تقاريررياضة

الزمالك في دوامة الأزمات .. من قمة المجد إلى حافة الانهيار

يبدو أن قدر نادي الزمالك أن يعيش في دوامة لا تهدأ ولا تنتهي، حيث يتنقل من أزمة إلى أخرى، ليصبح الفشل هو العنوان البارز لمسيرته الرياضية خلال الأشهر الأخيرة. ورغم تحقيقه إنجازًا تاريخيًا بفوزه بلقب كأس السوبر الإفريقي إلا أن النادي يواجه تحديات وصراعات تهدد استمراريته وتجره إلى الهاوية بشكل غير مسبوق.

أزمة محاكمة ثلاثي الزمالك عبدالواحد السيد مدير الكرة ومصطفى شلبي ونبيل دونجا في الإمارات بعد اعتدائهم على أحد رجال الأمن تعتبر من أخطر القضايا التي تهدد استقرار النادي. هذه الحادثة المؤسفة وقعت قبيل لقاء الفريق المرتقب ضد الأهلي في كأس السوبر المصري، لتزيد من تعقيد موقف النادي الذي لم يمر شهر على تحقيقه لقب بطل كأس السوبر الإفريقي.

تحت رئاسة حسين لبيب، يبدو أن الزمالك قد أصبح ضحية لسلسلة من الأحداث الكارثية التي لا تنتهي. بدءًا من التتويج بالسوبر الإفريقي وحتى مواجهة الأهلي، أصبح النادي فريسة سهلة للأزمات المتتالية، وكأن لعنة ما تلاحقه في كل خطوة يخطوها. تصريحات لبيب الشهيرة التي وصف فيها الزمالك بأنه “أكبر قلعة رياضية في مصر” قد تحولت إلى عبء ثقيل على النادي، إذ تتوالى المصائب منذ ذلك الحين بلا انقطاع.

لم تمر أسابيع قليلة على هذا التصريح حتى بدأت المصائب تنهال على الزمالك بشكل دراماتيكي. الرحلة إلى الإمارات لخوض السوبر المصري كانت بمثابة صدمة، فقد وجد النادي نفسه في موقف حرج بعد إحالة عبدالواحد السيد ونبيل دونجا ومصطفى شلبي إلى المحاكمة العاجلة بسبب مشاجرة مع أحد رجال الأمن. هذه الحادثة المثيرة للجدل كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، لتثير الغضب والسخط بين جماهير الزمالك التي كانت تأمل في مزيد من الاستقرار بعد تحقيق الإنجازات.

وبينما كان الجميع ينتظر من إدارة الزمالك تدارك الموقف، خرج المتحدث الرسمي للنادي بتغريدة مثيرة للجدل تحدث فيها عن إمكانية انسحاب الفريق من البطولة بسبب ما وصفه بالضغوط الهائلة التي يتعرض لها النادي. هذه التغريدة زادت من تعقيد الأمور وأثارت حفيظة الجماهير والمحللين الذين رأوا فيها محاولة هروب من الأزمة بدلًا من مواجهتها بشجاعة وحسم.

في ظل هذه الأزمات، لم يكن الفشل في إتمام الصفقات الجديدة أقل كارثية. نادي الزمالك ورئيسه حسين لبيب فشلا في التعاقد مع عدد من اللاعبين البارزين قبل غلق باب القيد الصيفي. من بين تلك الصفقات التي باءت بالفشل كانت محاولة ضم اللاعب آرون بوبيندزا الذي انتقل في النهاية إلى نادي رابيد الروماني بعد حصوله على بطاقة دولية، مما أثار انتقادات واسعة ضد إدارة النادي التي فشلت في تلبية احتياجات الفريق.

إلى جانب ذلك، جاءت لعنة أخرى على النادي تمثلت في إيقاف القيد لفترة بسبب غرامة مالية كبيرة فرضت عليه جراء قضايا سابقة تخص اللاعب أتشيمبونج. هذه الغرامة كانت بمثابة ضربة جديدة لإدارة حسين لبيب التي وجدت نفسها عاجزة عن تدعيم الفريق، مما أثار موجة من الاستياء والانتقادات في الأوساط الرياضية والجماهيرية.

وفي محاولة لإتمام صفقة اللاعب إيجاريا، لاعب ليفربول السابق، تعرض الزمالك لعقبة أخرى بعد رفض اللاعب الخضوع للتحقيقات اللازمة قبل الانضمام للفريق، مما أدى إلى فشل الصفقة وزيادة إحباط الجماهير التي كانت تأمل في دعم صفوف الفريق بلاعبين مميزين.

الأزمات لم تتوقف عند كرة القدم فقط، بل امتدت إلى كرة اليد، حيث خسر الزمالك واحدة من أهم البطولات التي كان يعتبرها تخصصًا له، وهي بطولة كأس الأندية الإفريقية لكرة اليد. الهزيمة من الأهلي بنتيجة 26-25 في الدور نصف النهائي كانت بمثابة صفعة قوية للنادي الذي كان يأمل في العودة لمنصات التتويج. وعلى الرغم من التدعيمات الكبيرة التي قام بها مجلس الإدارة بقيادة حسين لبيب لفريق اليد، إلا أن الهزيمة جعلت النادي مهددًا بضياع لقب “ملوك الصالات” والغياب عن البطولات لموسم آخر.

تتعدد أوجه الأزمة داخل نادي الزمالك، وكل وجه منها يفتح جرحًا جديدًا في جسد النادي المثخن بالمشاكل. من أزمة المحاكمات في الإمارات إلى فشل الصفقات الرياضية وصولًا إلى الانهيار في كرة اليد، يبدو أن الإدارة الحالية بقيادة حسين لبيب تقف عاجزة أمام تسونامي من الأزمات التي لا تنتهي.

الجماهير لم تعد تتحمل المزيد من التراجع، والضغوط تتزايد على مجلس الإدارة لإيجاد حلول فورية تعيد الاستقرار للنادي. في ظل هذه الظروف، يبدو أن الزمالك يعيش واحدة من أصعب فتراته على الإطلاق، وهي فترة قد تحدد مصيره في السنوات القادمة، ما بين الاستمرار كواحد من أكبر أندية مصر أو الانهيار التام تحت وطأة الأزمات.

في خضم هذه الأزمات الكارثية، يبقى السؤال: هل سينجح الزمالك في تجاوز هذه المرحلة الحرجة واستعادة أمجاده، أم أن النادي سيظل حبيسًا في دوامة الفشل والصراعات الداخلية التي تهدد وجوده؟

المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى