تقاريرصحافة عبرية

خسائر فادحة لإسرائيل في حرب لبنان: الأرواح والممتلكات في الميزان

أسفرت الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان عن خسائر فادحة على مختلف الأصعدة، حيث تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، إلى جانب التصعيد العسكري الذي دفع الطرفين إلى قرار وقف إطلاق النار.

وقد أظهرت التقارير الإعلامية والعسكرية أن هذه الحرب كانت على وشك أن تتصاعد أكثر لولا تدخل الهدنة التي توصل إليها الجانبان، في ظل استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية.

سقوط 124 قتيلاً إسرائيلياً

القناة الإسرائيلية 12 كشفت عن تفاصيل مؤلمة حول حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها إسرائيل خلال الحرب. وأوضحت القناة أن الصراع مع حزب الله أدى إلى مقتل 124 إسرائيلياً منذ بداية التصعيد الذي انطلق في سبتمبر الماضي.

وأشارت إلى أن من بين هؤلاء القتلى، هناك 79 جندياً إسرائيلياً قضوا خلال العمليات العسكرية والمواجهات المباشرة مع عناصر حزب الله، بينما سقط العدد المتبقي من القتلى من المدنيين، نتيجة الهجمات الصاروخية والقصف العشوائي الذي طال مناطق عدة في شمال إسرائيل.

الآثار النفسية للهجمات المتواصلة

إذاعة الجيش الإسرائيلي من جانبها سلطت الضوء على حجم الخوف والرعب الذي عاشه الإسرائيليون خلال فترة الحرب، حيث أشارت إلى أن صافرات الإنذار التي تحذر من هجمات وشيكة، سواء بالصواريخ أو الطائرات المسيرة، انطلقت 22,715 مرة في مناطق مختلفة من إسرائيل.

وقد تركزت هذه الإنذارات بشكل رئيسي نتيجة القصف الصاروخي لحزب الله، حيث سجلت السلطات 16,198 إنذاراً بسبب الصواريخ وحدها، بينما كان هناك 6,517 إنذاراً مرتبطاً بهجمات الطائرات المسيرة التي أطلقها الحزب. هذه الأرقام تعكس مدى الضغط النفسي الكبير الذي عاشه الإسرائيليون، خصوصاً في المناطق الشمالية التي كانت الأكثر استهدافاً من قبل حزب الله.

تدمير شامل للبنية التحتية والممتلكات

الخسائر لم تقتصر على الأرواح فقط، بل امتدت لتشمل تدمير الممتلكات على نطاق واسع. فقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريراً مفصلاً حول الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمباني في شمال إسرائيل جراء الحرب. وأفادت الصحيفة أن بيانات صادرة عن ضريبة الأملاك الإسرائيلية تشير إلى أن أكثر من 9,000 مبنى تعرضت للتدمير الكلي بسبب الهجمات الصاروخية لحزب الله. كما تم تدمير نحو 7,000 مركبة بالكامل، مما يبرز حجم الدمار الذي لحق بالمناطق المدنية.

ولمواجهة هذه الأضرار، دفعت الحكومة الإسرائيلية حتى الآن 140 مليون شيكل (ما يعادل حوالي 38.4 مليون دولار) كتعويضات للمتضررين. ومع ذلك، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم في الأيام المقبلة مع استمرار عمليات الإخلاء ورصد الإصابات التي لم يتم الإبلاغ عنها بعد. الأضرار الواسعة في الممتلكات العامة والخاصة تضع الحكومة أمام تحديات كبيرة في إعادة بناء المناطق المتضررة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت جراء الحرب.

الشارع الإسرائيلي يشعر بخيبة الأمل

في سياق آخر، أجرى التلفزيون الإسرائيلي استطلاعاً للرأي لتحديد موقف الإسرائيليين من نتائج هذه الحرب ومدى رضاهم عن الأداء العسكري والسياسي لحكومتهم. ووفقاً لاستطلاع أجرته القناة 13 الإسرائيلية، فإن 61% من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم لم تحقق نصراً واضحاً على حزب الله في هذه الحرب. تعكس هذه النسبة العالية شعوراً عاماً بخيبة الأمل لدى الإسرائيليين، خصوصاً أن الحرب استمرت لفترة طويلة ووضعتهم تحت تهديد دائم دون أن تنتهي بتحقيق أهداف ملموسة.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع أن 66% من المشاركين يؤيدون إنهاء الحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وهو ملف آخر يزيد من التعقيدات الأمنية والسياسية للحكومة الإسرائيلية. هؤلاء المواطنين يرون أن الحل الأفضل هو الوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، ما يعني أن الشارع الإسرائيلي بدأ يميل نحو التفاوض والحلول السياسية بدلاً من استمرار العنف.

اتفاق لوقف إطلاق النار: هل ينجح في إنهاء المواجهات؟

بعد أكثر من عام ونصف من التصعيد العسكري عبر الحدود، وأكثر من شهرين من الحرب المفتوحة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء. الاتفاق الذي جاء بعد جهود وساطة دولية مكثفة، يهدف إلى وقف التصعيد ومنع تدهور الأوضاع أكثر بين الطرفين.

هذا الاتفاق يمثل لحظة فارقة في هذه المواجهة الطويلة، لكنه يطرح أيضاً تساؤلات حول مدى نجاحه في تهدئة الأوضاع على المدى الطويل. فرغم دخول الهدنة حيز التنفيذ، لا يزال هناك قلق في الأوساط الإسرائيلية من احتمال استئناف حزب الله هجماته في أي لحظة، خصوصاً في ظل وجود خلافات عميقة ومطالب سياسية لم يتم حلها بين الجانبين. من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن هذا الاتفاق قد يشكل فرصة حقيقية لإسرائيل وحزب الله للابتعاد عن شبح حرب شاملة جديدة قد تكون أشد دماراً للطرفين.

حرب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان تركت وراءها مشهداً قاتماً من الدمار والخسائر البشرية والمادية، إلى جانب حالة من عدم الرضا الشعبي في إسرائيل عن نتائج الحرب. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال المخاوف قائمة من إمكانية تجدد الصراع في أي وقت.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى