في مشهد صادم يعكس فساد الحكومة المصرية وتخاذلها عن واجباتها الوطنية استقبل ميناء الإسكندرية السفينة “كاثرين” التي تحمل علم ألمانيا وعلى متنها حاويات تحتوي على مواد متفجرة مخصصة لجيش الاحتلال الإسرائيلي
وسط سلسلة من الرفض من دول أخرى لاستقبالها مما يثير العديد من التساؤلات حول دور الحكومة المصرية في حماية أمنها القومي
تتبع موقع “صحيح مصر” مسار السفينة MV Kathrin عبر موقع MarineTraffic حيث أظهر أنها كانت ترفع علم البرتغال قبل أن ترفع علم ألمانيا وهذا التحول يأتي بعد رفض عدة دول استقبال السفينة بما في ذلك مالطا وناميبيا وأوغندا حيث رست السفينة في ميناء الإسكندرية تحت إشراف المكتب المصري للاستشارات البحرية “ايمكو” الذي يستدعي الكثير من علامات الاستفهام حول مدى التواطؤ الذي قد يكون موجودا بين السلطات المصرية والجهات المعنية بتلك الصفقة المشبوهة
رست السفينة في ميناء الإسكندرية في تمام الساعة السادسة صباح يوم الإثنين 28 أكتوبر 2024 بعد أن كانت قد رست آخر مرة في ميناء دوريس في ألبانيا يوم 24 أكتوبر مما يدل على تنقلاتها السريعة والمريبة في المياه الأوروبية تزامنا مع التوترات الإقليمية
وفي خطوة تكشف عن الفشل الحكومي في حماية الشعب المصري تواصلت السلطات في مالطا مع السفينة “كاثرين” وأبلغتها برفضها للرسو لتزويدها بالمؤن وتغيير الطاقم حيث تم رفض الطلب بشكل قاطع من قبل سلطات الموانئ في مالطا وفي خطوة إضافية منعت سلطات ناميبيا السفينة من دخول أي من موانئها مما يعكس مدى القلق الدولي من هذه السفينة وما تحمله من تهديدات
ومع ذلك يبدو أن الحكومة المصرية لم تتوان عن فتح أبواب ميناء الإسكندرية للسفينة الألمانية المشبوهة متجاهلة التحذيرات الدولية فبينما كانت دول أخرى تتصدى لمحاولات دخول السفينة أراد المسؤولون المصريون تلبية المطالب التي قد تكشف عن تواطؤ أو على الأقل إهمال متعمد للمخاطر التي تشكلها هذه السفينة على الأمن القومي
في خضم هذه الفضيحة أصدرت منظمة حركة مقاطعة إسرائيل “BDS” بيانا صادما أكدت فيه أن السفينة “كاثرين” قد فرغت حمولتها في ميناء الإسكندرية مما يبرز حجم الخطر الذي يتهدد الشعب الفلسطيني واللبناني فهذه السفينة تغذي آلة الحرب الإسرائيلية بالمتفجرات التي تستهدف المدنيين في المناطق المحرومة من الأمان
وما يثير الدهشة أكثر هو توقيت استقبال السفينة حيث تم الإشارة إلى أن الوكيل البحري المسؤول عن استقبال السفينة “ايمكو” كان يشرف على انطلاق سفينة أخرى في نفس اليوم متجهة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي مما يثير تساؤلات حادة حول النوايا الحقيقية لهذه الخطوة التي قد تصب في صالح الاحتلال بدلاً من حماية حقوق الشعب الفلسطيني
إن واقع الأمور يكشف عن مزيج من الإهمال والفساد في صفوف الحكومة المصرية مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة تتعمد تجاهل المخاطر المتزايدة لتسهيل عمليات التهريب والتجارة غير المشروعة عبر مينائها الحيوي يبدو أن هناك تواطؤا بين الجهات الحكومية والأفراد المستفيدين من هذه التجارة حيث تظهر الأدلة بشكل واضح على أن الحكومة قد تغاضت عن واجبها الأساسي في حماية أمن البلاد وسلامة الشعب
بينما تواصل الدول الأخرى حظر دخول السفن المشبوهة إلى موانئها تظل الحكومة المصرية في موقف مريب وتفقد ثقة الشعب المصري بل والعالم في قدرتها على القيام بمهامها الأساسية تجاه الشعب والأرض يبدو أن الحكومة تعيش في حالة من الفوضى وعدم الاكتراث بمصالح المواطنين والأمن القومي في ظل هذه الظروف الحرجة
وفي ختام هذا التقرير يتضح أن الفساد والتخاذل الحكومي قد بلغ ذروتهما مع استقبال ميناء الإسكندرية للسفينة “كاثرين” إن الأمر يتطلب تحقيقا عاجلا من قبل الجهات المختصة لمعرفة ملابسات هذا الحادث المروع ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة الكبيرة ضد الشعب المصري ومصالحه الوطنية إن الفضيحة التي نعيشها اليوم تعد علامة فارقة في تاريخ الحكومة المصرية التي باتت في نظر الجميع حكومة عاجزة فاسدة تسعى فقط لتحقيق مصالح خاصة دون مراعاة للمسؤوليات التي تتطلبها المرحلة
إن تداعيات هذا الحدث لن تقتصر على مصر وحدها بل ستؤثر على الوضع الإقليمي برمته لذا يجب أن يتحرك الشعب المصري ضد هذه السياسات المدمرة التي تقود البلاد إلى مصير مجهول ومن هنا يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك أيضاً لمواجهة هذا الفساد المستشري من أجل سلامة وأمن الجميع