مقالات ورأى

عبد الجبار سلمان : هل ستكون نهاية عبدالملك الحوثي مشابهة لمصير حسن نصر الله على يد إسرائيل ؟

عبدالملك الحوثي، زعيم مليشيا الحوثيين في اليمن، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان،

يقدمان نموذجين لمقاومة مدعومة من إيران في منطقة الشرق الأوسط ويطلق عليهم محور المقاومة.

رغم التفاوت في جغرافية النزاع وطبيعتهما، فإن كلا التنظيميين يعتمدان على الدعم الإيراني في تعزيز موقفهم العسكري والسياسي. في ظل التطورات الإقليمية والتهديدات المشتركة التي يواجهها كلاهما،

خصوصًا مع الأهداف المعلنة لمهاجمة إسرائيل أو مصالحها، يثار السؤال حول إمكانية أن يواجه عبدالملك الحوثي نفس مصير حسن نصر الله الذي قتل على يد إسرائيل. منذ بداية تسلم حسن نصر الله زعامة حزب الله في التسعينيات، لعب دورًا حاسمًا في الصراع اللبناني-الإسرائيلي. حزب الله يُعتبر الخصم الرئيسي لإسرائيل في شمال حدودها،

حيث يمتلك ترسانة عسكرية قوية تشمل الصواريخ والأسلحة المتقدمة التي يحصل عليها بفضل الدعم الإيراني والسوري. المواجهات المسلحة بين حزب الله وإسرائيل كانت تاريخية، أبرزها حرب يوليو 2006 التي شكلت نقطة تحول في التوتر بين الطرفين. إسرائيل ترى في حزب الله، بقيادة نصر الله، تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. فإلى جانب قربه الجغرافي،

يمثل حزب الله ذراعًا قوية لإيران في المنطقة، وهو جزء من استراتيجية إيران لتطويق إسرائيل بقوى مسلحة متحالفة معها. لذلك، تعتبر إسرائيل أن تصفية حسن نصر الله يمكن أن توجه ضربة قاسية لمحور المقاومة، وتحديدًا لحزب الله، لتقليص تهديداته. إسرائيل حاولت مرارًا اغتيال حسن نصر الله عبر العمليات الاستخباراتية والهجمات الجوية.

ومع ذلك، نجح نصر الله في البقاء على قيد الحياة، ويقال إنه كان يعيش في مواقع سرية ومتخفية لتجنب التصفية. ورغم كل التحصينات إلا أنه مؤخراً تم اغتيال حسن نصر الله وذلك في 27 سبتمبر الماضي أثر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت. وفي الجانب الآخر وعلى الرغم من أن الحوثيين لم يخوضوا صراعًا مباشرًا مع إسرائيل مثل حزب الله إلا مؤخراً، وذلك بعد احداث طوفان الأقصى التي حدثت في 7 أكتوبر الماضي في قطاع غزة.

الحوثيون ينشطون في اليمن بشكل رئيسي، حيث يواجهون التحالف العربي، في صراع محلي وإقليمي يعكس التنافس بين إيران والقوى السنية في المنطقة. يمثل الحوثيون جزءًا من التحالف الإقليمي من محور المقاومة والذي ترعاه إيران، والذي يضم أيضًا فصائل أخرى معادية لإسرائيل. في الآونة الأخيرة،

أدلى الحوثيون بتصريحات تهدد باستهداف مصالح إسرائيلية إذا تصاعدت المواجهات الإقليمية. وقاموا باستهداف إسرائيل عدة مرات عبر الطيران المسير والصواريخ البالستية والفرط صوتية مستفدين من الدعم والتسليح الايراني اللامحدود. على الرغم من التشابه الأيديولوجي بين الحوثيين وحزب الله،

فإن هناك اختلافات واضحة بين وضع كل من نصر الله والحوثي. حسن نصر الله قد كان يترأس حزبًا مسلحًا يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل بفضل موقعه الجغرافي وقدراته العسكرية. على الجانب الآخر، الحوثيون يركزون على الصراع المحلي في اليمن مع الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف. وبالتالي، يعتبر الحوثيون تهديدًا إقليميًا أكثر منه تهديدًا مباشرًا لإسرائيل في الوقت الراهن. كل من الحوثيين وحزب الله يعتمدون بشكل كبير على الدعم الإيراني.

إيران تلعب دورًا رئيسيًا في تسليح وتمويل وتدريب هذه الجماعات في إطار استراتيجيتها لمواجهة التحالفات الإقليمية التي تضم إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية. حزب الله يُعد الذراع العسكرية الأقوى لإيران في المنطقة، ويمثل الحوثيون جزءًا آخر من هذه الاستراتيجية، على الرغم من أن تهديدهم المباشر لإسرائيل لا يزال محدودًا مقارنة بحزب الله.

إيران تنظر إلى الحوثيين وحزب الله كأدوات رئيسية لتحقيق أهدافها الإقليمية في مواجهة إسرائيل والدول الغربية وحلفائها في المنطقة. لذلك، يُعد كلاً من ، حزب الله والحوثي، جزءًا من المنظومة الإيرانية الأوسع، التي تسعى إلى تهديد مصالح الدول الغربية وإسرائيل في الشرق الأوسط. ومع تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل،

قد يتسع نطاق الصراع ليشمل الحوثيين إذا أصبحوا جزءًا أكثر نشاطًا في المواجهة ضد إسرائيل. ويتضح ذلك جلياً بعد تورط الحوثيون في هجمات ضد مصالح إسرائيلية ودخولهم في صراع إقليمي مباشر استهدف إسرائيل. وفي المقابل قامت إسرائيل بشن هجمات ضد أهداف إستراتيجية مدنية وعسكرية في الحديدة ومنطقة تهامة عموماً.

وكما قامت إسرائيل بإغتيال وقتل بعض قادة محور المقاومة مثل إسماعيل هنية و حسن نصر الله سوف تستهدف أيضاً القيادات السياسية والعسكرية للحوثيين وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي مما قد يغير من موقف إسرائيل في التعامل مع الحوثيين. ختاماً من المحتمل بأن عبدالملك الحوثي سيواجه نفس مصير حسن نصر الله ويقتل على يد إسرائيل في المستقبل القريب،

وذلك بعد تهديدات الحوثيين للمصالح الاسرائيلية ودخولهم في خط المواجهة المباشرة، حيث بدأت إسرائيل في قصف مواقع إستراتيجية عسكرية ومدنية وخدمية في الحديدة ومنطقة تهامة عموماً سعياً منها في قطع وعرقلة خطوط الامداد للحوثيين والتأثير عليهم بشتى الطرق ولكن للاسف لم يتضرر من هذا الاستهداف سوى المواطن اليمني،

أما قيادات الحوثي السياسية والعسكرية لم تتأثر إطلاقًا !ولكن هل اذا هاجم الحوثيين إسرائيل مرة أخرى، فهل سوف ترد وتستهدف إسرائيل القيادات الحوثية هذه المرة ؟ وهل سوف يكون مصير ونهاية عبدالملك الحوثي مشابهاً لحسن نصر الله مقتولًا على يد إسرائيل ؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى