في تصريح ناري جديد من المدير الفني المصري حسام حسن الذي يتولى تدريب المنتخب العربي الشهير أثار الجدل حول تراجع مستوى المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم رغم أن الدوري السعودي يُعد واحدًا من أقوى الدوريات في العالم حاليًا
حسن المعروف بصراحته الهجومية لا يتردد في توجيه النقد حيث يرى أن هناك فجوة واضحة بين مستوى الدوري المحلي وبين أداء المنتخب الوطني في المباريات الدولية الكبرى حيث أكد في حوار صحفي أنه ورغم الاستثمارات الهائلة التي شهدتها الأندية السعودية مؤخرا وجذب العديد من النجوم العالميين إلا أن النتائج الأخيرة للمنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم تشير إلى وجود أزمة حقيقية تتطلب معالجة فورية وعاجلة
لقد تحدث حسن بشكل مباشر عن المفارقة الواضحة بين تقدم الدوري السعودي وتراجع المنتخب السعودي ففي نظره الدوري السعودي قد أصبح محط أنظار العالم وأحد أفضل البطولات المحلية في القارة الآسيوية وربما على مستوى العالم ولكن هذا النجاح لم ينعكس بعد على مستوى المنتخب الوطني ويبدو أن هناك خللا ما في منظومة الإعداد للمنتخب حيث أشار إلى أن تطوير الدوري المحلي يجب أن يترافق مع تحسين الأداء العام للمنتخبات الوطنية التي تمثل البلاد في البطولات الدولية الكبرى
ويرى حسن أن هذا الخلل قد يكمن في النظام الفني والتكتيكي المعتمد من قبل مدربي المنتخب السعودي أو ربما في عدم استغلال إمكانيات اللاعبين المحليين والدوليين بالشكل الصحيح ويؤكد أن الدوري السعودي قد تمكن من جذب نخبة من أفضل اللاعبين العالميين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونيمار وغيرهم وهو أمر يعكس قوة وجاذبية الدوري ولكن التساؤل الذي يطرحه هو لماذا لا نرى هذا التألق نفسه على مستوى المنتخب السعودي ولماذا تتعثر السعودية في التصفيات بينما تقدم بعض الأندية السعودية أفضل مستويات الأداء في البطولات الإقليمية والعالمية
وقد أشار حسن إلى أن هذا التراجع في نتائج المنتخب السعودي ليس مبررا خاصة في ظل ما يتوفر من إمكانيات مادية وفنية جبارة حيث يرى أن المسؤولين عن المنتخب يجب أن يعيدوا تقييم الاستراتيجية المتبعة سواء في اختيار اللاعبين أو في أسلوب التدريب والإعداد ويعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في سياسات تطوير الناشئين والاستثمار في المواهب المحلية حتى يكون هناك قاعدة قوية من اللاعبين الجاهزين لتمثيل المنتخب بكفاءة في جميع البطولات
كما شدد حسن على أن الاستثمارات المالية وحدها لا تكفي لضمان النجاح في كرة القدم حيث أشار إلى أن تحقيق البطولات والإنجازات على المستوى الدولي يتطلب منظومة متكاملة تشمل جميع عناصر اللعبة من بنية تحتية متطورة وخطط تدريبية طويلة الأمد بالإضافة إلى وجود رؤية واضحة تستهدف بناء منتخب قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات ويؤكد أن المنتخب السعودي يحتاج إلى رؤية جديدة ومنهجية مختلفة للتعامل مع التحديات التي تواجهه في التصفيات الحالية
ومن جهة أخرى يرى حسن أن هناك مشكلة في التوازن بين اللاعبين المحليين والأجانب في الدوري السعودي حيث أصبح الدوري يعج بالنجوم العالميين الذين قد يكون لهم تأثير سلبي على فرص اللاعبين السعوديين في المشاركة الأساسية مع أنديتهم وهو ما ينعكس سلبا على جاهزيتهم للمنتخب الوطني حيث أضاف أن الأندية السعودية تعتمد بشكل كبير على اللاعبين الأجانب في مراكز حساسة ما يحرم اللاعبين المحليين من فرص التطور واكتساب الخبرة التي تؤهلهم للتألق على المستوى الدولي
في السياق نفسه لم يتردد حسن في الإشارة إلى أن المنتخب السعودي بحاجة إلى مدرب يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المنتخبات الوطنية وقادر على استغلال الإمكانيات المتاحة بالشكل الأمثل ويرى أن المدرب الحالي قد لا يكون الشخص المناسب لقيادة المنتخب في هذه المرحلة الحساسة حيث أوضح أن المدرب الوطني أو الأجنبي يجب أن يتمتع بقدرة عالية على فهم طبيعة اللاعب السعودي وطريقة التعامل معه واستغلال قدراته بشكل إيجابي لخدمة الفريق ككل
وأضاف حسن أن تطور المنتخب السعودي لا يمكن أن يكون فقط نتيجة لتطور الدوري المحلي بل يجب أن يكون هناك توازن بين تطوير الأندية وتطوير المنتخب بحيث يتم العمل على تحسين أداء اللاعبين الدوليين عبر خطط تدريبية وبرامج تأهيلية متكاملة تركز على إعدادهم لخوض المباريات الدولية وليس فقط التنافس في الدوري المحلي ويرى أن هذا التوازن هو ما سيمكن المنتخب السعودي من استعادة مكانته كأحد القوى الكبرى في كرة القدم الآسيوية
وفي ختام حديثه أكد حسام حسن أن المنتخب السعودي يمتلك كافة المقومات للعودة إلى المنافسة بقوة في البطولات الكبرى ولكن بشرط أن يتم استغلال تلك المقومات بالشكل الصحيح ويرى أن المطلوب حاليا هو مراجعة شاملة للمنظومة الرياضية الخاصة بالمنتخب من حيث التخطيط والتدريب واختيار اللاعبين بحيث يتم بناء منتخب قوي ومتماسك قادر على تحقيق تطلعات الجماهير السعودية التي تنتظر بفارغ الصبر أن ترى منتخبها يتألق على الساحة العالمية
