مصر

المنتدى المصرى برلمانيون لأجل الحرية يرحب بالقرار لكنه غير كاف!


في خطوة هامة ولافتة أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق كل من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وهذه الخطوة شديدة الأهمية

؛ فلأول مرة يصبح قادة الكيان الصهيوني أمام القانون الدولي مجرمي حرب مطلوبين للعدالة الدولية بجرائم قتل الأطفال والإبادة الجماعية، وبقدر ما يمثل هذا القرار انتصارا لحقوق الشعب الفلسطيني بقدر ما يمثل اختبارا للنظام العالمي الذي طالما تغنى باحترام القانون الدولي الإنساني، واحترام ما يصدر عن المؤسسات الدولية، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية.


وقد أحسنت بعض الدول مثل كندا وهولندا وجنوب إفريقيا وإيطاليا حين أعلنت امتثالها لهذا القرار ما يعني أنها ملتزمة بالقبض على هذين المجرمين حال وصولهما إلى أراضي هذه البلاد وتسليمهما للمحكمة الجنائية وهو الواجب على كل الدول الأعضاء في المحكمة.
لكن العجيب والغريب هو ذلك الموقف الأمريكي الذي يضرب عرض الحائط بقرارات المحكمة الجنائية

، ويعلن عدم الاعتراف بتلك القرارت وعدم الانصياع لها، في سقطة ليست الأولى للولايات المتحدة التي تتصرف اليوم بهذه الرعونة وهذا الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني ولو على حساب مصداقية المحكمة الجنائية الدولية،

ومصداقية النظام العالمي بأسره، الأمر الذي يمثل استمرارا لسياسات الولايات المتحدة الضالعة في الحرب على غزة، وفي المجازر التي ترتكب كل يوم، وفي الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؛ فلم يتوقف إمداد أمريكا لإسرائيل بالسلاح لحظة واحدة رغم كل المناشدات الدولية والتقارير الأممية والقرارات الجنائية!


وهذا السقوط الأخلاقي الكبير لأمريكا هو مقدمة لسقوط هيمنتها، وكسر هيبتها عالميا، واكتشاف العالم لحقيقة الولايات المتحدة والنظام الذي تقوده.
إن هذا السقوط الأخلاقي هو في ذاته مؤشر على التغيير الكبير القادم في العالم، وستبقى القضية الفلسطينية كاشفة للجميع ترفع من انحاز
إلى الحق، وتخفض بميزان العدل الإلهي من تآمر على دماء الأبرياء.

كل التحية لشهداء فلسطين الأبرار، ولقضية فلسطين العادلة، ولشعب غزة الأبي المحاصر الذي ينتصر وهو في قيده على السجان، ويحاصر كل من حاصره، حتى يتحقق النصر والتحرير بإذن الله رب العالمين. ‏

رئيس المنتدى
د. محمد عماد صابر

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى