفية تنفيذه، أنه يواصل أداء مهامه من مقر إقامته الشخصي، مشيرًا إلى أن الحكومة تواصل العمل على تعزيز الأداء الإداري وتنظيم شؤون الدولة بشكل سلس.

وتابع رئيس الحكومة بالتأكيد على حرصه الكبير على إجراء أي عملية انتقالية داخل الحكومة بطريقة هادئة ودون أي تعقيدات تذكر.

ولفت رئيس الحكومة إلى أن العملية السياسية التي تجري في البلاد تستند إلى قاعدة من الحوار والنقاشات الداخلية مع الأطراف المختلفة، مؤكدًا أن النظام السوري يتبنى النهج الذي يضمن أن يكون هناك احترام لخيارات الشعب السوري في اختيار قيادته المستقبلية.

وأوضح أن حكومته ترى أن المرحلة القادمة تتطلب استقرارًا سياسيًا وإداريًا، وأن هذه المرحلة تتطلب تعاونًا بين مختلف الأطراف بما يضمن استمرارية العمل الحكومي دون أية تدخلات أو تعقيدات قد تؤثر على سير الأمور.

وفي إطار متصل، أكد رئيس الحكومة أن هناك خططًا عملية لنقل الملفات الحكومية من مختلف الوزارات بشكل تدريجي وسلس بين الأطر الحكومية المعنية.

وأوضح أن الحكومة تسعى لضمان استمرارية العمل الحكومي في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تشهد استعدادات كبيرة لنقل الإدارة الحكومية إلى مراحل أكثر تطورًا وكفاءة.

وتطرّق رئيس الحكومة إلى أن مسألة نقل السلطات بين مختلف الجهات الحكومية لن تكون عملية صعبة أو معقدة، بل سيتم بشكل تدريجي وبالاستفادة من الكوادر الوطنية التي تعمل في الوزارات المختلفة.

وأكد أن الهدف هو توفير استقرار في العمل الإداري والتقليل من أي تعقيدات قد تعيق سير العمل داخل مؤسسات الدولة. وأعرب عن أمله في أن يتم نقل هذه الملفات الحكومية بشكل يضمن استقرار البلاد في المرحلة القادمة.

كما أشار رئيس الحكومة إلى أن العمليات السياسية والإدارية لا تقتصر فقط على الحكومة المركزية، بل تشمل أيضًا التنسيق مع مختلف الهيئات المحلية والجهات المختصة في المحافظات، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار الإداري والتنفيذي في مختلف المناطق السورية.

وأكد على أن الحكومة تسعى لتحقيق أعلى مستوى من التنسيق بين جميع المؤسسات الحكومية لضمان استمرارية تقديم الخدمات بشكل فعال للمواطنين في جميع أنحاء البلاد.

ومن جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة أن النظام السوري لا يزال متمسكًا بالمشاركة في كافة المفاوضات والحوارات السياسية التي تفضي إلى تسوية الأزمة السورية.

وأوضح أن الحكومة ستظل ملتزمة بجميع الاتفاقات السياسية التي تم التوصل إليها سابقًا، بما في ذلك جهود المجتمع الدولي الرامية إلى الوصول إلى حل سياسي يعبر عن مصالح الشعب السوري. وأكد أن الفترة القادمة ستكون مرحلة حاسمة من أجل تحديد المستقبل السياسي للبلاد.

وفي سياق منفصل، تحدث رئيس الحكومة عن الوضع الأمني في البلاد، حيث أكد أن الحكومة تعمل على تحسين الظروف الأمنية في مختلف المناطق. ولفت إلى أن القوات السورية تبذل جهودًا كبيرة لضمان استقرار الوضع الأمني، لاسيما في المناطق التي تشهد تحديات أمنية مستمرة. وأشار إلى أن هناك تعاونًا مستمرًا مع جميع الأطراف الأمنية السورية لضمان أمن المواطن السوري وتوفير بيئة آمنة للاستثمار والتنمية.

وأكد أن الحكومة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، سواء من خلال تطوير البنية التحتية أو عبر تحسين الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن السوري بشكل يومي.

وأضاف أن الحكومة ماضية في تعزيز القدرات الاقتصادية للبلاد، لاسيما في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد السوري نتيجة للأزمة المستمرة.

وأشار إلى أن هناك خططًا لتحسين وضع الاقتصاد السوري في المستقبل القريب، وذلك من خلال تعزيز الإنتاج المحلي ودعم القطاعات الاقتصادية التي تشهد حاجة كبيرة إلى التنمية.

وأشار رئيس الحكومة إلى أهمية تعزيز روح الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا أن جميع المواطنين السوريين يجب أن يكونوا جزءًا من عملية البناء والإعمار في سوريا المستقبل.

كما أشار إلى ضرورة التصدي لأي محاولات لزعزعة الاستقرار أو تأجيج الصراعات الداخلية، حيث شدد على أن الحكومة ستكون دائمًا في صف الشعب السوري وتسعى لتحقيق مصالحه العليا.

وأكد رئيس الحكومة أن المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود جميع السوريين من أجل إعادة بناء الدولة السورية بشكل أكثر استقرارًا وتطورًا. وأوضح أن جميع الأطراف يجب أن تعمل معًا من أجل تحقيق هذه الأهداف التي ستساهم في رفعة البلاد وتطورها في المستقبل القريب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى