تقاريرصحافة عبرية

نتنياهو تحت النار: فشل أمني واتهامات بالتخلي عن الأسرى

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن طلب صادم من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث طالب بمبلغ يتجاوز نصف مليون دولار من أجل تعزيز الأمن في منزله الخاص.

هذا الطلب جاء في وقت حساس تواجه فيه إسرائيل أزمة أمنية وسياسية متفاقمة، وقد أثار ردود فعل غاضبة من الشارع الإسرائيلي، وسط تساؤلات عن أولويات الحكومة في ظل الأزمة الإنسانية والأمنية المستمرة.

الطلب هذا يأتي بينما تعاني عائلات الجنود الأسرى في غزة من التجاهل والصمت الرسمي تجاه مصير أبنائهم، مما أثار موجة غضب عارمة تجسدت في هجوم علني خلال أحد المؤتمرات الرسمية.

وسط هذه الأجواء المتوترة، لم تتردد عائلات الأسرى المحتجزين في غزة في التعبير عن غضبها الشديد تجاه نتنياهو خلال مؤتمر لإحياء ذكرى أحداث السابع من أكتوبر.

وفي مشهد غير مسبوق، رفع أحد أفراد العائلات شعار “عار عليك” في وجه رئيس الوزراء، مستنكرين ما وصفوه بتقاعس حكومته عن السعي الجاد لإعادة أبنائهم من قبضة حركة حماس.

يتهم هؤلاء العائلات الحكومة بأنها منشغلة بقضايا داخلية ومطالب شخصية تتعلق بمسائل أمنية لا تمس المواطن العادي في شيء، بينما يترك الجنود الأسرى في مهب الريح، دون وجود أي بوادر ملموسة للإفراج عنهم.

هذه العائلات تشعر بأن مصير أبنائها أصبح ورقة ضغط سياسية، تتقاذفها الحكومة ومؤسساتها في لعبة غير إنسانية لتحقيق مكاسب على حساب أرواح الجنود الأسرى.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر طبي بأن العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة منذ أكثر من 22 يوماً قد أسفرت عن ارتقاء أكثر من 1000 شهيد، معظمهم من المدنيين، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

هذه الأرقام الصادمة تعكس وحشية القصف الإسرائيلي المتواصل، حيث تستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس دون تمييز، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتشريد آلاف العائلات.

في ظل هذا التصعيد، تواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الأساليب العسكرية التي تنتهجها، والتي باتت تقوض فرص السلام والاستقرار في المنطقة بشكل أكبر.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالنت فقد أدلى بتصريح يعكس حجم الأزمة الداخلية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن القوة العسكرية وحدها لن تكون كافية لإعادة الأسرى من قطاع غزة، في اعتراف ضمني بفشل الحلول العسكرية في تحقيق أهدافها.

جالنت أضاف أن على إسرائيل تقديم “تنازلات صعبة” من أجل الإفراج عن الأسرى، ما يشير إلى إمكانية بدء مفاوضات مع حماس، وهي خطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر داخلياً، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي.

هذه التصريحات تأتي في وقت تصاعدت فيه الدعوات الدولية لوقف التصعيد وبدء مفاوضات جادة لإنهاء هذا الصراع الدموي المستمر منذ أسابيع.

في ضوء هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن إسرائيل تقف على مفترق طرق حرج، حيث تتداخل الأزمات الداخلية والخارجية في مشهد سياسي متفجر.

حكومة نتنياهو تجد نفسها محاصرة بين المطالب المتزايدة من الداخل والمجتمع الدولي، وفي ظل فشل الاستراتيجيات العسكرية والحلول الأمنية المكلفة وغير المجدية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى