تعرّف على أسباب تأخير إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية
يبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات الأمريكية 230 مليون ناخب، ولكن نحو 160 مليونا منهم فقط مسجلون، ومع ذلك، تسمح نصف الولايات الـ50 تقريبا في الولايات المتحدة بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يستطيع المواطنون التصويت دون تسجيل في ولاية داكوتا الشمالية.
وقد صوت اليوم أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال صناديق الاقتراع البريدية أو في مراكز الاقتراع المبكر بهذا الاستحقاق الذي وصف بأنه الأكثر تنافسا وتشويقا في تاريخ الانتخابات الأميركية، وسط مخاوف من أعمال عنف قد تلي إعلان النتائج، فلماذا لا تعلن النتائج في نفس اليوم؟
يعتبر نظام الانتخاب الأمريكي المعقَّد من أبرز أسباب تأخير إعلان النتائج، إذ إن الولايات المتحدة تعتمد نظام المجمع الانتخابي لتحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية بدلاً من الانتخاب المباشر.
ومن خلال هذا النظام، يقوم الناخبون في كل ولاية باختيار عدد معين من المندوبين يتناسب مع عدد سكان الولاية، ما يتطلب وقتاً إضافياً لجمع الأصوات من جميع الولايات وتأكيدها قبل إعلان الفائز النهائي. وجود نظام الاقتراع المبكر، والتصويت بالبريد الذي تزايدت شعبيته في انتخابات 2020 نظراً لانتشار جائحة كورونا حينها، من الأمور التي قد تسهم في تأخر إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية.
ورغم أن هذا النظام يتيح للمواطنين الاقتراع قبل يوم الانتخاب، فإن البريد قد يصل متأخراً في بعض الأحيان بعد بدء عملية التصويت الفعلي، وغالباً يتطلب احتساب هذه الأصوات وقتاً أطول مقارنةً بتلك التي سجلت في يوم الانتخابات.
وأعلنت “كامالا هاريس” نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية، يوم الأحد الماضي، أنها أدلت بصوتها عبر البريد الإلكتروني في انتخابات الرئاسة التي تواجه فيها “دونالد ترامب”. وقالت “هاريس” في لقاء مع الصحفيين في ديترويت بولاية ميشيغان “قمت للتو بملء بطاقة الاقتراع وأرسلتها عبر البريد”، موضحة أن بطاقتها في طريقها إلى ولاية كاليفورنيا، التي تتحدر منها.
كما أن اختلاف قوانين الولايات بشأن احتساب الأصوات وتحديد الفائز يزيد الأمر تعقيداً، إذ تتطلب بعض الولايات تحققاً دقيقاً من الأصوات، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو التي تشهد تضارباً كبيراً في النتائج، ويسهم هذا التنوع في تأخير الإعلان عن النتائج النهائية.
وهناك تحديات أخرى قد تواجه إعلان النتائج، فعلى سبيل المثال، قد تكون الفوارق بين المرشحين ضئيلة كما هو متوقع في الانتخابات الجارية، ما يستدعي إعادة الفرز للتأكد من صحة النتائج. بالإضافة إلى ذلك، قد تطرأ تحديات قانونية بشأن صحة بعض الأصوات أو عملية التصويت، ما يؤدي إلى تأخير إضافي في إعلان النتائج حتى يتم فحص تلك المزاعم.
وتعطي الولايات المتحدة أهمية كبيرة لسلامة الانتخابات ومنع التزوير، لذا فقد تتطلب عمليات الفحص والمراجعة الدقيقة لجميع الأصوات من قبل الجهات المختصة وقتاً إضافياً، لضمان أن تكون النتائج عادلة وصحيحة. ومن بين المشكلات التي قد تؤخر إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، اعتماد بعض الولايات على أنظمة تصويت إلكترونية قد تواجه تحديات تقنية أو تأخيرات في نقل البيانات، هذه المشكلات التقنية تعوق أحياناً احتساب الأصوات سريعاً.