تقاريرعربي ودولى

صراع القيادة في حزب الله بعد اغتيال هاشم صفي الدين

بعد إعلان حزب الله بشكل رسمي عن اغتيال هاشم صفي الدين رئيس مجلسه التنفيذي يتصاعد الحديث حول مستقبل الحزب وقيادته هل يتجه الحزب نحو أزمة قيادية طاحنة هذا السؤال يدور في الأذهان عقب هذا الحدث الكارثي والذي يعد نقطة تحول مفصلية في تاريخ الحزب.

هاشم صفي الدين كان مرشحا بارزا لخلافة الأمين العام السابق حسن نصر الله وهذا ما جعل اغتياله له أبعاد سياسية عميقة. يتساءل الجميع من سيخلفه وكيف سيتأثر الحزب بهذا التغيير المفاجئ الذي يشكل تهديدا لوجوده ويزيد من تعقيد مشهد الصراع في لبنان.

أحد الأسماء المطروحة هو نعيم قاسم الذي يعد الرجل الثاني في الحزب وأحد أبرز قادته إذ يتولى منصب نائب الأمين العام وهو شخصية محورية في الحزب ويدير العمليات الحكومية والنيابية منذ سنوات. ولكن بعد الشائعات التي ترددت حول سفره إلى طهران مطلع أكتوبر يتزايد القلق حول وضعه وتأثير غيابه المحتمل.

ومع ذلك فإن الإعلام اللبناني يشير إلى أن نعيم قاسم لا يزال موجودا في بيروت ويدير المعركة من الداخل مما يعزز من موقف الحزب في مواجهة التحديات الراهنة. لكن هذا يثير تساؤلات حول قدرته على مواصلة القيادة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتهديدات المستمرة من إسرائيل.

طلال حمية يعد أيضا من الشخصيات البارزة في الحزب والذي يعتبر من الجيل الأول فيه حيث انضم في منتصف الثمانينات وعرف عنه أنه يلقب بالشبح من قبل الموساد الإسرائيلي. يشغل حمية حاليا قيادة وحدة العمليات الخارجية للحزب ويعمل بسرية تامة إذ يستخدم أسماء مستعارة ويظل متواريا عن الأنظار.

حمية لديه ارتباط مباشر مع نصر الله وهذا يعزز من مكانته في الحزب حيث يعمل على تنفيذ الأوامر والخطط العسكرية الخاصة بالوحدة العسكرية مما يجعل دوره حيويا في المرحلة القادمة. لكن هذا الدور المتخفي يحمل مخاطر كبيرة في حال استمر الضغط على الحزب من قبل العدو الإسرائيلي.

إبراهيم أمين السيد هو أحد الأسماء الأخرى البارزة المطروحة لخلافة صفي الدين ويعد شخصية مؤثرة في حزب الله حيث يشغل منصب رئيس المجلس السياسي ولديه دور بارز في بناء العلاقات مع القوى السياسية في لبنان.

يتمتع السيد بخبرة واسعة في السياسة اللبنانية ويمتلك القدرة على إدارة النقاشات السياسية وتوجيه السياسات الداخلية والخارجية للحزب مما يجعله مرشحا محتملا لخلافة صفي الدين. ولكن تبقى تساؤلات حول قدرة السيد على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية المتزايدة.

التحديات السياسية التي يواجهها حزب الله بعد اغتيال صفي الدين تعد كبيرة إذ تتزايد الضغوطات من قبل القوى الداخلية والخارجية على الحزب في هذه المرحلة الحرجة. الأمر يتطلب شخصية قوية قادرة على توجيه الحزب ومواجهة هذه الضغوطات وتأكيد الوجود والنفوذ في الساحة اللبنانية.

إن الإخفاق في اختيار القيادة المناسبة قد يؤدي إلى انقسام داخل الحزب أو تراجع في قوته وتأثيره في لبنان مما يتيح الفرصة للقوى السياسية الأخرى للتقدم والتوسع على حساب الحزب.

الأوضاع المتوترة في المنطقة تشكل عاملا رئيسيا في هذه الصراعات إذ تتأثر جميع الأطراف بالمتغيرات الإقليمية والدولية مما يزيد من تعقيد المشهد العام.

علاوة على ذلك فإن الوضع الأمني يبقى هشا مع استمرار التهديدات الإسرائيلية والضغوط العسكرية التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع من جديد مما يثير القلق حول مستقبل الحزب واستقرار لبنان ككل.

لا يزال الوقت مبكرا للتوقعات حول من سيخلف صفي الدين ولكن من المؤكد أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحديات والأزمات بالنسبة لحزب الله وللصراع اللبناني بشكل عام.

المستقبل القريب يحمل في طياته الكثير من الغموض والخطورة فهل سيتمكن حزب الله من تجاوز هذه المرحلة الحرجة والظهور بمظهر القيادة القوية هل ستكون القيادات القادمة قادرة على التصدي للضغوطات والأزمات

إن عدم اليقين الذي يحيط بمصير الحزب والقيادات المقبلة يعكس حالة من القلق والريبة داخل الأوساط السياسية والشعبية في لبنان. الأضواء مسلطة الآن على القيادة القادمة وما يمكن أن تقدمه من حلول للتحديات المتزايدة أمام الحزب.

في ظل هذه الأوضاع المتوترة والخطيرة يبقى السؤال الأهم من هو الزعيم القادم لحزب الله وما هي استراتيجية القيادة الجديدة في مواجهة الأعداء وكيف ستؤثر هذه القيادات على مستقبل لبنان بأسره.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى