أظهرت قائمة فوربس الشرق الأوسط “المبدعون الشباب تحت سن الثلاثين” لعام 2024 تفوق مصر بشكل واضح على مستوى المنطقة إذ سجلت مصر الحضور الأكبر بين الدول المشاركة بعدد وصل إلى 48 شاباً مصرياً من بين 153 مبدعاً تم اختيارهم في القائمة مما جعلها في الصدارة وبفارق كبير عن غيرها من الدول العربية حيث تعد هذه النسبة دليلاً قوياً على ريادة الشباب المصري في مجالات الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات
ومن الملاحظ أن هذا الإنجاز يعكس التطور المستمر الذي يشهده المشهد الشبابي المصري في السنوات الأخيرة خاصة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال والفن والابتكار العلمي فتزايد أعداد الشباب المصريين ضمن هذه القائمة المرموقة لا يأتي من فراغ بل يمثل حصاداً طبيعياً للجهود التي بُذلت لدعم وتمكين المواهب الشابة داخل البلاد
قائمة “المبدعون الشباب تحت سن الثلاثين” التي تصدرها مجلة فوربس سنوياً تُعتبر واحدة من أكثر القوائم المرموقة التي تكرم الشباب البارزين في مختلف المجالات سواء كانوا من رواد الأعمال الذين أسسوا شركات ناجحة أو الفنانين الذين أبدعوا في مجالاتهم أو العلماء الذين قدموا مساهمات ملموسة في مجالات التكنولوجيا والعلوم الطبية والاقتصاد وغيرها مما يجعل التواجد في هذه القائمة مؤشراً قوياً على التميز والإبداع في الساحة العالمية
وقد أثبت المصريون المشاركون في القائمة تفوقهم على نظرائهم من مختلف دول الشرق الأوسط حيث برزوا في مجالات متنوعة شملت التكنولوجيا الحديثة والابتكار الرقمي وريادة الأعمال إلى جانب الفن والثقافة فقد قدم هؤلاء الشباب المصريون إسهامات ملحوظة أسهمت في تطوير بيئات عملهم والمجتمعات التي يعيشون فيها بل إن بعضهم استطاع نقل أفكاره ومشاريعه إلى العالمية ليصبحوا مصدر إلهام للشباب في كل مكان
هذا الحضور المصري البارز في قائمة فوربس يعكس بيئة إيجابية بدأت في التكون داخل مصر خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح هناك اهتمام متزايد بتشجيع الابتكار ودعم الأفكار الإبداعية من خلال مبادرات حكومية وخاصة تعمل على توفير المناخ المناسب لنمو المشاريع الريادية فضلاً عن الجهود المبذولة في تطوير التعليم وزيادة الاهتمام بالتكنولوجيا والرقمنة حيث أن هذه العوامل مجتمعة ساعدت على خلق جيل جديد من الشباب قادر على المنافسة في الساحة العالمية
ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبته المؤسسات المصرية سواء كانت تعليمية أو حكومية أو خاصة في دعم هؤلاء الشباب وتمكينهم من تحقيق هذا الإنجاز الكبير إذ ساعدت العديد من البرامج والمبادرات التي تركز على دعم الابتكار وريادة الأعمال في تقديم الدعم اللازم لهذه المواهب الشابة سواء من خلال التدريب أو التمويل أو توفير الفرص للتواصل مع خبراء الصناعة والمستثمرين وهو ما أتاح لهم الفرصة لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة
ومما لا شك فيه أن التفوق المصري في هذه القائمة يعد بمثابة رسالة واضحة للعالم تؤكد أن مصر قادرة على المنافسة بقوة في مجالات التكنولوجيا والابتكار وأنها تمتلك نخبة من الشباب القادرين على قيادة المستقبل وإحداث تغيير حقيقي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية هذا الإنجاز لا يمثل فقط إنجازاً فردياً لكل شاب من هؤلاء المبدعين بل هو إنجاز جماعي يعكس روح التعاون والإصرار لدى الشباب المصري في السعي لتحقيق طموحاتهم رغم كل التحديات والصعوبات التي قد تواجههم
إن مصر التي تصدرت قائمة فوربس للمبدعين الشباب تحت سن الثلاثين لعام 2024 بثقل 48 مبدعاً من بين 153 تؤكد على أنها بيئة خصبة لاحتضان وتطوير الطاقات الشابة وتعزيز قدراتهم الإبداعية والتكنولوجية لا تقتصر هذه النجاحات على قطاع محدد بل شملت مختلف المجالات التي يتطلع إليها العالم الآن من التكنولوجيا المالية إلى الفن الرقمي ومن الابتكار في علوم الصحة إلى تطوير حلول ذكية للمشكلات البيئية وهذا يؤكد أن الشباب المصري لا يكتفي فقط بمجرد المتابعة بل يسهم فعلياً في صياغة المستقبل
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد في السنوات الأخيرة فإن هذا الإنجاز يشير إلى أن مصر ما زالت قادرة على إنتاج العقول الشابة القادرة على تجاوز هذه العقبات وتحقيق النجاحات البارزة التي تضعها في مقدمة الدول المساهمة في مسيرة التطور العالمي إن تفوق الشباب المصري في قائمة المبدعين هو دليل حي على أن مصر لا تزال تحتفظ بمكانتها الريادية في المنطقة من خلال جيل جديد من المبدعين الذين يمتلكون الرؤية والشجاعة لخوض غمار التحديات المستقبلية
ولا يمكن أن نتجاهل تأثير هذه القائمة على الشباب المصري عموماً فهي تشكل دافعاً كبيراً لهم للتفكير بشكل مختلف وتطوير أنفسهم ومهاراتهم من أجل اللحاق بركب المبدعين الذين تم تكريمهم إنها دعوة صريحة لمواصلة السعي نحو التميز والابتكار والعمل الجاد من أجل تحقيق الأهداف الكبيرة التي لا تقتصر على المستوى الشخصي بل تمتد لتشمل تطوير المجتمع ككل