تقاريرمحافظات

صراخ المرضى في جهينة: المستشفى المركزي يفتقر للحياة والخدمات الأساسية

يعاني سكان مركز جهينة في محافظة سوهاج من حالة مأساوية لا يمكن تجاهلها فالخدمات الصحية تتدهور بسرعة مروعة في مستشفى جهينة المركزي.

على الرغم من كونها المستشفى الرئيسي في المنطقة فإنها تبدو وكأنها عانت من هجران متعمد من قبل السلطات الصحية.

يقدر عدد سكان المركز بحوالي ثلاثمئة وعشرين ألف مواطن وهو ما يزيد من وطأة هذا التدهور ويجعل الأمر يبدو وكأن الحياة والموت يتجاذبان سكان المنطقة.

يتجلى الفشل في توفير المستلزمات الطبية الأساسية ما يجعل تقديم الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة.

الكثير من الأقسام الحيوية في المستشفى مثل العناية المركزة وأقسام المخ والأعصاب والأوعية الدموية أصبحت متوقفة عن العمل مما يزيد من أعباء المرضى.

هذا الانهيار في النظام الصحي دفع العديد من المرضى إلى البحث عن العلاج في مستشفيات بعيدة مما يمثل تحديًا حقيقيًا للمرضى وعائلاتهم.

يضطر الكثير من المرضى من أهالي جهينة إلى قطع مسافات شاقة للوصول إلى مستشفى طهطا وهو الأقرب والذي لا يختلف كثيرًا في مستوى الخدمات.

بدلاً من الحصول على علاج فوري يتعرض المرضى لمزيد من المعاناة بسبب نقص الخدمات.

حتى مستشفى طما أصبحت مغلقة منذ سنوات عدة تحت مزاعم التطوير مما يزيد من معاناة السكان الذين يتوقون إلى الحصول على الرعاية الصحية.

تتجه أنظار المواطنين نحو مستشفى الجامعي في أسيوط أو سوهاج ولكن الرحلة الطويلة لا تخلو من المشقة والتكلفة المالية.

بدلًا من تلقي الرعاية المحلية يعاني المرضى من الازدحام والضغط في المستشفيات الجامعية مما يزيد من المخاطر الصحية.

تُشير الأرقام إلى أن النظام الصحي في جهينة يتآكل بشكل متزايد مما يضع المجتمع بأسره في موقف حرج.

في أكتوبر من العام 2023 زعمت وزارة الصحة والسكان أنها انتهت من تطوير مستشفى جهينة المركزي بتكلفة تجاوزت مئتين وثلاثين مليون جنيه. تشمل التحسينات إنشاء مبان جديدة وتحديث المباني القائمة ولكن التحديات تبقى قائمة.

لا تزال الأقسام الحيوية مثل العناية المركزة معطلة ولا تتوفر الأطباء المتخصصين في مجالات حساسة مثل الأطفال والنساء.

بعث أهالي جهينة نداءات استغاثة إلى أعلى المستويات الحكومية ومن بينهم رئيس الوزراء ووزير الصحة لكن دون جدوى.

على الرغم من استلام المستشفى في مارس الماضي فإن الواقع المعيش يعكس صورة مؤلمة للقطاع الصحي في المنطقة.

تزداد المخاوف من غياب الأطباء المتخصصين في كافة المجالات مما يهدد حياة المرضى ويجعل تقديم الرعاية الصحية أمراً مستحيلاً.

غابت المستلزمات الطبية عن مستشفى جهينة المركزي على الرغم من الطلبات المتكررة للسلطات الصحية في المحافظة.

تواجه المستشفيات في الدائرة الرابعة بسوهاج نقصًا حادًا في المستلزمات وهو ما ينعكس سلبًا على جودة الرعاية الصحية.

هذا الوضع يفرض تحديات كبيرة على الفرق الطبية التي تحاول جاهدة تقديم أفضل الخدمات رغم الظروف الصعبة.

في فبراير 2023 كان هناك حديث عن عدم إنهاء الأعمال في مستشفى جهينة مما يثير تساؤلات حول التزام الحكومة بتحسين الخدمات الصحية.

الفشل في تشغيل مستشفى طهطا بكامل طاقته رغم انتهاء المرحلة الأولى من تطويرها يعكس حالة من الإهمال التي تحيط بالمنظومة الصحية.

يبدو أن التقدم الموعود تحول إلى سراب في وقت يحتاج فيه المواطنون إلى الحقيقة.

تأخرت عملية تطوير مستشفى جهينة المركزي منذ عام 2014 حيث يُظهر تأخر الإنجاز عدم اكتراث الجهات المسؤولة.

كل يوم يمر دون تحسن يعني فقدان المزيد من الأرواح في مجتمع يعاني أصلاً من أزمات صحية.

إن حياة المواطنين على المحك بسبب الإهمال الحكومي الذي لا يطاق والذي يستدعي تدخلًا فوريًا وعاجلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يضم مستشفى جهينة المركزي عدة طوابق تشمل قسم الطوارئ والعيادات الخارجية ولكن الوضع الراهن يجعل الخدمات الأساسية بعيد المنال.

تزداد حدة المعاناة مع افتقار المستشفى للعناية اللازمة من قبل الجهات المعنية مما يضع المرضى في خطر دائم. هذا الموقف المتأزم يستدعي تحركًا عاجلاً من الحكومة لإنقاذ حياة سكان المركز.

يتكون مستشفى جهينة من عدة طوابق تشمل جميع الأقسام اللازمة لتقديم الرعاية الصحية ولكنها تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية.

الغياب المستمر للأطباء المتخصصين يزيد من تعقيد المشكلة ويجعل تقديم العلاج أمرًا صعبًا للغاية.

إن الوضع الراهن يثير القلق ويعكس الإهمال الذي يعاني منه القطاع الصحي في مصر بشكل عام.

يعتبر مستقبل الرعاية الصحية في مركز جهينة غير مؤكد إذ يواجه المواطنون تحديات كبيرة في الحصول على خدمات طبية مناسبة.

من المهم أن يدرك المسؤولون حقيقة معاناة الأهالي وأن يتحركوا بسرعة لوضع الحلول.

إن التأخير في إنجاز المشروعات الصحية يعني تفاقم الأزمات وتهديد الحياة الإنسانية في منطقة تعاني بالفعل من قلة الموارد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى