مصرمقالات ورأى

د.أيمن نور يكتب : دعاء ((ورقة من مذكراتي – ١٤))

اجعلنا يارب نعيش سلاماً دافئا مع أنفسنا اولا وآهلنا،ومع الآخرين.
قلوبنا كبيرة تتسع لكل الناس،اللهم اجعل صدورنا كذلك لا تضيق
اجعل يارب نفوسنا متطهرة دائما،لا تعرف الحقد، ولا تمتلأ بالغل. حتي علي من أخذنا يوما بأيديهم و يسيرون الان في الحياه علي علي قدمين من
(الغل والحقد)!!


اجعلنا يارب نحب الخير لكل من نعرفهم،
ولكل من لا نعرفهم.
لكل من نعرف بدايتهم
ويعلم الله وحده نهايتهم
اللهم اجعلنا قادرين على مساعدة كل من يحتاج العون، وأن نكون سندًا لكل من يبحث عن المساعدة.

فلا نأخذ بمبدأ اتقي شر من احسنت اليه.
اجعلنا يارب نحيا بروح التسامح والعطاء، اجعلنا نعرف قيمة العفو، ونجعل الحب مرشدنا في كل خطواتنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا تجعل من الانتقام والكراهية طريقًنا فلا نسلكه، حتي لو اضطررنا اليه .بل اجعلنا نورًا يهدي إلى السمو والتسامي فوق الصغار و الصغائر.
اللهم أجعلنا نفزع عندما يقول انسان لانسان
انت حيوان.
او يقول بنيّ ادم لآخر مثله
“أنت كلب” او أنت خائن.

أنت حقير
أو أنت عميل.
أنت بيادة
او أنت حذاء.

لا اعرف كيف أصبحت هذه العبارات،والمفردات جزءًا عاديا ومألوفا في حياتنا اليومية؟!
هل اصبح هذا هو قاموسنا اللغوي الجديد؟
هل تسلل التسفل بهذه البساطة لساحاتنا الوظيفية،والاجتماعية،
والسياسية ،والإعلامية
وعلي شبكات التواصل والسوشيل ميديا ؟

كيف تحولت لغة الحوار إلى ساحة تشبه ساحات الحرب، يعلو فيها صوت الشتائم ،على صوت الحق، ويختفي فيها العرفان بالجميل؟ ماذا حدث لنا؟
وكيف انتشر هذا العفن في وادينا الطيب،

كما يتساءل دوماً طارق العوضي علي السوشيال مديا؟

مقولة طارق السابقة ومقاله المنشور اليوم هو -بحق-دعاء ،و دعوة للتأمل في التسفل والعنف اللفظي في حياتنا• ▪️احسب ان هذا المقال افتح بابًا لشهيتي لنقاش واجب لهذه الظاهرة، التي باتت تسيطر على واقعنا ، ونجدها شاخصة في كل مشهد، في عملنا ومكاتبنا و ربنا يحمي منها بيوتنا بعد أن تفشت في خندق أنصارنا قبل خصومنا‼️ ▪️من اشخاص يدعون التدين -علنا-ويدمنون التدني والافتراء والتسفل سر

الم يسمعوا او يفهموا يوما قوله تعالى في كتابه الكريم: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (البقرة: 83)، وهو -دعاء و دعوة-بسيطه ولكنها عميقه في معانيها. ▪️القول الحسن في الكلام ليس فقط توجيه، سماوي ،بل هو أساس لاي بناء اجتماعي صحيح لاي مجتمع سليم العقل والقلب.

عندما اشاهد بعض البرامج التلفزيونية ، او أطالع التعليقات علي بعض المنشورات المحترمة لاشخاص محترمين واقرأ مابها من تسفل و سباب غير مبرر اسأل نفسي بدهشة وصدق:-

ماذا سيحدث اذا استبدلنا السباب والشتائم،بالنقد،والتحليل و الرد، والتفنيد ؟! ▪️لماذا اصف فلان بانه <حمار او كلب !! بينما أملك ان اقول له انت لا تفهم الموضوع ، أو تتعمد مخالفة الحقيقة؟!

في حديث نبوي شريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المؤمن بالطعّان،ولا اللعّان، ولا الفاحش البذيء”، ▪️ما أحوجنا اليوم إلى هذا التذكير النبوي. ▪️إن الدعاء الذي نرفعه للخير والعدل والإصلاح، لا يتماشى مع صياغته في اطار لغوي شعبوي ، ينحدر للشتائم ، والاهانه والتجريح!!! ▪️مصداقيه اي دعوه ودعاء للإصلاح

،تبدأ من كلماتنا، والكلمات هي التي تعبر عن نياتنا وبواعثنا الحقيقية . ▪️وكما قال سيدنا علي رضي الله عنه: “الكلمة إذا خرجت من القلب ،وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان”. ▪️هذه الحكمة تؤكد أن الكلمات الصادقة ،يجب أن تُبنى على صدق النية وسمو الهدف. ▪️فكيف تحولت كلمات بعضنا إلي اسلحة محظوره، تجرح القلوب بدلًا من أن تعمّرها، وتجمعها ؟

ما كتبه طارق العوضي اليوم
هو دعاء مقبول ودعوه مستحقة ،للعودة إلى المعني الصحيح للخلاف النبيل، والحوار الحقيقي المحترف والمحترم .
▪️دعوة للنظر في هذا العفن الذي استشرى في وادينا الطيب.
لا اعرف من قال ان -عدم الرد – علي تسفل وتطفل الصغار هو دعاء ودعوه للتفريط واهدار للحقوق ؟
▪️لعلنا بحاجة ماسة إلى فهم و استذكار وتذكر
ما قاله في هذا الصدد نيلسون مانديلا:
إن التسامح لا يعني التفريط في الحقوق ولا يشي بنسيان الماضي المؤلم
••بل هو تعبير بليغ عن القدرة على علاج أمراضه و مواجهته بشجاعة الطبيب المعالج ”. ▪️فالتسامح وسط تراكمات الغضب والعنف اللفظي. هو دعاء ودعوة للإصلاح وللسلام، النفسي الذي لا يتحقق فقط بشهوة الانتقام
هو خطوة أولى نحو رأب الصدع الذي تسببت فيه روح الحقد والكراهية.
نشأت في مدرسة فؤاد باشا سراج الدين، الذي كانت كلماته دعاءً مستمرًا للتسامح والتسامي فوق الصغار والصغائر، أستعيد ذكريات حواراته النبيلة. ▪️فعلي مدار ١٧ عامًا تشرفت فيها بالقرب منه ،لم أسمع منه لفظًا قاسيًا، او جارحا، حتى في مواجهة الهجوم المستمر. الذي يتعرض له ظلما، اسوأ كلمة سمعتها من فؤاد باشا ،عندما وصف سمير رجب ، بانه رجل (وحش)‼️


هذه اخلاق”البشوات
كان كل حوار معه ،دعاءً للأخلاق، دعاءً للارتقاء فوق الإساءة.
▪️وهكذا كان الكبار والعظماء في السياسة، وفي الحياه ،
يرفعون دعاء الكلمة الطيبة في مواجهة سفالات كبار الصغار ،
وصغار الكبار.
ممن ينكرون الفضل ويسيؤون لمن احسنوا لهم..
الكاتب الليبرالي الكبير نجيب محفوظ: كان يقول:-


“إن القوة الحقيقية تكمن في التسامح، مع من تملك التنكيل والانتقام منهم”، لأن التسامح هو دعاء وموقف كاشف للقوة الداخلية، وليس -ضعفًا-كما يتصور البعض.


فالقوة الداخلية ،هي التي تستمدها الأمم من قدره كبارها و رموزها على تجاوز الخلافات بالحوار والاحترام .
مره سألت فؤاد باشا لماذا لا نرد بعنف علي هذا الصحفي الذي تكرر وفاق في تجاوزه حدود الاحتمال ؟!
قال:- هو فعلا يستحق الرد عليه بعنف••


لكننا نحن لا نستحق أن نرد علي من هو مثله

قصة ذات معني

في السجن سمعت اسم احد السجناء فاستوقفني الاسم بشدة وكان هو:-
عمرو نجيب محفوظ‼️
سألت عن علاقته بنجيب محفوظ الذي كنت اعرف انه لم ينجب ذكورا!
قالوا لي : عمرو هو الشاب الذي طعن نجيب محفوظ في رقبته طعنه كادت ان تودي بحياته!!
▪️التقيت بهذا السجين عمرو نجيب محفوظ وتساءلت بدهشة :


من اطلق علي القاتل إسم القتيل ؟!
فقال لي :- عندما حاولت قتله لم اكن قرأت سطرا واحدا مما كتبه!!
وفي السجن قرأت كل ما كتب ،وأدركت خطأ ما فعلت ،فأرسلت له خطابا اعتذر له فيه عما فعلت، والمفاجأة ان نجيب محفوظ رد علي، بخطاب بخط يده ،مؤكدا قبول اسفي واعتذاري فقررت ان أنال شرف تغيير اسمي ليحمل اسم الرجل العظيم .
وأظن أن عمرو نال شرف لا يستحقه بان يحمل اسم نجيب محفوظ
▪️وأظن ايضا ان إفلات عمرو من العقاب هو الذي كان سيحرمه

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى