القمة العربية للشعوب..صرخة مدوية لقادة الدول في قمة الرياض فهل من مُجيب؟

انتهت مساء أمس الأحد القمة العربية للشعوب والتى جاءت متزامنة مع عقد القمة العربية الإسلامية في الرياض تحت عنوان” قمة مقابل قمة” وذلك في إطار حرص المجلس العربي على نقل رسائل الشعوب العربية إلى قادة الدول العربية والإسلامية الذين اجتمعوا اليوم الاثنين في السعودية لتحميلهم المسؤولية تجاه إيقاف المجازر المتواصلة في غزة والعدوان المستمر على الضفة ولبنان وسوريا والحرب الدموية المتواصلة في السودان والانتهاكات المستمرة في اليمن وغيرها من التحديات والقضايا المصيرية في مختلف أرجاء العالم العربي.
وشهدت القمة على مدار خمس ساعات متواصلة، حضورًا مكثفًا تجاوز 50 شخصية عربية وإسلامية رفيعة من الجنسين ومن مختلف الأجيال المتعاقبة ومن معظم أقطار العالمين العربي والإسلامي. تحدثوا عن هموم الوطن بحرية تامة وما يحدث غزة ولبنان والسودان من إبادة.
وخاطب الحضور أصحاب القرار الرسمي عشية انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة اليوم في المملكة العربية السعودية، ودعوا الحكام العرب والمسلمين إلى أن تكون قراراتهم بقدر حجم المأساة والتحديات المصيرية لمستقبل شعوب الأمة العربية والإسلامية.
ولعبت لقناة الشرق المصرية المعارضة وطاقمها التحريري دورًا أساسيًا وفاعلًا ومتميزًا في النجاح الاستثنائي لهذه القمة العربية الإسلامية، التي جمعت بين الإنسان العربي والإسلامي وحسن استخدامه لأدوات الحداثة، ومن أبرزها الفضائيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإيمانه العميق بوحدة المصير والإلهام الجماعي للعيش المشترك في وطن حر وبكرامة لكل إنسان عربي.
وشهد المؤتمر عددًا من الكلمات، من بينها كلمة رئيس المجلس العربي الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي، ونائبة رئيس المجلس الحائزة على نوبل للسلام توكل كرمان، ونائب رئيس المجلس رئيس حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور.

وقال رئيس المجلس العربي الدكتور المنصف المرزوقي، إن القمة العربية للشعوب تهدف إلى تذكير قادة العالمين العربي والإسلامي في اجتماعهم المقرر غداً بالقضايا التي تشغل الشعوب العربية والحروب المشتعلة في العديد من بلداننا”. وطالب المرزوقي الأنظمة العربية بالإنصات لأصوات الشعوب، وحث على عدم اليأس أو التوقف على طريق النضال والاستمرار برفع الصوت لأجل قضايانا كشعوب.
من جانبه شدد نائب رئيس المجلس العربي رئيس حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور، على ضرورة قطع كل علاقات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وإدانة جرائمه في غزة، كما شدد على رفض التهجير للفلسطينيين، ورفض جرائم التهجير في السودان أيضًا.

ودعا نور إلى “تكثيف التواصل مع البرلمانات وممثلي الشعوب حول العالم ودعم الدبلوماسية الشعبية لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”. كما طالب الأنظمة العربية الرسمية إلى المصالحة مع شعوبها ونبذ الخلافات فيما بينها، وفيما بينها وبين الشعوب.
بدورها قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان نائبة رئيس المجلس العربي، إن الطريق إلى القدس يمر عبر طريق الديمقراطية والحرية لبلداننا العربية. وأضافت”إن الثورات المضادة في العالم العربي أنجزتها غرف مشتركة للاستبداد والكيان الإسرائيلي”.
وأردفت بأنها لا تعول على القمة العربية الإسلامية المشتركة المزمع انعقادها غدا في إنهاء حرب التطهير والإبادة في غزة، مضيفة: “هل ستكون القمة العربية الإسلامية المشتركة أكثر من مجرد مغسلة لجرائم الاحتلال بعد عام من حرب التطهير والإبادة الجماعية”.
ودعا المشاركون في الدورة الثانية لقمة الشعوب العربية، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية فورا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء كل أشكال التطبيع معه. وجاء في البيان الختامي للقمة: “كوننا نمثل قطاعات واسعة من شعوبنا العربية، فإننا نعلن باسم شعوبنا التمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته وعاصمتها القدس، ودعم المقاومة الفلسطينية المشروعة ورفض تجريمها ووسمها بالإرهاب، وأن ما يحصل نتيجة طبيعية للاحتلال وسياسات الاستيطان العنصري المستمرة منذ عقود”.
وحضر القمة العربية للشعوب رؤساء جمهوريات ونواب رؤساء سابقون، ورؤساء حكومات عربية، ورؤساء أحزاب سياسية، ونواب بارزون، ورؤساء كتل برلمانية، ودبلوماسيون رفيعون، وإعلاميون مشهورون، وناشطون في المجتمع المدني العربي والإسلامي، نساء ورجال وشباب، جمعتهم فلسطين وحبهم للحرية ومبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد، مما يبشر بولادة جسم مدني شعبي حر و حقيقي.