مخاوف عالمية تتصاعد والولايات المتحدة تختبر صاروخًا نوويًا فرط صوتي الليلة
وسط تحذيرات متزايدة من اندلاع حرب عالمية ثالثة وخطر غير مسبوق يهدد البشرية تعتزم الولايات المتحدة إجراء اختبار لصاروخ نووي فرط صوتي الليلة حسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية
وهو اختبار قد يثير توترات خطيرة في العالم خاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية المشحونة والتوترات المتفاقمة بين القوى الكبرى يعتبر هذا الاختبار خطوة جريئة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الدولي وإثارة ردود فعل عنيفة من الدول المنافسة مثل روسيا والصين اللتين لم تخفيا معارضتهما الصريحة لتطوير مثل هذه الأسلحة القادرة على تغيير قواعد اللعبة العسكرية
في سياق تزايد القلق العالمي تبرز مخاوف واسعة من أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى سباق تسلح جديد يمكن أن يخرج عن السيطرة ويضع العالم بأسره على حافة الهاوية فمنذ نهاية الحرب الباردة كانت القوى النووية تسعى للحفاظ على توازن دقيق من الردع المتبادل حيث تسعى كل دولة للحفاظ على قوتها العسكرية دون الدخول في مواجهة مباشرة ولكن التطورات الأخيرة في مجال الصواريخ فرط الصوتية قد تقلب هذا التوازن رأسًا على عقب وتخلق حالة من عدم اليقين الأمني على مستوى العالم
من المعروف أن الصواريخ فرط الصوتية تتميز بسرعتها الهائلة التي تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت مما يجعل من الصعب للغاية اعتراضها أو حتى تعقبها وهو ما يضع الدفاعات التقليدية في موقف العاجز عن حماية الدول المستهدفة تعتبر هذه الأسلحة ثورية في عالم الحروب إذ بإمكانها ضرب الأهداف بدقة عالية وفي وقت قياسي ما يعطي الدول المالكة لها تفوقًا استراتيجيًا هائلًا يجعل من الصعب على الخصوم التخطيط للردع أو الهجوم المضاد
الولايات المتحدة من جهتها ترى أن هذا الاختبار هو جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة من خصومها الجيوسياسيين مثل روسيا والصين اللتين تطوران بدورهما أنظمة صاروخية مماثلة لكن هذا التبرير لم ينجح في تهدئة المخاوف العالمية إذ يشعر الكثيرون أن السباق نحو تطوير الصواريخ فرط الصوتية قد يؤدي إلى تصاعد التوترات ويفتح الباب أمام احتمالات حدوث صدام عسكري كبير بين القوى النووية الكبرى
وبينما تحاول الولايات المتحدة تقديم هذا الاختبار كخطوة دفاعية بحتة إلا أن هناك من يرى أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من استعراض للقوة في وقت حساس للغاية فالتوقيت لا يمكن تجاهله حيث يأتي هذا الاختبار بعد ساعات فقط من إغلاق صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة مما يثير تساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذه الخطوة وما إذا كانت محاولة لتوجيه رسائل معينة إلى الداخل الأمريكي أو إلى العالم الخارجي
وفي الوقت نفسه يواجه العالم تحديات كبيرة على أصعدة متعددة من بينها أزمة المناخ التي تهدد كوكب الأرض والتحديات الاقتصادية التي تعصف بالعديد من الدول وفوق كل ذلك تأتي التوترات الجيوسياسية التي تزيد من تعقيد المشهد العالمي وتثير المخاوف من أن يتحول أي صراع محدود إلى حرب شاملة لا يمكن السيطرة عليها في ظل وجود مثل هذه الأسلحة الفتاكة
التقارير الإعلامية تشير إلى أن هذا الاختبار الأمريكي للصاروخ النووي فرط الصوتي سيجري في ظل إجراءات أمنية مشددة وبسرية تامة مما يزيد من غموض الوضع ويعزز من مشاعر القلق لدى الدول الأخرى التي تعتبر هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لأمنها واستقرارها خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على وجود تفاهمات أو اتفاقات دولية تحد من انتشار هذه الأسلحة
من جهة أخرى يرى البعض أن هذا التطور قد يدفع المجتمع الدولي إلى إعادة التفكير في أنظمة الردع النووي التقليدية ويطرح أسئلة حول مدى فعالية المعاهدات القائمة مثل معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية التي تبدو غير كافية في مواجهة التقدم السريع في تكنولوجيا الصواريخ فرط الصوتية إذ بات من الواضح أن هذه المعاهدات بحاجة إلى تحديث عاجل يأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة التي تفرضها هذه الأسلحة الخارقة للسرعة
التاريخ حافل بالأمثلة التي تؤكد أن أي سباق تسلح جديد غالبًا ما يؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع حيث يضع الدول الكبرى في موقف الدفاع والهجوم في آن واحد وهو ما يزيد من فرص اندلاع حرب كبرى قد لا تنتهي إلا بكارثة نووية لا تبقي ولا تذر وفي ظل هذه الظروف تبدو الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتبني نهج دبلوماسي جديد يقوم على الحوار والتفاوض بدلاً من الاستفزازات العسكرية التي قد تجر العالم إلى حرب لا يمكن لأحد التنبؤ بعواقبها
ومن الواضح أن المجتمع الدولي يواجه اليوم لحظة حاسمة تتطلب تحركات فورية للحد من هذا السباق التسلحي المدمر وإيجاد آليات جديدة لضبط الأسلحة النووية والصواريخ فرط الصوتية فالعالم لا يمكنه تحمل تبعات اندلاع حرب عالمية ثالثة في ظل الأزمات الحالية والمخاطر المتزايدة