تقارير

صرخات استغاثة من زهراء أكتوبر الجديدة تكشف الكارثة البيئية

في ظل التحديات البيئية المتزايدة تواصل أزمة الروائح السامة والخانقة اجتياح منطقة زهراء أكتوبر الجديدة التي كانت تعرف سابقا بـ800 فدان والتي تعتبر إحدى مدن الإسكان الاجتماعي في منطقة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة

حيث عبر عدد من سكان هذه المنطقة عن معاناتهم اليومية التي لم تعد تحتمل جراء تلوث الهواء الذي بات يهدد حياتهم وصحتهم بشكل غير مسبوق فالمشكلة التي يعاني منها الأهالي ليست مجرد أزمات عابرة بل كارثة حقيقية تستوجب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية

تحدث أحد المواطنين الذي يسكن في حي اللوتس والذي كان يعرف سابقًا بـقطاع ج والذي عبر عن يأسه واستيائه من الوضع القائم قائلاً إن الروائح المنبعثة من المصانع تصيب الجميع بالاختناق في جميع الأوقات

مما يعيق قدرتهم على التنفس بشكل طبيعي فهناك أمراض صدرية وحساسية وقلبية تتفشى بين السكان دون رحمة نتيجة لهذه الروائح القاتلة ويشدد على أن الكثافة السكانية العالية في المنطقة تزيد من تفاقم المشكلة ما يجعل التهديدات الصحية والبيئية خطيرة للغاية

تشير الشهادات إلى أن المنطقة تتواجد ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي الواقع على طريق الواحات حيث لا تفصلها عن المنطقة الصناعية سوى شريط سكة حديد وطريق سريع يمتد ليصبح حلقة وصل بين السكان الذين يتطلعون لحياة أفضل وتلك المصانع الملوثة والتي يتصدرها مصنع الشرقية للدخان

فبالرغم من العوائد الاقتصادية لهذه المصانع إلا أن تأثيرها السلبي على البيئة وصحة المواطنين أصبح موضوعًا لا يمكن تجاهله

ولم يقف المواطنون مكتوفي الأيدي أمام هذه الأزمة فقد قام أحدهم بتقديم شكوى رسمية لمجلس الوزراء تحت رقم “8664845” منذ عدة أسابيع محذرًا من الوضع الكارثي الذي لا يزال كما هو دون تغيير

فالحكومة لم تتحرك رغم تكرار هذه الشكاوى وهو ما يزيد من شعور الأهالي بالعجز عن مواجهة هذا التلوث القاتل الذي يسيطر على حياتهم اليومية

حيث يجدون أنفسهم مضطرين لعدم فتح نوافذ منازلهم بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المصانع فالكارثة لم تعد مجرد تحذير بل واقع يعيشه السكان بشكل يومي

وتعكس هذه الأوضاع حجم اللامبالاة من قبل الجهات المسؤولة تجاه حقوق المواطنين الذين يطالبون بحياة صحية خالية من المخاطر

حيث ناشد أهالي المنطقة كل من وزارة الإسكان ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة البيئة بتحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم في معالجة هذه المخالفات البيئية التي باتت تشكل خطرًا جسيمًا على صحة السكان وحياتهم اليومية كما أكدوا على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب المصانع المخالفين للاشتراطات البيئية

إن منطقة زهراء أكتوبر الجديدة والتي تأمل في أن تكون ضمن مدن الجيل الرابع لم تعد فقط تعاني من مشكلات عادية بل من أزمة بيئية حادة تكشف عن فشل المنظومة في حماية حقوق الأفراد وحياتهم الصحية

حيث يدرك الجميع أن الأمل في تحسين جودة الحياة يتلاشى أمام صمت الجهات المسؤولة وقدرتها على فرض الالتزامات البيئية على المصانع

في هذا الإطار يظهر جليًا أن الإهمال البيئي الذي يعاني منه السكان يضعهم أمام تحدٍ مصيري فالصحة العامة لن تتعافى طالما أن هناك تلوثًا دائمًا يحيط بهم من كل جانب

حيث يجب أن يتحرك الجميع قبل فوات الأوان فالأرواح المعرضة للخطر ليست مجرد أرقام بل هم أفراد يعيشون يوميًا تحت وطأة هذه الروائح القاتلة ويطالبون بحقهم في بيئة نظيفة وصحية

من الواضح أن التحرك السريع مطلوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالأهالي لم يعد لديهم القدرة على الانتظار في ظل التحديات الصحية التي تزداد يومًا بعد يوم ومعاناة الأطفال وكبار السن الذين يمثلون الشريحة الأكثر تأثرًا بهذا التلوث القاتل

يجب أن تكون الأصوات المدافعة عن حقوقهم مسموعة ويجب أن تتحمل الجهات الحكومية مسؤوليتها الكاملة تجاه هذه الكارثة البيئية التي لم تعد تقبل التأجيل

إن منطقة زهراء أكتوبر الجديدة اليوم ليست مجرد حي سكني بل هي صرخة استغاثة من سكانها الذين يجدون أنفسهم في مواجهة خطر محدق يستدعي تدخلًا عاجلاً من قبل المسؤولين

وكل ذلك يتطلب تحركًا فوريًا وجادًا لإنقاذ حياة الناس وصحتهم فهل ستستجيب الجهات المعنية لهذا النداء قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر من ذلك؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى