مصرمقالات ورأى

طارق العوضى يكتب : هذه رسالتي إلي أبنائي وزملائي وأصدقائي

أقف أمامكم اليوم حاملاً في قلبي خمسة عقود ونيِّف من الحياة، وفي عيني بريق الإصرار ذاته الذي يلمع في عيونكم. أناقش اليوم رسالة الماجستير في بدايات عامي السابع والخمسين، وأستعد لرحلة الدكتوراه بشغف طالب في مقتبل العمر.

لم أسمح يوماً لأرقام العمر أن تسرق مني حلمي. نعم، رأيت الشمس تشرق وتغرب آلاف المرات، لكن شغفي بالمعرفة لم يغرب يوماً. تعلمت أن الحياة لا تبدأ بعمر ولا تنتهي به – الحياة تبدأ حين تقرر أن تعيش حلمك.

ربما يقولون: ‘فات الأوان’… وأقول لهم: الأوان لم يفت ما دام في القلب نبض وفي العقل فكر.

ربما يتساءلون: ‘لماذا كل هذا التعب؟’… وقد وصلت الي ما انت فيه من مكانة وشهرة ..

وأجيبهم: لأن السعي للعلم عبادة، والمعرفة نور، والتطور سنة الحياة.

أدرس اليوم الذكاء الاصطناعي والقانون، أغوص في بحر المعرفة بعمق أكبر كل يوم. أتعلم لغة العصر وأساهم في رسم ملامح المستقبل.

هل تعلمون ما أجمل ما في رحلتي؟ أنني أثبت كل يوم أن الإنسان يستطيع أن يكسر كل القيود حين يؤمن بنفسه.

فيا صناع الغد… أقول لكم بثقة من جرَّب: لا تجعلوا خوفكم أكبر من أحلامكم.

لا تسمحوا لصوت المجتمع أن يكون أعلى من صوت طموحكم. لا تدعوا الراحة المؤقتة تسرق منكم فرحة الإنجاز الدائمة.

نحن نعيش في عصر تتسارع فيه المعرفة، تتضاعف فيه العلوم كل يوم. فإما أن تكونوا جزءاً من هذا التطور، أو يتجاوزكم الزمن. اختاروا بحكمة، واعلموا أن كل يوم يمر دون تعلم هو يوم لا يعود.

خذوها من رجل رأى الحياة بكل ألوانها: المعرفة هي السلاح الوحيد الذي لا يصدأ، والتعليم هو الثروة الوحيدة التي لا تنضب، والإرادة هي القوة التي تحول المستحيل إلى ممكن.

فلا تسألوا كم عمري… بل اسألوا كم تعلمت، وكم أثرت، وكم غيرت. لأن العمر الحقيقي ليس بالسنين التي عشناها، بل بالمعرفة التي اكتسبناها، والأثر الذي تركناه.

انهضوا…

تعلموا…

اصنعوا التغيير. فالمستقبل لا ينتظر المترددين.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى