من الواضح أن إسرائيل قد خسرت حرب غزة ولبنان بعد 403 أيام من بداية الحرب.
وأكبر دليل على هذا الفشل هو إقالة رئيس وزرائها لوزير الدفاع، مع عزمه على إقالة رئيس الأركان أيضًا.
ولكن هل يمكن للقنابل النووية أن تنهي الحرب لصالح إسرائيل؟ أشك في ذلك.
القنابل النووية، بطبيعتها، تقتل المدنيين فقط ولا تؤثر على المقاتلين المتحصنين داخل أنفاق عميقة تصل إلى أكثر من 20 مترًا تحت سطح الأرض.
فمن المعروف أن تأثير القنابل النووية يمتد حتى عمق 11 مترًا فقط، بينما تصل القنابل الهيدروجينية إلى عمق 17 مترًا.
وبعد ساعات قليلة من إلقاء القنبلة، ستنخفض درجة الحرارة في مركز الانفجار (بقطر نصف كيلومتر) من 1500 درجة مئوية إلى الحرارة الطبيعية، ولن يبقى سوى التلوث الإشعاعي.
يمكن للمدنيين تجنب تأثير الإشعاع باستخدام أقراص يوديد البوتاسيوم، التي تباع في شارع الجيش بالقاهرة، حيث تعمل على حماية الغدة الدرقية من الإشعاع.
ومع ذلك، فإن الرياح الشمالية الغربية السائدة في تلك المنطقة ستدفع السحابة المشعة الناتجة عن القنبلة باتجاه الجليل الأعلى وتل أبيب وباقي أنحاء إسرائيل، مما يؤدي إلى تلويث الإنسان والحيوان والنبات.
وستصبح المنطقة غير قابلة للحياة لآلاف السنين، إذ إن نصف عمر المواد المشعة الناتجة عن الانفجار النووي يصل إلى 4000 عام.
أما المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون، فسيخرجون من الأنفاق، ملوثين بالإشعاع، لمهاجمة إسرائيل دون خوف، إذ إنهم فقدوا كل شيء ولم يبقَ لديهم ما يخشونه.
وفي الوقت ذاته، سيهاجر من تبقى من الإسرائيليين، لكن أوروبا قد تمنع استقبالهم خشية انتشار التلوث الإشعاعي.
وعلاوة على ذلك، ستُفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، وستُمنع التجارة معها خوفًا من التلوث الإشعاعي، مما يؤدي إلى تخلي حلفائها في الغرب عنها.