لبنان يئن تحت نيران العدوان الإسرائيلي: آلاف الشهداء والمصابين في حصيلة مأساوية
منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على لبنان والبلاد تعيش تحت وطأة الدمار والقتل إذ أفادت وزارة الصحة اللبنانية بحصيلة جديدة وصادمة تشير إلى سقوط 3287 شهيدا و14222 مصابا في كافة أنحاء البلاد مما يعكس حجم المأساة التي يعيشها الشعب اللبناني في ظل هذا الهجوم الوحشي
العدوان الإسرائيلي لم يرحم المدنيين في مختلف المدن والقرى اللبنانية إذ إن الأطفال والنساء والشيوخ أصبحوا أهدافا مباشرة للقصف العشوائي الذي طال الأحياء السكنية والمستشفيات والبنى التحتية لا فرق هنا بين المستشفيات التي كانت يوما ملاذ المرضى والجرحى وبين المنازل التي تحولت إلى ركام على رؤوس أصحابها الجميع في لبنان باتوا ضحايا آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تميز بين مقاتل ومدني
المدير العام لوزارة الصحة اللبنانية صرح بأن النظام الصحي في البلاد وصل إلى نقطة الانهيار وأنه لم يعد قادرا على التعامل مع هذا الكم الهائل من المصابين الذين يتوافدون إلى المستشفيات التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية هذا بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء المتكرر الذي يزيد من صعوبة إنقاذ الأرواح إذ بات الأطباء والممرضون يعملون تحت ظروف قاسية لا يستطيعون من خلالها توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين الذين يتزايد عددهم مع مرور كل ساعة في ظل هذا العدوان الوحشي
المأساة لا تتوقف عند هذا الحد فالطرق الرئيسية والمرافق العامة دُمرت بالكامل مما جعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية تجد صعوبة بالغة في التنقل وإيصال الإمدادات للمحتاجين بينما تتفاقم أزمة الغذاء والدواء بشكل غير مسبوق حيث يعاني المواطنون من شح في المواد الأساسية التي أصبحت نادرة في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يفرضه على البلاد من خلال قصف الجسور والطرقات التي تربط بين المدن والقرى
الوضع المعيشي في لبنان أصبح لا يطاق مع تزايد الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي حول حياة اللبنانيين إلى كابوس مستمر إذ أصبحت المناطق السكنية أهدافا مباشرة للقصف العشوائي وأصبحت صور الدمار والركام مشهدا يوميا مألوفا في كافة أنحاء البلاد المباني السكنية انهارت فوق رؤوس ساكنيها والمنازل أصبحت مقابر جماعية للعائلات التي لم تجد مكانا تلجأ إليه هربا من القصف
وزارة الصحة أكدت أن أعداد الشهداء والمصابين مرشحة للزيادة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على البلاد وسط عجز دولي مطبق وصمت مريب من المجتمع الدولي الذي لم يتخذ أي خطوات جدية لوقف هذا العدوان الوحشي ويبدو أن الشعب اللبناني ترك وحيدا يواجه آلة الحرب الإسرائيلية في ظل تواطؤ بعض الدول وتخاذل أخرى
الواقع المأساوي الذي يعيشه لبنان اليوم لم يعد محتملا فالبلاد تقف على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخها الحديث الوضع الأمني والإنساني يتدهور بشكل سريع بينما تستمر إسرائيل في تنفيذ هجماتها الجوية والبرية على كافة الجبهات دون أي اعتبار للمدنيين أو البنية التحتية
الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالبنية التحتية في لبنان لم يقتصر على تدمير المباني والمستشفيات بل طال أيضا شبكات الكهرباء والمياه مما أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد معظم المناطق تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل وندرة المياه الصالحة للشرب مما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف أشبه بالجحيم حيث أصبحت الحياة اليومية مليئة بالخوف والقلق من الموت الذي يترصدهم في كل لحظة
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية فإن الوضع يتفاقم بشكل سريع ولم يعد بإمكان المستشفيات استيعاب المزيد من الجرحى الذين تتزايد أعدادهم بشكل مرعب في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية هذا بالإضافة إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية التي أصبحت شحيحة بشكل كبير نتيجة الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه إسرائيل على لبنان
الوضع الإنساني في لبنان بات كارثيا بكل المقاييس فالآلاف من الأسر باتت مشردة بلا مأوى بعد أن دُمرت منازلها بفعل الغارات الجوية العشوائية وأصبحت المشاهد المروعة لأطفال جرحى ونساء يبكون على أطلال منازلهم جزءا لا يتجزأ من يوميات اللبنانيين الذين يعيشون تحت وطأة الرعب اليومي الموت يترصد الجميع في كل زاوية وكل حي والمستقبل بات مظلما ومجهولا في ظل استمرار هذه الحرب الشرسة
الصورة القاتمة التي يرسمها هذا العدوان على لبنان تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لوقف هذا النزيف المستمر في الأرواح والعمل على إيجاد حل سياسي لوقف العدوان وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية الوضع لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف فالوقت ينفد ومعه تنفد أرواح المزيد من الأبرياء
فإن لبنان اليوم أمام اختبار صعب جدا للبقاء في ظل هذه الحرب التي تأكل الأخضر واليابس الوضع يزداد سوءا مع كل يوم يمر دون تحرك دولي فعلي لوقف العدوان وإنقاذ ما تبقى من أرواح في هذا البلد الذي أنهكته الحروب والأزمات