الداخلية الإماراتية تواصل البحث عن تسفي كوجان بعد اختفائه المفاجئ منذ الخميس
في تطور بالغ الأهمية يتعلق بالبحث عن المبعوث اليهودي المولدوفي الجنسية تسفي كوجان والذي اختفى في ظروف غامضة منذ يوم الخميس الماضي،
أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية عن استمرار جهودها المكثفة في محاولة تحديد مكانه وكشف ملابسات اختفائه حيث ورد بلاغ من عائلته يفيد بانقطاع الاتصال معه منذ عدة أيام،
مما أثار قلقاً كبيراً حول مصيره، خاصة بعد إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي نتنياهو عن فقدان التواصل مع كوجان في وقت سابق، مشيراً إلى أنه كان يشغل منصب مبعوث حركة «حباد» اليهودية في الإمارات.
تفاصيل الاختفاء بدأت مع تواصل عائلة كوجان مع السلطات المعنية في الإمارات، حيث أكدت وزارة الداخلية الإماراتية أنها على دراية بالحادث وأنها تعمل بشكل دؤوب على التحقيق في القضية. وفقاً للتقارير الأولية التي توفرت حول الحادث،
أفادت العائلة بأنه تم فقد الاتصال مع كوجان بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار منذ يوم الخميس، مما استدعى التدخل العاجل من قبل السلطات المختصة. وفي حين لم تكشف السلطات عن تفاصيل إضافية حول التحقيقات أو دوافع الاختفاء، إلا أن الانتشار الإعلامي للخبر في وسائل الإعلام الدولية والاتصالات المستمرة بين المسؤولين في الإمارات وإسرائيل أظهر اهتماماً بالغاً بهذه القضية.
تسفي كوجان، الذي يحمل الجنسية المولدوفية ويقيم في الإمارات، يعد واحداً من أبرز الشخصيات اليهودية في الدولة، حيث يعتبر مبعوثاً بارزاً لحركة «حباد» اليهودية التي تشتهر بتعزيز العلاقات اليهودية والتواصل مع المجتمعات اليهودية في مختلف أنحاء العالم. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن اختفاء كوجان في هذا التوقيت بالذات يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الحادث مرتبطاً بأسباب أمنية أو سياسية، أو إذا كان قد اختفى لأسباب أخرى غير معروفة حتى الآن.
المصادر الإسرائيلية، التي كانت تتابع القضية عن كثب، أشارت إلى أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أرسل وفداً رفيع المستوى إلى الإمارات بهدف التنسيق مع السلطات الإماراتية والعمل على تسريع جهود البحث. هذا التنسيق جاء بعد أن بدأ العديد من وسائل الإعلام في إسرائيل والدول الغربية بالإشارة إلى الحادث باعتباره قضية دبلوماسية معقدة، بالنظر إلى أهمية موقع كوجان في العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
ورغم أن التفاصيل الدقيقة حول اختفاء كوجان ما زالت شحيحة، إلا أن بعض التقارير الإعلامية أفادت بأن آخر اتصال له تم مع أفراد من عائلته في وقت متأخر من مساء الخميس، حيث قال إنه سيغادر للإقامة في مكان آخر لأسباب شخصية، ولكن بعد مرور ساعات على هذا الاتصال، توقفت جميع محاولات الوصول إليه. حالة القلق المتزايدة وسط عائلته وأصدقائه كانت محوراً رئيسياً في البلاغات التي تلقتها السلطات الإماراتية، التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحديد مكان المفقود.
تسفي كوجان، الذي عرف بنشاطه الكبير في مجال العلاقات الدولية واهتمامه بتعزيز العلاقات بين مختلف الأطياف الدينية والثقافية في المنطقة، كان يشغل دوراً مهماً في حركة «حباد»، التي تعتبر واحدة من أبرز الحركات اليهودية في العالم، التي تسعى لتقوية الروابط بين اليهود في مختلف أنحاء الأرض وتعزيز الحوار بين الأديان. وكانت حركة «حباد» قد تبنت دوراً متميزاً في تعزيز التعاون بين الإمارات والمجتمع اليهودي العالمي، حيث سجلت الإمارات على مر السنوات الأخيرة خطوات ملحوظة في تعزيز هذا التعاون، وهو ما جعل تسفي كوجان شخصية محورية في هذا السياق.
في نفس الوقت، صرح مصدر دبلوماسي إماراتي بأنه لا يمكن استبعاد أي فرضية حول ملابسات اختفاء كوجان، بما في ذلك فرضية وجود دوافع شخصية أو خلافات داخلية لم تكن معلنة للجمهور. لكن في السياق ذاته، لم تستبعد السلطات الإماراتية ارتباط الحادث بأي تطورات سياسية قد تكون أثرت على هذا الشخص أو تسببت في اختفائه، وإن كانت هذه الفرضية لم يتم تأكيدها بشكل رسمي.
لقد أثار هذا الحادث ردود فعل واسعة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث بدأت العديد من المنظمات اليهودية في أنحاء مختلفة من العالم تعبر عن قلقها إزاء مصير كوجان، في حين أن بعض المحللين السياسيين بدأوا في طرح فرضيات تتعلق بالضغوط الإقليمية التي قد تؤثر على استقرار هذه الشخصيات الدبلوماسية في المنطقة. ولا يخفى على أحد أن الإمارات في السنوات الأخيرة قد أصبحت مركزاً مهماً للتعاون الإقليمي والدولي، ومن الواضح أن هذه الحادثة قد تؤثر على سمعة الدولة التي تسعى لتكون نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والجنسيات.
ومن المقرر أن تستمر التحقيقات بشكل مكثف في الأيام القادمة، حيث يُنتظر أن توافي السلطات الإماراتية وسائل الإعلام بمستجدات القضية حالما تتوفر معلومات جديدة. أما بالنسبة للمجتمع اليهودي في الإمارات، فإنهم يواصلون التعبير عن دعمهم لعائلة كوجان في هذه الفترة العصيبة، مؤكدين على أملهم في أن تنجح السلطات في التوصل إلى الحقيقة بأسرع وقت ممكن.
إلى الآن لا يوجد أي تأكيد حول وجود فرضيات متعلقة بمصير كوجان، لكن من المتوقع أن تصدر المزيد من البيانات الرسمية خلال الأيام القادمة للكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذا الحادث الذي يظل مجهولاً.