إهمال مدرسي متكرر يُعرّض حياة التلاميذ للخطر وسط صمت حكومي
في واقعة جديدة تضاف إلى سلسلة الإهمال المستمرة أصيب تلميذ بالصف الثاني الابتدائي بإصابات خطيرة إثر سقوطه من الطابق الثالث في مدرسة الإمام علي الابتدائية الكائنة بشارع عبدالرحيم صبري في منطقة الدقي ما أثار موجة من القلق والذعر بين أولياء الأمور والمسؤولين.
مديرية أمن الجيزة تلقت بلاغاً طارئاً من غرفة العمليات يفيد بسقوط تلميذ من الدور الثالث بمدرسة الإمام علي الابتدائية في الدقي على الفور تم إرسال قوة أمنية برفقة سيارات إسعاف إلى مكان الحادث للتحقق من الأمر وتقديم الدعم الطبي الطارئ للطفل المصاب.
عند وصول الفرق الأمنية والطبية إلى المدرسة تبين أن التلميذ رمضان محمد رمضان الشحات قد تعرض للسقوط بشكل مروع من الطابق الثالث مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة ومتفرقة في مختلف أنحاء جسده استدعت نقله بشكل عاجل إلى مستشفى العجوزة لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
الواقعة أثارت صدمة كبيرة داخل الأوساط التعليمية وأولياء الأمور خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى من نوعها حيث تم فتح تحقيق فوري من قبل النيابة العامة حول الظروف التي أدت إلى سقوط التلميذ من هذا الارتفاع وسط تساؤلات عديدة حول مدى سلامة المنشآت التعليمية وطرق تأمين الطلاب.
في سياق متصل جاء حادث مدرسة الإمام علي الابتدائية كواحدة من بين أربع حوادث مشابهة وقعت خلال يومين فقط على مستوى الجمهورية لتكشف حجم الإهمال المتكرر داخل المؤسسات التعليمية ففي مدرسة النساجون الشرقيون الابتدائية التابعة للإدارة التعليمية بالإبراهيمية في محافظة الشرقية شهدت أمس حادثة سقوط ثلاثة تلاميذ من الطابق العلوي بالمدرسة.
وفقاً لتصريحات علي عبدالرؤوف وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالشرقية فإن مديرة إدارة الإبراهيمية التعليمية كانت قد أبلغت المديرية بتفاصيل حادثة مدرسة النساجون الشرقيون حيث تباطأ معلم الحصة الأخيرة في السماح لتلاميذ الصف الخامس الابتدائي بالنزول من الطابق الخامس وعند الوصول إلى الدور الأرضي كانت بوابة المدرسة مغلقة.
نتيجة لهذا التأخير والإغلاق قام ثلاثة من التلاميذ بالتسلل إلى الطابق الأول العلوي ومن ثم القفز من شرفة سلم المدرسة ما أدى إلى إصابتهم ببعض الكدمات التي استدعت نقلهم سريعاً إلى مستشفى الإبراهيمية المركزي لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتأكد من حالتهم الصحية.
بعد وصولهم إلى المستشفى تم توقيع الكشف الطبي على التلاميذ الثلاثة وإجراء الفحوصات والأشعة التليفزيونية التي أكدت عدم وجود كسور أو جروح خطيرة لديهم وأن الإصابات اقتصرت على كدمات طفيفة غادروا المستشفى برفقة أولياء أمورهم بعد تلقي الإسعافات الأولية والاطمئنان على حالتهم.
لكن على الرغم من عدم وقوع إصابات خطيرة في حادثة مدرسة النساجون إلا أن تكرار مثل هذه الحوادث داخل المدارس المصرية يطرح تساؤلات عديدة حول مدى التزام هذه المؤسسات بتأمين سلامة الطلاب والتأكد من جاهزية البنية التحتية للمدارس ومدى كفاءة فرق التدريس والإدارة في التعامل مع مثل هذه المواقف الخطيرة.
في ضوء هذه الحوادث المتكررة خلال أيام قليلة بدأت النيابة العامة في فتح تحقيقات مكثفة حول هذه الحوادث المأساوية التي كادت أن تودي بحياة أطفال أبرياء كانوا في طريقهم للعودة إلى منازلهم بعد يوم دراسي طويل ويجب على الجهات المسؤولة الإجابة عن تساؤلات عديدة حول تدابير السلامة المتبعة داخل المدارس وهل يتم بالفعل تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى حماية التلاميذ من مثل هذه المخاطر.
التساؤلات المطروحة لا تتعلق فقط بالسلامة الجسدية للتلاميذ بل أيضاً بالدور الذي تلعبه الإدارات المدرسية والمعلمين في حماية الطلاب من الحوادث داخل المدارس ومنع تكرارها بشكل صارخ يبعث على القلق العميق إذ أن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس نوعاً من الإهمال الجسيم الذي قد يؤدي إلى نتائج كارثية في حال استمراره.
بينما تتوالى هذه الكوارث داخل المدارس يتساءل الجميع عن دور وزارة التربية والتعليم في وضع خطط عاجلة لتأمين سلامة الطلاب داخل المنشآت التعليمية التي تبدو في كثير من الأحيان غير مهيأة بشكل كامل لاستيعاب العدد الكبير من التلاميذ أو توفير بيئة آمنة لهم فالحديث عن تطوير التعليم لا يجب أن يقتصر على المناهج الدراسية بل ينبغي أن يشمل تحسين البيئة المدرسية بشكل كامل.
تزايد معدلات سقوط التلاميذ من الأدوار العليا داخل المدارس خلال أيام معدودة يعكس أزمة حقيقية تتطلب تدخلاً عاجلاً من الحكومة والمسؤولين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل إذ إن أرواح هؤلاء الأطفال لا يجب أن تكون عرضة للإهمال واللامبالاة.