تقاريرعربي ودولى

حزب الله يستهدف قوات الاحتلال شرق الخيام دعمًا للمقاومة في غزة ودفاعًا عن لبنان

في خطوة مفاجئة وصاعقة أطلق حزب الله اللبناني رشقة صاروخية استهدفت تجمعًا عسكريًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة الخيام الواقعة في جنوب لبنان لتكون هذه الضربة ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي يواصل الحزب تنفيذها في إطار دعمه الثابت والمستمر للمقاومة في قطاع غزة ولمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف لبنان وشعبه.

هذه العملية تأتي في وقت حساس للغاية حيث تواجه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق في التوترات العسكرية، ويؤكد الحزب من خلالها على تمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني ودعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تشهد حربًا طاحنة ضد العدوان الإسرائيلي.

إن الرسالة التي أراد حزب الله إيصالها من خلال هذه الضربة العسكرية هي واضحة ومباشرة مفادها أن لبنان لن يظل مكتوف اليدين أمام الاعتداءات الإسرائيلية وأن أي تهديدات أمنية موجهة إلى لبنان ستكون لها تداعيات عسكرية. الحزب أظهر خلال السنوات الماضية أنه قادر على اتخاذ إجراءات حاسمة في الوقت المناسب وبدون تردد للدفاع عن الأراضي اللبنانية والشعب اللبناني وأيضًا دعمًا للمقاومة الفلسطينية ضد قوى الاحتلال التي تسعى للسيطرة على الأراضي الفلسطينية. العملية الصاروخية الأخيرة تعتبر بمثابة رد قوي على التصعيد الإسرائيلي في المنطقة كما تفتح الباب أمام معادلة جديدة في الصراع اللبناني الإسرائيلي قد تغير مجريات الأحداث في المنطقة.

كما تأتي هذه الضربة بعد يومين من تصريحات لقيادات حزب الله التي أكدت على موقف الحزب الثابت في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى التزامه بخيارات المقاومة ضد الاحتلال. الحزب الذي يملك ترسانة عسكرية متطورة قد يكون قد أرسل رسالة مفادها أن لبنان في خطر في حال استمر التصعيد الإسرائيلي وأنه على استعداد لخوض المواجهة إذا تطلب الأمر. هذه التصريحات لا تنفصل عن الوضع العام في المنطقة والذي أصبح يهدد أمن واستقرار العديد من الدول العربية ومن بينها لبنان.

إن هذا الهجوم الصاروخي له دلالات متعددة من أبرزها تنامي قوة حزب الله العسكرية ونجاحه في امتلاك قدرات صاروخية يمكنها أن تستهدف نقاط حساسة في العمق الإسرائيلي. تجدر الإشارة إلى أن ضربات الحزب لم تقتصر على أهداف عسكرية فقط، بل تأتي أيضًا في إطار موقف سياسي قوي يعبر عن رفض التحركات الإسرائيلية المتواصلة التي تضر بأمن الدول المجاورة. ومن خلال هذه الضربة يريد الحزب أن يؤكد للعالم أن أي محاولة للاعتداء على لبنان ستكون مكلفة للغاية وأنه لا مجال للمساومة في قضايا السيادة والأمن القومي اللبناني.

الجدير بالذكر أن الحزب يواصل تكثيف حملته الإعلامية على جميع الأصعدة لتحفيز الشعب اللبناني على التأهب ورفع مستوى الجاهزية العسكرية. في هذا السياق تأتي الضربة الأخيرة لتؤكد على وحدة الصف اللبناني في مواجهة الاحتلال، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان. الحزب واصل استراتيجياته العسكرية بعيدًا عن الأضواء ليبقى في حالة استعداد تام لمواجهة أي تصعيد من قبل إسرائيل.

في سياق متصل تداولت وسائل الإعلام أن رئيس بلدية عكا في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد وجد نفسه في موقف محرج خلال لقاء تليفزيوني مباشر بعد أن سمعت صافرات الإنذار التي أطلقتها السلطات الإسرائيلية عقب الهجوم الصاروخي من حزب الله. يبدو أن رئيس البلدية قد شعر بالرعب والخوف، وهو ما دفعه إلى الهروب على الفور من أمام الكاميرات في محاولة للهروب من قصف متوقع. هذا الحادث يعكس حالة من الذعر تسود صفوف الاحتلال في ظل تصاعد الهجمات من جميع الجبهات. لم يكن أمام المسؤول الإسرائيلي سوى الهروب وتجنب الحديث عن الهجوم الصاروخي من حزب الله، وهو ما يعكس مدى تأثير هذه العمليات على نفسيات القادة الإسرائيليين الذين كانوا يتصورون أن الوضع على الحدود اللبنانية سيكون هادئًا.

ويؤكد هذا المشهد إلى أن حزب الله يحقق أهدافه في استهداف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، ويزيد من حالة التوتر والارتباك في صفوف الجيش الإسرائيلي. عمليات الحزب العسكرية ليست مجرد ردود فعل على الاعتداءات بل هي أيضًا رسائل موجهة إلى الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي. فالضغوط التي يعاني منها الاحتلال جراء تلك الهجمات تتضاعف كلما نفذ حزب الله ضربات مماثلة.

العديد من الخبراء العسكريين يعتقدون أن حزب الله قد عزز قدراته العسكرية في السنوات الأخيرة بشكل كبير، مما مكنه من توجيه ضربات موجعة داخل الأراضي المحتلة. هذا التطور في القدرة العسكرية لم يقتصر فقط على القوة الصاروخية بل امتد ليشمل العديد من الجوانب الأخرى من بينها القدرات الاستخباراتية والتكتيكية التي تساعد الحزب على تنفيذ عمليات نوعية ودقيقة.

إن الهجوم الصاروخي الذي شنّه حزب الله على قوات الاحتلال شرق الخيام لا يقتصر على كونه عملية عسكرية فحسب، بل هو جزء من سلسلة من الرسائل التي يوجهها الحزب إلى إسرائيل والمجتمع الدولي ليؤكد من خلالها أن لبنان لن يكون ساحة حرب سهلة وأن أي اعتداء على أراضيه سيكون له رد قوي ومدمر. حزب الله أثبت عبر السنوات الماضية أنه قادر على إيلام الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه في العمق، وقد أظهرت هذه الضربة الأخيرة أن المواجهة العسكرية بين الطرفين دخلت مرحلة جديدة قد تشهد المزيد من التصعيد في الأيام المقبلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى