كيف قرأ الإعلام العبري إقالة عباس كامل من رئاسة المخابرات؟
أثار القرار الذي اتخذه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أسبوع بتعيين اللواء حسن رشاد رئيساً للمخابرات العامة المصرية خلفاً لعباس كامل، الذي تصفه دوائر إعلامية قريبة من النظام بأنه “الرجل الثاني في الدولة” جدلا ومخاوف في الإعلام العبري ومدى تأثير هذا القرار على سير المفاوضات مع حماس.
لعب عباس كامل دوراً مهماً في العديد من الملفات المحورية بالنسبة لمصر والمنطقة، وقام بعدة جولات في الشهور الأخيرة، كما تردد اسمه في ملف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وحرب غزة وتبادل الأسرى بين “إسرائيل” و”حماس”.
يقول الإعلام العبري إن “إسرائيل” تخشى من أن قرار السيسي بتغيير رئيس مخابراته سيؤخر صفقة الأسرى، تطرح تساؤلات حول ما قد ينتج عنه هذا التغيير، وهل سيكون له دور في الإسراع بإنجاز الصفقة خصوصاً بعد إعلان الاحتلال اغتيال رئيس “حماس” يحيى السنوار؟
انتهت حقبة اللواء كامل بعد نحو 6 سنوات من توليه منصب رئيس جهاز المخابرات، كما أصدر السيسي قراراً قضى بتعيينه في منصب مستشار لرئيس الجمهورية، كمنسق عام للأجهزة الأمنية، ومبعوث خاص لرئيس الجمهورية.ونظراً لقربه الشديد من الرئيس المصري، كان كامل يوصف بأنه “ظل الرئيس” و”كاتم أسراره”، وظهر في معظم لقاءات وجولات السيسي حتى الاجتماعات السياسية والأمنية والاقتصادية والخارجية.
وأدى كامل اليمين الدستورية أمام السيسي كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية في يونيو 2018، حيث كان قد تم تكليفه بتسيير أعمال الجهاز منذ يناير من العام نفسه، خلفاً للواء خالد فوزي.
ولازم كامل الرئيس المصري أثناء فترة عمله في المخابرات الحربية، حيث شغل منصب مدير مكتبه بعد تدرجه في العديد من الوظائف وحتى تولي السيسي منصب وزارة الدفاع ثم رئاسة الجمهورية. زلزال في المخابرات المصرية”؛ هكذا بدأت مظم المواقع الإخبارية في “إسرائيل” تقاريرها حول التغيير الجذري الذي قام به السيسي في جهاز المخابرات العامة المصرية.
وسيط مهم
وقال موقع “news1” الإخباري العبري، إن اللواء كامل عمل كوسيط رئيسي بين “إسرائيل” و”حماس” في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، ورحيله قد يؤدي إلى تغيير في النهج المصري تجاه الصراع والمفاوضات.
ولفت الموقع العبري إلى أن اللواء كامل خلال ولايته كان يعتبر شخصية رئيسية في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين الذين أسرتهم “حماس”، وقاد الوساطة في المفاوضات التي أجرتها مصر بين الطرفين، مع الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع كل من طرفي الحرب، كما شارك في الترتيبات التي تمت مناقشتها بعد عملية “حارس الجدران” (2021)، وحاول تعزيز تبادل الأسرى والجهود المبذولة لإعادة التأهيل الإنساني في غزة.
تأثيرات محتملة
وفي السياق نفسه قالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، إن التغيرات في المخابرات العامة المصرية قد تؤثر على جهود الوساطة.وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن كامل، منذ عام، كان كجزء من دوره كرئيس للمخابرات المصرية أحد العوامل الرئيسية في التوسط بين “إسرائيل” و”حماس” بشأن وقف إطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الأسرى.
وكان موقع “واينت” العبري التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قد أفاد بأن “ثمة قلقاً في إسرائيل جراء استبدال رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بشخصية غير معروفة مسبقاً لدى تل أبيب”، مضيفاً: “استبدال رئيس المخابرات المصرية سيزيد من تأخير صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس”.
فيما قال الصحفيان الإسرائيليان في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إيتمار إيخنر ويائيل تشيشنوفر، إن “إسرائيل” تخشى من أن قرار الرئيس السيسي سيؤخر صفقة الأسرى. ووفق الصحيفة، يعتبر عباس كامل شخصية “معروفة جداً ومحترمة في إسرائيل، وله علاقات مع جميع القيادات الأمنية الإسرائيلية والأمريكية”.
وبعد أيام من تعيين شخصية جديدة للمخابرات المصرية، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر إسرائيلية قولها (22 أكتوبر) إن مصر اقترحت صفقة مصغّرة لتبادل الأسرى بين “حماس” و”إسرائيل”، مع وقف محدود لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح الموقع أن مدير جهاز المخابرات العامة المصرية الجديد، حسن محمود رشاد، قدّم لرئيس جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، رونين بار، فكرة لصفقة “مصغّرة”. وأشار المسؤولان الإسرائيليان للموقع إلى أن المقترح المصري قد يمهّد الطريق لمفاوضات حول اتفاق أوسع، علماً بأن رئيس “الشاباك” زار القاهرة، يوم الأحد (20 أكتوبر)، والتقى باللواء رشاد لبحث الوضع في غزة.
وقال “أكسيوس” إن الجانب المصري اقترح “صفقة صغيرة” تتضمن إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى المحتجزين لدى “حماس”، مقابل أيام قليلة من وقف إطلاق النار في غزة، على أن تتبع ذلك مفاوضات متجددة حول اتفاق أشمل. وبحسب الموقع، فإن وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أيّد المقترح المصري، في حين عارضه الوزيران القوميان المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.