كارثة جبل الطروان تودي بحياة 5 عمال في الوادي الجديد
في حادث مأساوي هز منطقة الطروان في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، لقي خمسة عمال حتفهم إثر انهيار جبل صخري ضخم.
الحادث وقع في إحدى المناطق التي تشهد بعض المشاريع الزراعية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهو ما جعل الحادث يثير الكثير من التساؤلات حول ملابسات وقوعه ومدى ارتباطه بالمشاريع القريبة.
تفاصيل الحادث وأعمال البحث عن الضحايا
في صباح يوم الحادث، انهار جزء من الجبل الصخري بشكل مفاجئ، مما أسفر عن سقوط كميات هائلة من الصخور على العمال الذين كانوا يعملون في المنطقة.
وأدى الانهيار إلى وفاة خمسة منهم بشكل فوري، بينما أصيب آخرون بإصابات متفاوتة. فور تلقي البلاغ، توجهت فرق الإنقاذ التابعة لقوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، حيث بدأت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن الجثث المفقودة.
تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثتي مصطفى علي حامد محمد (45 عامًا) ومحمد علي محمد علي (44 عامًا)، اللذين كانا يقيمان في مدينة الخارجة، وذلك بعد ساعات من العمل المضني تحت الحطام.
وواصلت الفرق جهودها للبحث عن جثث ثلاثة آخرين ممن كانوا قد دفنوا تحت الأنقاض، وسط ظروف صعبة للغاية. وقد شاركت في عملية الإنقاذ وحدات مصلحة الري والمياه الجوفية بالإضافة إلى فرق من قطاع الكهرباء.
جهود الإنقاذ المستمرة رغم التحديات
على الرغم من التحديات التي واجهتها فرق الإنقاذ، بما في ذلك تدهور الوضع المناخي وصعوبة التضاريس، استمرت الأعمال في محاولات للتوصل إلى جثث الضحايا الباقين.
وتعتبر هذه العمليات من أكثر المهمات تعقيدًا، حيث يحتاج الأمر إلى أوناش ضخمة وآليات مدعمة للرفع، إلى جانب جهود حثيثة من العاملين في الميدان الذين يعملون بلا توقف لإزالة الصخور الضخمة.
وقد أعلن مدير أمن الوادي الجديد، اللواء محمد حامد، أنه تم توجيه كافة الأجهزة المعنية لدعم عمليات الإنقاذ بشكل كامل.
وقال إنه لا تزال عمليات البحث جارية لتحديد مصير الضحايا الآخرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا عالقين تحت الأنقاض. كما شدد على أهمية توفير جميع الموارد البشرية والمعدات اللازمة لإتمام هذه المهمة على أكمل وجه.
مشروعات الجيش وتأثيرها على المنطقة
من الجدير بالذكر أن المنطقة التي وقع فيها الحادث قريبة من عدد من المشاريع الزراعية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية. وتشير بعض المعلومات إلى أن هذه المشاريع تمثل جزءًا من خطط التنمية الزراعية في المنطقة.
وعليه، فإن الحادث يفتح المجال أمام تساؤلات حول تدابير السلامة في مثل هذه المواقع وخاصة في ظل كون المنطقة تشهد أعمالاً ضخمة تتعلق بالبنية التحتية.
وقد شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في عدد المشاريع التنموية في الوادي الجديد، وهو ما جعل المنطقة تستقطب أعدادًا كبيرة من العمال والمهندسين من مختلف الأماكن. هذه المشاريع، على الرغم من أهميتها الاقتصادية، إلا أنها تعرض العاملين فيها لمخاطر قد لا تكون مرئية للمواطنين العاديين.
ردود الفعل والتداعيات المستقبلية
على صعيد آخر، أثار الحادث ردود فعل واسعة من قبل المواطنين في الوادي الجديد ومنظمات المجتمع المدني. العديد من الأهالي عبروا عن استنكارهم للحادث، مطالبين بتشديد الرقابة على مواقع العمل في المشاريع الزراعية لضمان توفير بيئة آمنة للعمال. وقد أبدى البعض مخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة.
كما دعا ناشطون محليون إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث إذا ثبت تقصير في الإجراءات الوقائية أو إهمال في تأمين المواقع.
من جهة أخرى، أعرب بعض الخبراء عن ضرورة إحداث تغيير في الأنظمة التشغيلية للمشاريع الكبرى بحيث تتضمن خططًا للتعامل مع المخاطر الطبيعية مثل الانهيارات الأرضية وغيرها من الكوارث المحتملة.
التحقيقات في الحادث وتأثيراته على المشروعات المستقبلية
في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ عملها، بدأت السلطات التحقيق في ملابسات الحادث لمعرفة الأسباب الدقيقة التي أدت إلى انهيار الجبل.
وبينما لم يتم الإعلان عن تفاصيل التحقيقات بعد، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى أن انهيار الصخور قد يكون ناتجًا عن تغيرات طبيعية في التربة أو ربما تراكم آثار لأعمال الحفر السابقة التي قد تكون ساهمت في حدوث هذا الانهيار المفاجئ.