في خطوة تمثل تحولًا حاسمًا في سياسة مصر الخارجية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن انضمام بلاده إلى تحالف مكافحة الفقر والجوع في العالم خلال قمة دولية شهدت تفاعلًا قويًا من القادة العالميين.
هذه الخطوة لم تكن مجرد إعلان دبلوماسي بل تأكيد جديد على التزام مصر العميق بمواجهة أكبر التحديات الإنسانية التي تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي على مستوى العالم.
الرئيس السيسي أكد في كلمته أن الأزمة العالمية الحالية تستدعي استجابة جادة لا تقتصر على الشعارات بل تتطلب تبني حلول حقيقية وفعالة لمكافحة الفقر والجوع وتحقيق العدالة الاجتماعية في مختلف دول العالم.
السيسي بدأ كلمته بتوجيه رسالة مباشرة للزعماء الدوليين حول ضرورة التصدي لتحديات عدم المساواة التي تعصف بالعديد من الأمم، لافتًا إلى أن هذه القضايا لا يمكن معالجتها إلا بتعاون عالمي غير مشروط.
وأشار الرئيس المصري إلى أن انضمام مصر إلى هذا التحالف يمثل خطوة عملية نحو تعزيز الجهود الدولية المشتركة لتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تهدد استقرار الدول النامية. كما أكد أن هذه المبادرة تمثل إضافة قوية لدور مصر الريادي في دعم القضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
خلال كلمته، شدد السيسي على أن القضايا العالمية مثل الفقر والجوع لا يمكن معالجتها دون تعاون دولي شامل يشمل كافة أطياف المجتمع الدولي.
وأوضح الرئيس المصري أن التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية اليوم، من فقر وجوع ونقص في الأمن الغذائي، تتطلب نهجًا يتجاوز التنظير ويعتمد على التنفيذ الفعلي لمشروعات إنمائية تؤتي ثمارها على الأرض. ورأى أن الانضمام إلى التحالف سيكون له دور بارز في توفير الدعم للدول التي تعاني من هذه الأزمات بشكل مؤثر.
السيسي أكد أن مصر تعتزم لعب دور محوري في هذا التحالف، حيث سيتم العمل على تبادل الخبرات والتعاون بين مختلف الدول الأعضاء للتوصل إلى حلول مبتكرة لمشاكل الفقر والجوع.
وأوضح أن هناك مجموعة من المبادرات التي ستقوم مصر بتطويرها داخل هذا التحالف، وهو ما سيجعلها واحدة من الدول الأكثر تأثيرًا في تشكيل سياسات مكافحة الفقر عالميًا.
ووفقًا لهذه الرؤية، ستكون مصر منصة تنسيق للعديد من الأنشطة الإنسانية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للشعوب المتضررة من الأزمات الاقتصادية.
في السياق نفسه، أشار السيسي إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه العديد من البلدان في محاربة الفقر والجوع تكمن في سوء توزيع الموارد وعدم القدرة على استغلال الإمكانيات المتاحة.
ولفت إلى ضرورة إدخال التكنولوجيات الحديثة وابتكار حلول مبتكرة في كافة المجالات مثل الزراعة والطاقة لتكون أكثر قدرة على التكيف مع التحديات المتزايدة.
وحذر الرئيس المصري من أن الحلول التقليدية التي تعتمد على الإغاثة المؤقتة لن تكون كافية للتعامل مع الأزمات الاقتصادية المستمرة.
وتعليقًا على التصدي لتحديات عدم المساواة، دعا السيسي إلى إنشاء آليات دولية جديدة تضمن تحقيق العدالة الاقتصادية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
وأوضح أن هذه الآليات يجب أن تكون شاملة وتهدف إلى توفير فرص متساوية في مجالات التعليم والصحة والعمل، بحيث تصبح الدول النامية قادرة على مواجهة تحدياتها الخاصة من خلال استثمار مواردها بكفاءة وتحقيق تنمية مستدامة.
ورفض السيسي سياسة الإقصاء التي يعاني منها الكثير من البلدان التي تواجه صعوبة في الحصول على الدعم الكافي بسبب الوضع السياسي أو الاقتصادي.
في حديثه عن الأزمة الغذائية العالمية، أشار السيسي إلى أن مسألة توفير الغذاء لملايين البشر حول العالم أصبحت قضية ملحة تحتاج إلى استراتيجيات فعالة لتأمين الإمدادات الغذائية خصوصًا في البلدان التي تعاني من الصراعات والنزاعات المسلحة.
وأوضح أن مصر لديها من الخبرات ما يؤهلها لتقديم حلول عملية لهذه الأزمات، مستعرضًا التجربة المصرية في التصدي لتحديات الأمن الغذائي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. وأكد أن استثمار الدول في مشاريع الزراعة المستدامة وتوسيع الرقعة الزراعية يعد من أبرز الحلول الممكنة لتقليص الفجوة الغذائية العالمية.
أما فيما يتعلق بالتحالف نفسه، فقد أكد السيسي على ضرورة أن يشمل التعاون بين الدول الأعضاء كافة القطاعات الحياتية الأساسية، مشيرًا إلى أهمية تبادل المعلومات والبيانات حول أفضل الممارسات في مجالات التنمية المستدامة، بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس.
ولفت إلى أن مصر ستسعى لتسريع وتيرة المشاريع المشتركة في إطار هذا التحالف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وهي الأهداف التي تعد بمثابة خارطة طريق لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
واختتم الرئيس السيسي حديثه بتأكيد أن مصر ستظل ملتزمة بالعمل مع جميع شركائها في هذا التحالف لتحقيق الأمن الغذائي والمساواة الاقتصادية لمختلف شعوب العالم.
وأضاف أن الانضمام إلى هذا التحالف لا يمثل فقط دعمًا للجهود الإنسانية، بل يعكس التزام مصر الراسخ بتقديم حلول واقعية للتحديات المعقدة التي تواجهها البشرية في الوقت الحالي.