إيران وإسرائيل.. هل تدق طبول الحرب لإشعال الشرق الأوسط؟
مع استمرار الحرب الإسرائيلية الشعواء التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، تهدد إيران ووكلاءها بالمنطقة باتساع الصراع في الشرق الأوسط مالم تكف إسرائيل يدها عن الفلسطينيين.
خطابات للإستهلاك الشعبي
يشير المحللون والمتابعون إلى أن تلك التهديدات مجرد “خطابات مخصصة للاستهلاك الشعبي”، ولكي تظهر جماعات مثل حزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق وبعض الميليشيات في سوريا أمام حواضنها الشعبية على أنها مقاومة وأنها في صراع ضروس مع إسرائيل.
الصراع محتدم
ولكن بعد قصف إسرائيل لمبني القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق، وقول المرشد الإيراني آية الله الخميني أثناء خطبة عيد الفطر المبارك، إن إسرائيل سوف يتم معاقبتها، وبعدها رد وزير الخارجية الإسرائيلي بالقول إن أي هجوم ستشنه طهران سوف يتم الرد عليه بداخل العمق الإيراني، يدفعنا ذلك للتساؤل هل حقا سيأخذ الصراع بين طهران وتل أبيب منحنى آخر؟
أمر مستبعد
الدكتورة شيماء مرسي الخبيرة بالشئون الإيرانية، قالت إن نشوب حرب بين إيران ووكلاءها من جهة وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى هو أمر مستبعد ولكن لا شك سيكون هنالك تصفية حسابات للضربات الأخيرة التي تعرضت لها إيران في سوريا.
وأضافت أن الولايات المتحدة لن تسمح بتوسع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط وهي على مشارف انتخابات رئاسية في نوفمبر المقبل.
قوة إقليمية وليست دولية
وبينت “مرسي” أن سببا آخر مهما للغاية هو أن إيران قوة إقليمية ولا تملك حاليا المقومات لتصبح قوة دولية ودخولها في نزاع مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة خيار سيكلفها خسائر لن تحمد عقباها.
الداخل الإيراني متأجج
وقالت إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الداخل الإيراني نتيجة انهيار العملة والعقوبات الاقتصادية وركود السوق، لن يساعد لتحمل نتائج حرب مع إسرائيل، وكل المقومات الداخلية في إيران تمنعها من دخول حرب مباشرة مع تل أبيب، ومع ذلك ستظل المناوشات مستمرة بين إيران وأذرعها ضد إسرائيل، نظرًا لتعارض مصالح الاثنتين في المنطقة.
التصادم له تبعات خطيرة
وأوضحت أن التصدام بين هاتين القوتين الإقليمتين له تبعات خطيرة ومؤثرة على اقتصاد المنطقة، فعلى سبيل المثال رأينا كيف تسبب دخول جماعة أنصار الله الحوثيين ذراع إيران في اليمن على خط الصراع في تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي خسائر جمة دوليًا وليس فقط إقليميًا.
إيران قوة اقتصادية كبيرة
وكذلك إيران كقوة اقتصادية تعتمد على الصناعات غير النفطية والتي تمثل مصدر توريد رئيسي لدول الخليج العربي بالتحديد، وهو ما سيسبب عجزًا إذا حدث تدهورًا في السوق الإيراني، فإيران على سبيل المثال من أهم الدول المصدرة للأخشاب والأحجار والمواد الخام النسيجية والتعدينية وغيرها من الصناعات التي تعتمدها دول مثل الإمارات العربية والعراق وعُمان وقطر والسعودية وتركيا والصين وروسيا والهند كمصدر رئيس، وبالتالي حلفاء إيران سيتدخلون لوقف التصعيد.
محكومة الإيقاع
وقال الخبير بالشأن الإيراني عبدالستار الشميري ، إن المناوشات الدائرة بين إسرائيل وإيران هي قائمة بالأساس منذ سنوات لكنها محكومة الإيقاع وإن علت وتيرتها الآن، لكن كل من الطرفين لا يريد الدخول بنزاع مباشر مع الآخر، لأن طهران وتل أبيب لا يستطيعان تحمل كلفة حرب واسعة النطاق.
النزاع سيظل ممتدا
ويعتقد الشميري أن النزاع سيظل ممتدا بينهما في تلك المرحلة مع تطوره لاغتيالات نوعية في بلدان مختلفة مع ضربة هنا وضربة هناك بين الحين والآخر.
وأضاف الشميري أن الحرب بالصورة التي هي عليها الآن تتناسب تماما مع إيران من كيث استنزاف إسرائيل وحتى استنزاف العرب التي ترد إسرائيل الضربات على أراضيهم.
إذا استمرت الحرب
ورأت الخبيرة بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي، تمارا حدادأنه إذا ما استمرت الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة فإن الصراع سيمتد بين إيران وإسرائيل وهو ما حدث على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة بين قوات الاحتلال وحزب الله ذراع إيران في لبنان حيث بدأت الجبهة كجبهة مساندة ومشاغلة ومن ثم تطورت وازدادت وتيرة الاشتباك عن الوتيرة المتعارف عليها منذ عام 2006.
نتنياهو فشل
وأضافت تمارا أن نتنياهو قد فشل في إدارته للحرب فهو لم يتمكن حتى الآن من القضاء على حركة حماس، والرأي العام في الداخل الإسرائيلي بدأ بالفعل بالتقلب عليه وطالبوا بتنحيه وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة.
العصر الحجري
وأضافت أن إيران إذا ما شعرت بالخطر تجاه برنامجها النووي فإنها ستوسع الصراع بكل تأكيد، وأنه إذا ما توسع الصراع بين إيران وإسرائيل فإن المنطقة سوف تعود إلى ما قبل العصر الحجري
إيران ضابطة لنفسها
وقال الخبير بالشأن الإيراني وجدي وجدان، أن إيران تحاول أن تمارس ضبط النفس وألا تنجر نحو حرب شاملة مع إسرائيل وتحملت الكثير من الضربات الإسرائيلية دون نرد، لكن بعد عملية طوفان الأقصى فإن كل الظروف والحسابات قد تغيرت.
وأضاف وجدان أن الحرب إذا توسعت فستتضرر دول عديدة مثل مصر والسعودية والمنطقة كلها، وحتى الدول الغربية سينالها نصيب من الحرب الشاملة.