تقاريرعربي ودولى

صفارات الإنذار تعم الأراضي المحتلة بعد دخول 4 ملايين للملاجئ وتصاعد الهجمات العنيفة

لا يزال الواقع في الأراضي المحتلة يسير نحو منحنى مقلق جدا حيث دخلت الأوضاع الأمنية مرحلة غير مسبوقة مع دخول ما يقارب أربعة ملايين مستوطن فلسطيني إلى الملاجئ في أعقاب التصعيد الحاد في الهجمات والتهديدات من كافة الجهات المحيطة والمناطق المجاورة وخصوصا في الشمال والوسط

وهو ما جعل صفارات الإنذار تدوي في عدد كبير من المستوطنات في شمال ووسط الأراضي المحتلة لم تشهده المنطقة منذ سنوات طويلة فاق التعاطي مع الأحداث الأخيرة كافة التوقعات والاحتمالات فالمستوطنات المترامية الأطراف في هذه المناطق قد تعيش حالة من الفزع والهلع إثر تصاعد الهجمات.

صفارات الإنذار التي ملأت الأجواء شملت عدداً كبيراً من المدن الكبرى والبلدات الصغيرة والأحياء السكنية على حد سواء في الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق ما جعل حياة آلاف المدنيين من المستوطنين تتوقف بشكل مفاجئ وفي مشهد متكرر حيث تحولت المناطق المحيطة بمنازلهم إلى أماكن مغلقة محاطة بالخوف والقلق الشديدين في محاولة لتفادي القصف العنيف والهجمات المتواصلة.

الوضع أصبح أكثر تعقيدا مع وصول أعداد ضخمة من الأشخاص إلى الملاجئ في وقت قصير لم يكن أحد يتوقعه بهذا الشكل.

لم يعد الحديث عن الهجمات مجرد تفاصيل عابرة أو أحداث عابرة فالأوضاع قد تجاوزت بكثير ذلك المنظور فالوضع الراهن يشير بوضوح إلى أن الوضع الأمني في الأراضي المحتلة قد دخل مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بتداعياتها نتيجة التوترات الكبيرة بين الأطراف المختلفة وما يرافق ذلك من تهديدات مستمرة. هذا التصعيد المتزايد في الهجمات العنيفة يدفع بالكثير من الأسر إلى البحث عن أقرب مكان للاختباء في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات والتي فرضت على الكثير من السكان المكوث في الأماكن المحمية.

المناطق التي طالها القصف كانت واسعة جدا إذ شملت العديد من المدن والمناطق الاستيطانية الهامة بما في ذلك المدن الكبرى التي تمثل الأثقال الاقتصادية لهذه الدولة بينما كانت الأمور تتصاعد بسرعة كبيرة حيث زادت أعداد الضحايا جراء القصف المباشر وبات السكان في حالة من العزلة التامة.

في وسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم والهجمات المسلحة المتواصلة كانت الإحصائيات تشير إلى دخول ملايين السكان إلى الملاجئ الواقعة في مناطق مختلفة والتي تم تخصيصها لتحمل الضغط المتزايد من الأعداد الهائلة التي تسارع إلى اللجوء إلى مكان آمن مع استمرار الانفجارات في الأفق. ما يثير الانتباه بشكل خاص هو الارتباك الكبير لدى السلطات الأمنية والعسكرية في كيفية التعامل مع الوضع الطارئ الذي أصبح يشكل تحدياً على مستوى الاستجابة السريعة.

الشوارع أصبحت خالية تماما من أي حركة في العديد من الأماكن حيث أغلقت المتاجر أبوابها وتوقفت المؤسسات العامة والخاصة عن العمل بسبب حالة الطوارئ القصوى في كل مكان. جميع هذه الإجراءات تشهد على حجم الكارثة التي ألمت بالمجتمع الاستيطاني في مناطق الشمال والوسط. وقد كشف بعض المصادر الخاصة بأن الأوضاع في تلك المناطق تشهد حالة من الشلل التام في بعض الأوقات نتيجة لإغلاق معظم الطرق وتحويل بعض المناطق إلى مناطق غير قابلة للوصول.

المستوطنات نفسها بدت أكثر تأثرا بتداعيات هذا التصعيد فقد عاشت تلك المستوطنات في حالة من عدم الاستقرار وبدأت المؤسسات المدنية تتعامل مع واقع غير عادي فالمواطنون أصبحوا في موقف يتطلب تدابير غير اعتيادية لتجاوز الأزمة التي جعلت كل شيء يتوقف أو يتراجع بسبب الاشتباكات والمواجهات المستمرة. كما أن التدابير الأمنية المشددة التي فرضتها الحكومة على الحدود والمناطق المحيطة خلقت فوضى كبيرة بين السكان وخصوصا في المناطق الحساسة.

لكن مع مرور الوقت بدأ الوضع يزداد سوءا حيث تجنب السكان الخروج من الملاجئ في أوقات مختلفة من اليوم وحاولت السلطات تنفيذ بعض الإجراءات المؤقتة لتوفير الحماية لكافة الأفراد العالقين في هذه الأزمة الطارئة إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذه النقطة فقد ازدادت الهجمات بشكل غير مسبوق ما يعني أن الوضع في الأراضي المحتلة قد بات تحت تهديد واضح ومستمر. التقديرات الأولية تشير إلى أن هذه الأزمة قد تطول وربما تتسع لتشمل المزيد من المناطق في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.

من جانب آخر، أكدت بعض الجهات الحقوقية أن هذه الأحداث تضاف إلى سجل طويل من الأزمات المتصاعدة في الأراضي المحتلة وتضع الجميع أمام مسؤوليات كبرى في البحث عن حلول عاجلة لمواجهة الوضع المتدهور حيث تسجل هذه الهجمات تصاعدا لافتا في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل للتدخل ووقف التصعيد الذي قد يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها في الوقت الذي يعاني فيه السكان من الظروف الصعبة على الأرض.

ما حدث في الأيام الأخيرة قد يكون بمثابة إعلان حرب غير معلن يضاف إلى سلسلة من الأزمات التي لا يمكن إغفالها في تلك المناطق حيث بات الجميع في حاجة إلى حلول سريعة وفورية في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تتحول تلك الأوضاع إلى أكبر كارثة إنسانية مرعبة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى