تقاريرعربي ودولى

دمشق تنتفض والفرحة تعم المدينة والمساجد صدحت بالتكبيرات مع سقوط نظام الأسد

في لحظات تاريخية هزت العاصمة السورية دمشق صدحت المساجد بتكبيرات النصر، معلنة فرحة الشارع الدمشقي بسقوط نظام بشار الأسد. في مشهد غير مسبوق، خرج المواطنون في مختلف أحياء العاصمة ليعبروا عن فرحتهم وسعادتهم بتحقيق الحلم الذي طال انتظاره.

وكأن المدينة كلها انفجرت ببهجة عارمة، حيث علت التكبيرات في أرجاء العاصمة، بينما تبادل الناس التهاني والابتسامات.

التكبيرات كانت تتردد في أرجاء دمشق بشكل لا يُصدق، وعبرت عن مشاعر شعبية جارفة، ففي قلب العاصمة، وفي شوارعها، زلزلت التكبيرات أجواء المدينة بشكل غير اعتيادي.

أحد المواطنين، وهو في أحد أحياء دمشق القديمة، لم يتمالك نفسه من شدة الفرح، فراح يصدح بأعلى صوته قائلاً “الجبان هرب يا عالم” في إشارة إلى هروب بشار الأسد، الذي كان قد فر من دمشق تحت ضغط الأحداث الميدانية.

المدينة التي كانت تعتبر معقل النظام خلال السنوات الماضية، تحولت إلى ساحة للاحتفالات والفرح العارم، بعد أن بدأت قوات المعارضة السورية المسلحة تدخل المدينة لتفرض سيطرتها على عدد من المواقع الاستراتيجية.

وكانت المساجد، التي طالما كانت تحت قبضة النظام، تُصدر تكبيرات النصر في مشهد مذهل يعكس سقوط النظام بشكل مفاجئ.

المعركة التي استمرت لسنوات في سوريا شهدت تحولات مفاجئة، وظهر في ساعات الفجر الأول العديد من الشواهد على انهيار النظام العسكري والأمني.

فقد كانت أجواء مطار دمشق الدولي تزداد توترا بشكل متسارع مع بدء سيطرة المعارضة على المدينة، وشهد المطار حالة من الفوضى والهلع، حيث كان الموظفون والأمن يغادرون المطار بشكل مفاجئ دون أي ترتيب أو استعداد، ما أثار تساؤلات عديدة حول مصير كبار المسؤولين.

وفقًا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر سورية رفيعة المستوى، أكد المسؤولون أن بشار الأسد قد غادر العاصمة دمشق إلى وجهة غير معلومة، وذلك بعد ساعات من التقارير التي تفيد بهروب قواته من بعض الأحياء الدمشقية.

هذه الخطوة بدت كإعلان ضمني عن سقوط النظام وفتح الباب أمام المزيد من الانتصارات للمعارضة التي استطاعت أن تسيطر على العديد من النقاط الحساسة في المدينة.

في ذات السياق، أفادت مصادر المعارضة السورية المسلحة بأنها قد تمكنت من السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، وهو ما يعد نقطة تحول هامة في مسار المعركة.

هذا المبنى كان يشكل جزءًا أساسيًا من آلة الدعاية التابعة للنظام، وتحويله إلى نقطة تحت سيطرة المعارضة يمثل خسارة معنوية وعسكرية كبيرة لنظام الأسد.

وفي لحظات فارقة أخرى، بدأ جنود بشار الأسد في الانسحاب من بعض أحياء دمشق بعد إعلان المعارضة بدء دخول قواتها إلى المدينة.

ما كانت بداية مفاجئة للمعارضة السورية المسلحة، ما لبثت أن تحولت إلى لحظات حاسمة في تاريخ دمشق، حيث تواصلت الهجمات على مواقع حساسة في المدينة، ما دفع قوات النظام إلى الفرار دون مقاومة تذكر.

أحد أهم الأحداث التي تابعتها جميع وسائل الإعلام كانت لحظة خروج المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري شمال دمشق بعد سيطرة المعارضة على السجن.

هذا السجن، الذي كان يُعتبر من أكثر السجون شهرة في سوريا، عرف بكونه مركزًا للاعتقال التعسفي والتعذيب، وقد أصبح تحريره نقطة رمزية كبرى للثوار والمعتقلين السياسيين على حد سواء. وعند تحرير السجن، امتلأت الأجواء بالدموع والتكبيرات، كما وقف المفرج عنهم على أبواب السجون مرددين شعارات الحرية والخلاص.

ولم يقتصر التحرير على سجن صيدنايا فقط، حيث أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن إطلاق سراح المعتقلين من سجن مدينة النبك في ريف دمشق بعد انسحاب قوات النظام.

وكان هذا الإجراء بمثابة مؤشر آخر على بداية انهيار النظام، حيث تواصلت سيطرة المعارضة على مزيد من المناطق الاستراتيجية في محيط العاصمة.

على صعيد آخر، أعلنت المعارضة عن انسحاب عناصر النظام والأمن من مطار دمشق الدولي، الأمر الذي أحدث حالة من الفوضى في المطار الذي ظل لأعوام طويلة رمزًا للنظام الحاكم. هذه الأحداث كانت تتابع بشكل يومي عبر وسائل الإعلام العالمية، بينما تعالت التكبيرات في أرجاء دمشق تأكيدًا على أن “الربيع السوري” قد حان.

كانت لحظة إسقاط النظام بمثابة حلم تحقق للكثيرين من السوريين الذين عانوا لعقود طويلة من بطش النظام. وبعد سنوات من الحرب والمعاناة، باتت دمشق تكتسي بثوب جديد، حيث تملأ أجواء المدينة ابتسامات المواطنين الذين شعروا في تلك اللحظات بأنهم قد تخلصوا من ظلم النظام وحكمه القمعي.

وفي الوقت الذي كان فيه بشار الأسد يختبئ بعيدًا عن الأعين، بدأ الشعب السوري يتنفس الصعداء، معربين عن آمالهم في بناء مستقبل جديد مليء بالحرية والعدالة. وكلما امتدت ساعات النهار، كانت التكبيرات تتردد بشكل أقوى، معلنة سقوط النظام وتحقق النصر على من دمر البلاد لعقود.

تستمر اللحظات الفارقة التي عاشها السوريون في تاريخهم الحديث، معززة بروح الانتصار والشجاعة. ومع دخول المعارضة السورية المسلحة إلى قلب العاصمة دمشق، كانت تلك لحظات فارقة ليس فقط لسوريا ولكن للمنطقة بأسرها، حيث كان سقوط بشار الأسد بمثابة تراجع لنظام استبدادي ليفسح المجال أمام فصل جديد من الأمل والإصلاح.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى