شهدت الساحة السياسية والرياضية المصرية تطورًا جديدًا ومفاجئًا تمثل في إعلان اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق موافقتها على طلب رفع الحصانة البرلمانية عن النائب أحمد دياب
هذا القرار جاء استجابةً لطلب من النائب العام الذي طالب بإذنٍ رسمي للاستماع إلى النائب والتحقيق معه بشأن واقعة وفاة اللاعب أحمد رفعت الذي فارق الحياة إثر أزمة صحية مفاجئة في مارس الماضي وتحديدا في استاد الإسكندرية وسط أجواء غامضة تثير تساؤلات حارقة حول الأسباب الحقيقية وراء وفاته
وقد جاء هذا القرار الخطير بعد اجتماع مطول للجنة التشريعية برئاسة وكيل اللجنة محمد شوقي حيث تم فيه استعراض ملابسات القضية بشكل تفصيلي وأهمية الاستماع إلى النائب أحمد دياب الذي يشغل في الوقت الحالي منصب رئيس رابطة الأندية المصرية
كما تم التأكيد على ضرورة تعاون دياب مع الجهات المختصة وتقديم كافة التوضيحات اللازمة لتحديد ما إذا كان له دور مباشر أو غير مباشر في وفاة اللاعب الذي كان يشتهر بموهبته وإخلاصه في الملاعب المصرية
وفي سياق متصل جاءت موافقة اللجنة التشريعية على رفع الحصانة كإجراء أولي لتمكين السلطات القضائية من الاستمرار في تحقيقاتها وكشف ملابسات هذا الملف الذي تحول إلى قضية رأي عام تهز الأوساط الرياضية والسياسية خاصة بعد الاتهامات التي تلمح إلى وجود ضغوط نفسية مورست على اللاعب قبل وفاته
وهي اتهامات وجهت بشكل مباشر إلى النائب أحمد دياب وهو الأمر الذي دفع النيابة العامة إلى التدخل وطلب رفع الحصانة لإجراء تحقيقات موسعة في هذه القضية الشائكة التي أصبحت حديث الساعة
وقد تصاعدت الأمور بعد تصريحات مثيرة من شقيق اللاعب الراحل أحمد رفعت حيث ظهر في برنامج رياضي شهير ليطرح تساؤلات صادمة حول الظروف المحيطة بوفاة شقيقه مشيرا بأصابع الاتهام إلى أحمد دياب مطالبا بتوجيه الأسئلة له بشأن ما حدث لرفعت قبل وفاته ما زاد من الغموض الذي يكتنف القضية وزاد من الشكوك حول حقيقة الأحداث التي سبقت هذه الوفاة المفاجئة في استاد الإسكندرية يوم 11 مارس
وفي محاولة لفهم الخلفيات النفسية التي ربما أدت إلى تدهور الحالة الصحية للاعب أحمد رفعت تم استعراض تصريحات سابقة للراحل في مقابلة تلفزيونية أشار فيها بشكل مقتضب إلى تعرضه لضغوط نفسية هائلة قبل حادثة سقوطه في الاستاد
ورغم أن رفعت لم يفصح بشكل مباشر عن طبيعة هذه الضغوط إلا أن حديثه كان يحمل تلميحات قوية بأن هناك من يقف خلف تلك الضغوط وهو ما زاد من تعقيد المشهد خاصة بعد وفاته التي جاءت بعد فترة وجيزة من تلك التصريحات
ولم يكن تصريح شقيق رفعت هو الوحيد الذي ألقى بظلال الشك حول دور النائب أحمد دياب في هذه القضية فقد بدأت العديد من الشخصيات الرياضية والإعلامية تتساءل عن السبب الحقيقي وراء هذه الضغوط
ومن يقف خلفها وما إذا كانت لها علاقة بالصراعات الخفية داخل عالم كرة القدم المصرية التي شهدت في السنوات الأخيرة تجاذبات وصراعات على النفوذ والمناصب بين أطراف عدة داخل وخارج الأندية ما يجعل من هذه القضية مرشحة لمزيد من الإثارة والتعقيد في الأيام المقبلة
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة باتت الأنظار متجهة نحو التحقيقات التي ستجرى بعد رفع الحصانة عن النائب دياب حيث ينتظر الشارع المصري بفارغ الصبر ما ستسفر عنه التحقيقات من حقائق قد تكشف الغموض حول وفاة رفعت وتضع حدا للتكهنات والشائعات التي أصبحت تملأ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذه القضية التي لا تمس فقط الجانب الرياضي بل تفتح ملفات خطيرة تتعلق بكيفية إدارة كرة القدم في مصر والضغوط التي تمارس على اللاعبين خارج إطار المنافسات الرياضية
من جهتها تعهدت النيابة العامة بمواصلة تحقيقاتها في هذا الملف الحساس مع التأكيد على أن رفع الحصانة لا يعني إدانة النائب أحمد دياب بل هو إجراء قانوني يسمح له بتقديم أقواله وتوضيح موقفه بشكل كامل أمام القضاء وهو ما يعزز من فرص الكشف عن الحقيقة بعيدا عن أي ضغوط أو تلاعبات قد تؤثر على مسار العدالة
أما على صعيد مجلس الشيوخ فقد أكد أعضاء المجلس ضرورة احترام الإجراءات القانونية وعدم التهاون في قضايا تمس أرواح المواطنين وأمنهم وهو ما يعكس أهمية القضية وحجم التحديات التي تواجه السلطات في هذا الملف وفي الوقت ذاته يعكس حالة القلق التي تسود الأوساط السياسية والرياضية بشأن تداعيات القضية على مستقبل دياب السياسي والرياضي في حال ثبوت أي تقصير أو تواطؤ من جانبه
وبالرغم من أن القضية لا تزال في مرحلة التحقيقات الأولية إلا أن الحديث عن وفاة اللاعب أحمد رفعت تجاوز حدود الشأن الرياضي ليصبح قضية اجتماعية وسياسية تعكس كيف يمكن أن تتحول المنافسات الرياضية إلى مسرح لصراعات أشخاص ومصالح لا علاقة لها باللعبة نفسها وهو ما يفرض ضرورة إعادة النظر في كيفية إدارة المؤسسات الرياضية وتحصينها ضد النفوذ والضغوط التي قد تؤدي إلى حوادث مأساوية كتلك التي أودت بحياة لاعب شاب كان يحظى بحب الجماهير واحترام زملائه