مقالات ورأى

صفوت عمران يكتب: الحرب الشاملة على الأبواب .. الجميع مقابل الجميع!!

الحرب العالمية الثالثة على الأبواب.. تنتظر خطأ واحد فقط .. زرار واحد قادر على إشعال حرب يوم القيامة… الجميع مهما تحدثوا عن السلام ووقف إطلاق النار يستعدون للحرب .. مهما تحرك رجال الدبلوماسية فهم يدركون أن الأوضاع ملتهبة وتشتعل يوماً بعد يوم.. القادم مرعب .. الجميع مقابل الجميع .. الكل في مواجهة الكل ..

وبات التحرك على رقعة الشطرنج يشبه التحرك داخل حقل ألغام يمكن أن ينفجر بأي لحظة.. وجهود الدبلوماسية تلفظ أنفاسها الأخيرة.. قلنا ونكرر.. الجميع يريدون الحرب… يبقى فقط ترتيب الأولويات..

أمريكا لا تريد الحرب الشاملة الآن.. وطلبت من إسرائيل تقطيع المعارك والتهام الساحات بالتسلسل غزة، لبنان، سوريا، العراق، واليمن ثم بعد القضاء على أذرع الاخطبوط -حسب تعبيرهم- يتم ضرب إيران بكل قوة وذلك لتنفيذ بنك الأهداف بأقل تكلفة،

وهو ما يفسر الرد الإسرائيلي المحدود خلال الساعات الماضية.. وهو ما يثبت أن تل أبيب لا تستطيع تجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية، ويؤكد أن تدمير غزة وجنوب لبنان هو قرار أمريكي بامتياز، وحكومة الإحتلال ليست إلا منفذ جاهل يتم استخدامه في خدمة مشاريع المستعمرين القدامى، والتي تتطلب إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط قبل الحرب الشاملة.

وهنا يبقى السؤال الذي يدور في ذهن الكثير من المصريين .. لماذا لا ندخل الحرب ضد إسرائيل دعماً للأشقاء في فلسطين ولبنان؟!، لماذا لا نحارب الآن؟!، ونحن نعلم أن تل أبيب سوف تستهدفنا، عاجلاً أو اجلاً، فـ«مصر الجائزة الكبرى» في المشروع الصهيوامريكي .. إلا أنه عزيزي القارئ .. أنا وأنت والجميع يعلم .. قرار الحرب لا يتخذ دون استعدادات..

أهمها تحديد المكان والزمان الذي تريده أنت وليس عدوك .. الحرب إقتصاد وليست بارود فقط .. لذا تعيش ما وصفه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بـ«اقتصاد الحرب» .. الدول لا يمكن أن تفكر بنفس تفكير التنظيمات المسلحة… أي تنظيم يحمل أجندة دولة اجنبية داخل دولته .. لا يتحرك بشكل مستقل وفق اعتبارات الأمن القومي لبلده.. لذا فالتنظيمات المسلحة التابعة لإيران لا تحارب إسرائيل إلا من أجل حماية إيران في منطقة الإصطدام بين مشروع التمدد الإيراني ومشروع التمدد الإسرائيلي..

نعم عزيزي القارئ.. ما يدور في المنطقة الآن هو تصادم بين المد الفارسي وبين خطة الجنرالات أو التمدد الخشن لإسرائيل.. لذا ليس المطلوب من مصر هو الحرب مع إسرائيل من أجل إيران وأذرعها.. إيران نفسها لا تحارب من أجل أذرعها بل طبيعة تكوين تلك الاذرع هي التي تحارب من أجل إيران.. الأمر يحتاج حسابات أكثر دقة..

مصر سوف تحارب إسرائيل عندما تحين ساعة الصفر.. وقتها لن يكون هناك مفر…

القاهرة وعواصم عربية وغربية .. تعلم حدود المشروع الإسرائيلي وأن التمدد الخشن الصهيوني يريد الوصول إلى الخليج بعد فشل التمدد الناعم من خلال الاتفاقيات الابراهيمية، حيث اكتشفت عواصم عربية الخدعة الصهيونية ورفضت أن تكون جزء من مشروع إسرائيل التوسعي الذي يهدد عروش تلك الدول،

والسؤال: هل يحارب الجندي المصري مشروع إسرائيل التوسعي وحيداً بينما تقف كل الجيوش العربية صامتة؟!.. الإجابة كانت عند ظهور حاكم الإمارات بالعرض العسكري مع الرئيس السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر، وزيارة ولي العهد السعودي للقاهرة، في إشارة بأن أمن الخليج من أمن مصر.. وأن الأمن العربي واحد..

ويبدو أن القاهرة كشفت لأنصار التطبيع في الخليج حقيقية الأهداف الصهيونية.. لذا أدركوا أن المشروع المصري هو صمام الأمان العربي، وأن تأييد ومساندة القاهرة ضرورة لمواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة..

وسط أنباء عن إقامة مصر قاعدتين عسكريتين في الإمارات، بالتزامن مع رفض دول الخليج إستخدام أجوائها في ضرب إيران.

بينما ينتظر الكثيرون اشتعال الحرب بين مصر وإسرائيل في الحدود الشرقية، إختارت القاهرة إستراتيجياً التمدد في الجنوب، لإستغلال إنشغال إسرائيل بالحرب في غزة ولبنان،

بقطع النفوذ الصهيوني في أفريقيا، خاصة أن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الآن مجرد حبر علي ورق إسمه «كامب ديفيد».. فقد واجهت القاهرة خرق حكومة اليمين الاسرائيلية لاتفاق شارون 2005، ودخول محور فلادلفيا بخرق مقابل بدخول الجيش سيناء وإعادة الانتشار على كامل التراب حتى الحدود مع الكيان.. كما اختارت القاهرة أن تكون حرب السودان،

وحرب الماء، وحرب الممرات الإستراتيجية في البحر الأحمر، هي منطقة تمددها الإستراتيجي نحو الجنوب، وحرصت أن يكون هذا التمدد متماهي مع الشرعية الدولية وعبر الاتحاد الأفريقي… وليس عبر تكوين تنظيمات مسلحة ضد القانون الدولي فتاريخ مصر لا يليق به أن تغدو دولة مارقة تعمل ضد الشرعية الدولية ..

نعم حرب السودان والحدود الجنوبية المصرية وتأمين خليج عدن ومياه النيل أصبحت علي أولوية الأجندة الاستراتيجية للأمن القومي المصري وهذا واضح جداً من خلال التحركات الأخيرة.. وهو ما يستحق التحية والتقدير والمساندة.

عزيزي القارئ.. نفذت الدولة المصرية إستراتيجية التمدد الناعم داخل العمق الجنوبي وتطويق إثيوبيا بكماشة دول الجوار التي سميت بـ«كماشة حرب النيل»، ومواجهة الحرب في السودان وتفعيل إتفاقية عنتيبي ومحاولة إثيوبيا الوصول للبحر الأحمر بمساعدة إسرائيل، ونجحت حتى الآن في فرض أجندتها،

بل والذهاب بعيداً من خلال التفاهم مع إيران وأذرعها في المنطقة خاصة في منطقة «هرمز / خليج عدن» كجزء من إدراة حرب الممرات الإستراتيجية في البحر الأحمر، وربما هذا سر زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقاهرة،

ولقاء الرئيس السيسي مع نظيره الايراني على هامش قمة قازان الروسية، فالقاهرة تتحرك على كامل رقعة الشطرنج لضمان أمنها القومي والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، خاصة مع تصاعد المخاوف من حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.

القوة والقانون

يرى خبراء أن القوة بلا قانون وبلا قيم .. تدمر نفسها، وأن أمريكا بصهيونيتها الجديدة تذهب إلى حرب يوم القيامة أو الحرب العالمية الثالثة، فقد وصلت أمريكا لقمة القوة والهيمنة لكنها قوة بلا مباديء وبلا أخلاق..

وتؤكد تقارير متنوعة إلى أن أمريكا كما شيدت نظامها العالمي الجديد في عام 1945 علي قيم مضادة للنازية، وعلي مزاعم إبادة اليهود علي يد النازي في الهولوكوست، فإن الإبادة البشرية للفلسطنيين واللبنانيين في حرب غزة هي من ستدشن النظام العالمي الجديد،

وأن الدم الفلسطيني سيكون آخر مسمار في نعش الصهيونية الأمريكية أو «النازيين الجدد» كما يسميهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واشنطن من رسمت النظام العالمي الحالي ووضعت أسس القانون الدولي الذي تنتهكه اليوم بالإبادة الجماعية للشعوب والتعدي علي سيادة الدول.. لكن القاعدة تقول: «القوة لا يمكنها تدمير القانون»،

وقد قال هلتر أثناء الحرب العالمية الثانية تعليقا على حكم القضاء البريطاني بنقل مطار عسكري لصالح إحدى المدارس خوفاً على التلاميذ رغم اعتراض القوات المسلحة: «لا استطيع هزيمة دولة تحترم القانون»… والآن أمريكا في قمة قوتها ولكنها تعاني من إنهيار القيم والأخلاق .. لذا يرى مراقبون أن الصهيونية الأمريكية سوف تسقط من داخلها لأنها أبادت وأهانت مقدسات الشعوب.

اثناء الحرب على غزة .. تقود إسرائيل حرب ضد الجميع .. وتسعى بكل قوة من أجل تهويد القدس .. حرب ضد الكاثوليك والأرثوذكس والسنة والشيعة واليهود غير الصهاينة من أجل

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى