تقارير

بريطانيا تؤكد دعمها المستمر لأوكرانيا في مواجهة روسيا

أكد بات مكفادن وزير مكتب مجلس الوزراء البريطاني أن بلاده لن تستجيب لما وصفه بـ “أصوات الضعف” التي تحاول تقليص دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي، مشددًا على أن المملكة المتحدة لن تسمح لروسيا بأن تتحكم في قراراتها أو سياساتها المتعلقة بأوكرانيا.

جاء هذا التصريح خلال مؤتمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الإثنين، حيث أعرب مكفادن عن قلقه من التصعيد الروسي في الحرب على أوكرانيا، وخاصة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف أوكرانيا ودول الحلف.

وقال الوزير البريطاني إن المملكة المتحدة ستستمر في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لكييف في ظل هذه التحديات.

وأشار مكفادن إلى أن روسيا قد كثفت هجماتها الإلكترونية ضد أوكرانيا وحلفائها بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ما يشير إلى تزايد مستوى التهديدات السيبرانية التي تمثلها موسكو.

ورغم ذلك، أكد الوزير البريطاني أن هذه التهديدات لن تؤثر على عزيمة بلاده في دعم أوكرانيا، وأن بريطانيا لن تسمح لهذه الهجمات أن تزعزع من إرادتها في المضي قدمًا في تقديم الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا.

وأضاف أن بريطانيا ملتزمة بمواصلة دعم كييف في حربها ضد روسيا دون الالتفات إلى محاولات روسيا أو حلفائها لتقويض هذا الدعم.

وفي سياق حديثه عن التهديدات الإلكترونية الروسية، أكد مكفادن أن بريطانيا لن تخشى من تصعيد روسيا في هذا المجال. وقال “بالنظر إلى حجم العداء الروسي، فإن رسالتي واضحة لأعضاء الناتو: لا يجب على أحد أن يقلل من شأن التهديد السيبراني الروسي، لكنه لن يخيفنا أو يؤثر على قراراتنا السياسية”.

وتابع قائلاً إن بريطانيا تعتبر هذه التهديدات جزءًا من التكتيك الروسي لإضعاف الحلفاء الغربيين وزعزعة استقرار المنطقة، ولكن ذلك لن يدفع بلاده إلى تغيير موقفها الثابت.

على الرغم من الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة، أكدت بريطانيا أنها ستظل ملتزمة باستراتيجيتها لدعم أوكرانيا ضد الاعتداءات الروسية.

وأوضح مكفادن أن المملكة المتحدة تؤمن بأهمية تقديم الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا، في ظل أن هذه الحرب تمثل تهديدًا للأمن الأوروبي والعالمي.

وفي نفس الوقت، جاء اجتماع مهم في برلين يوم الإثنين الماضي، حيث اجتمع مسؤولو الدفاع من عدة دول أوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا إلى جانب المملكة المتحدة لمناقشة سبل تعزيز الأمن والدفاع في القارة الأوروبية.

وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قد صرح بعد الاجتماع بأن ألمانيا ودول الناتو الأخرى بصدد تعزيز إنتاج الأسلحة داخل أوكرانيا، وذلك في إطار الرد على التصعيد الروسي المستمر في النزاع.

وأكد بيستوريوس أن من بين أولويات هذه الدول هو تطوير طائرات مسيرة يتم التحكم فيها باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز التعاون بين دول الناتو في مجال إنتاج الذخيرة.

ويرى المسؤولون أن تعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي يشكل ضرورة ملحة في هذه المرحلة، خاصة مع استمرار الحرب وتأثيراتها على الأمن في أوروبا.

كما أكدت التقارير الأخيرة أن أوكرانيا قد بدأت في استخدام صواريخ متطورة ضد أهداف عسكرية روسية، حيث أطلقت مؤخرًا صواريخ “أتاكمز” الأميركية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ كروز البريطانية “ستورم شادو” على مواقع روسية استراتيجية.

وقد كان لهذه الهجمات العسكرية وقع كبير في روسيا، حيث ردت موسكو بسرعة، مستهدفة مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ جديد ومتوسط المدى.

ووفقًا للتقارير الروسية، فإن هذا الصاروخ المعروف باسم “أوريشينك” يتمتع بقدرات فائقة، حيث يمكنه الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت، مما يجعله غير قابل للرصد من قبل أنظمة الدفاع الجوي.

وقد أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الصاروخ قائلاً إنه يمثل تطورًا غير مسبوق في الصناعة العسكرية الروسية. وأضاف بوتين أن روسيا تعتزم إنتاج المزيد من هذه الصواريخ لتعزيز قدراتها الهجومية.

ومن جانب آخر، يعتقد الخبراء العسكريون أن هذا النوع من الصواريخ قد يحمل في المستقبل إمكانية تزويده برؤوس حربية نووية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة ويثير المخاوف من تصعيد نووي محتمل.

وتأتي هذه التطورات في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين، حيث تتزايد المخاوف من أن تشهد الحرب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، خاصة في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، وزيادة الضغوط على روسيا على مختلف الأصعدة.

من جانبه، أكد مكفادن أن المملكة المتحدة ستستمر في دعم أوكرانيا مهما كانت التحديات أو التصعيدات من الجانب الروسي. وقال إن موقف بريطانيا سيكون ثابتًا تجاه هذه الحرب، وأنها لن تتراجع أمام أي تهديد أو محاولات من روسيا لزعزعة الاستقرار الأوروبي أو للضغط على حلفائها الغربيين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى