في خطوة مثيرة وصادمة للشارع الرياضي المصري والعربي أقدم الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسام حسن على استبعاد نجم ليفربول محمد صلاح من قائمة المنتخب في فترة تُعتبر حاسمة ومؤثرة بالنسبة لجماهير الكرة المصرية
بالرغم من أن المنتخب ضمن التأهل رسمياً إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستقام بالمغرب إلا أن القرار جاء كالصاعقة على عشاق المنتخب ومحبي محمد صلاح الذين اعتادوا رؤيته قائداً للفراعنة في مثل هذه البطولات المهمة
فاستبعاد نجم بحجم محمد صلاح أثار العديد من التساؤلات والشائعات حول أسباب هذا القرار وما إذا كان خلفه خلافات داخلية أو أسباب فنية
المثير للدهشة أيضاً أن قائمة المستبعدين لم تقف عند محمد صلاح فقط بل شملت عدة لاعبين آخرين من الأسماء الثقيلة في المنتخب الوطني فقد تم استبعاد إمام عاشور لاعب الأهلي بالإضافة إلى زميليه في الفريق رامي ربيعة وياسر إبراهيم نظراً للإصابة وهو نفس السبب الذي استدعى الجهاز الفني لاستبعاد محمد عبد المنعم وأحمد مصطفى زيزو هذا العدد من الغيابات لأسباب بدت “منطقية” وضع الجهاز الفني بقيادة حسام حسن في وضع صعب مع اقتراب المباراتين المرتقبتين أمام الرأس الأخضر وبوتسوانا يومي الـ15 والـ19 من نوفمبر ضمن الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات البطولة حيث إن هذه الغيابات ستؤثر بشكل مباشر على تشكيلة الفريق
من المؤكد أن الجهاز الفني سيتعرض لضغوط كبيرة مع هذه الغيابات الكبرى في الفريق خاصة وأن الجماهير تنتظر أداءً جيداً رغم غياب النجوم ومع ذلك يستمر المدرب الوطني حسام حسن في اتخاذ قرارات جريئة ومتحدية للظروف التي يمر بها المنتخب فقد فرضت المفاجآت نفسها على قائمة المنتخب التي تم الإعلان عنها مساء السبت
وفي خطوة أخرى مثيرة للاستغراب اختار حسام حسن لاعبين لم يتوقع أحد انضمامهم إلى قائمة المنتخب الوطني في هذا التوقيت إذ تم استدعاء المدافع الشاب محمود زالاكا لأول مرة لدعم دفاع الفراعنة في ظل الغيابات العديدة كما ضمت القائمة محمد ربيعة الذي أتى لتعويض الثغرات التي تركتها الإصابات التي لحقت بلاعبي الدفاع
ما زاد من الجدل هو أن القائمة شهدت عودة طاهر محمد طاهر جناح الأهلي بعد غياب طويل عن المنتخب وهو الذي سجل هذا الموسم أربعة أهداف في الدوري المصري الممتاز والسوبر المصري تألق طاهر جعله محط أنظار الجهاز الفني خاصة وأنه يجيد اللعب في مركزي قلب الهجوم والجناح الأيمن ما يعني أنه سيكون ورقة هجومية مهمة لتعويض غياب محمد صلاح وفي خطوة قد تبدو مفاجئة لجماهير الأهلي تحديداً أعاد الجهاز الفني للمنتخب عمر كمال عبد الواحد إلى صفوف الفراعنة بعد فترة من الغياب في الوقت الذي كانت العلاقة بينه وبين المدير الفني تمر بحالة من التوتر في وقت سابق
هذا الاختيار يحمل في طياته الكثير من الدلالات فإعادة ضم لاعب مثل عمر كمال بعد توتر العلاقة يفتح الباب أمام احتمالات متعددة إما أن الجهاز الفني قد تخطى الخلافات السابقة في سبيل تحقيق مصلحة المنتخب أو أن المدير الفني قد فرض رؤيته الفنية دون النظر لأي اعتبارات شخصية
الشارع الرياضي انقسم حول هذه الاختيارات فبينما يرى البعض أن حسام حسن يسعى لتكوين منتخب قوي قادر على تقديم أداء مشرف في نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة يرى آخرون أن استبعاد محمد صلاح هو مخاطرة غير محسوبة إذ أن غيابه سيفقد المنتخب الكثير من هيبته الهجومية خاصة في المباريات التي تعتمد فيها الفرق الأخرى على الضغط الكبير على الفريق المصري من جانبه دافع البعض عن حسام حسن بالقول إن المنتخب قد تأهل بالفعل إلى النهائيات ولا داعي للمخاطرة بنجوم الفريق في مباريات غير حاسمة
لا شك أن الغيابات عن المنتخب الوطني كبيرة خاصة مع استبعاد أسماء لها وزن ثقيل في تشكيلة الفريق مثل محمد صلاح وزيزو وعبد المنعم وغياب هؤلاء النجوم بسبب الإصابات يزيد من حجم التحديات التي سيواجهها الجهاز الفني والجماهير تنتظر بفارغ الصبر أداءً قوياً من الفريق رغم هذه العقبات ويبدو أن حسام حسن يتحرك بخطة جريئة يعيد فيها هيكلة الفريق ويعطي الفرصة لوجوه جديدة لإثبات نفسها قبل البطولة القارية المرتقبة
إلى جانب ذلك يمكن أن يشير قرار استبعاد صلاح تحديداً إلى نية المدرب لتجربة خطط هجومية بديلة أو ربما منح الفرصة للاعبين آخرين للاستعداد لمنافسات أقوى في البطولة النهائية إذ أن الاعتماد الكامل على صلاح قد يشكل خطراً إذا ما تعرض لإصابة أو لم يكن في قمة مستواه في المرحلة المقبلة
ولكن يبقى التساؤل الكبير هل ستنجح هذه التجارب الجريئة في تعويض غياب النجوم البارزين أم أن المنتخب سيعاني في غياب نجومه الكبار وتصبح هذه القرارات سيفاً ذا حدين على الفريق