توشيوكي ميماكي: شعب غزة المحارب من أجل السلام يستحق نوبل .. والمجازر تذكرني بما حدث في اليابان
أطلق الفائز بجائزة نوبل الياباني توشيوكي ميماكي تصريحات نارية حول ما يحدث في غـ.ـزة، مقارناً الأوضاع الكارثية هناك بالدمار الذي عاشته اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
لم يتوانَ ميماكي في توجيه سهام الانتقاد للعالم الذي يقف متفرجاً أمام المـ.ـجازر اليومية والمـ.ـآسي التي يعانيها الشعب الفلسطيني هناك،
مؤكداً أن ما يعيشه أهل غـ.ـزة اليوم هو معركة حقيقية من أجل البقاء، وأنهم هم الأحق بالفوز بجائزة نوبل للسلام، وليس هو أو غيره ممن حازوا هذه الجائزة.
لم يتوقف ميماكي عند هذا الحد، بل فتح النار على المجتمع الدولي المتخاذل الذي يغمض عينيه أمام هذه المأساة الإنسانية.
وأوضح أن حجم الدمار الذي حل بغـ.ـزة يذكره بتجربة بلاده مع القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي، وهو المشهد الذي لم يفارقه طوال حياته.
وأشار إلى أن الشعب الياباني، رغم كل المعاناة التي عاشها في تلك الفترة، استطاع أن ينهض من تحت الركام ويعيد بناء بلاده، لكن أهل غـ.ـزة اليوم يعانون من تدمير متواصل، دون أن يُمنحوا حتى فرصة إعادة البناء أو الأمل في مستقبل أفضل.
تحدث ميماكي عن الشعب الفلسطيني بوصفه “محاربين لأجل السلام”، مبرزاً صمودهم في وجه قـ.ـصف لا يتوقف وحصار خانق يمزق حياتهم اليومية.
وتساءل بمرارة: “كيف يمكن أن نبقى صامتين أمام هذه الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء؟ كيف يمكن للعالم أن يمنح نوبل للسلام،
بينما يغض الطرف عن مـ.ـجازر بحق شعب يسعى فقط للعيش بكرامة وسلام؟” ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي، مطالباً بضرورة اتخاذ موقف حازم لوقف نزيف الدم المستمر في الأراضي الفلسطينية.
استدعى ميماكي من الذاكرة التاريخية الدمار الذي عانت منه اليابان في أواخر الحرب العالمية الثانية، واعتبر أن المشهد في غـ.ـزة يطابق إلى حد كبير مع ما عاشه اليابانيون في تلك الحقبة، من حيث الفظاعة والوحشية.
وأضاف أن اليابان تعلمت درساً قاسياً من تلك التجربة، وأنه من الواجب على البشرية أن تتعلم من التاريخ كي لا تتكرر هذه الفظائع.
وتابع: “لا يمكننا أن نسمح للعالم أن يكرر أخطاء الماضي، ولا يجب أن نسمح بأن يُقتل الأبرياء باسم السياسة أو المصالح.”
وأكد ميماكي أن جائزة نوبل للسلام يجب أن تذهب لهؤلاء الذين يدافعون عن حقوقهم ويقفون أمام آلة القـ.ـتل والدمار،
وليس لأولئك الذين يجلسون في مكاتبهم بعيدا عن أرض الواقع. ولفت إلى أن أهل غـ.ـزة هم نموذج حي للإنسانية المحاصرة بين مطرقة القـ.ـصف وسندان الصمت الدولي.
يختتم ميماكي حديثه بدعوة العالم للنظر بعين الحقيقة إلى ما يحدث في غـ.ـزة، مطالباً بوقف فوري للدمار وإيجاد حلول حقيقية تضمن للفلسطينيين حقهم في الحياة والسلام.
ويؤكد أن الإنسانية لا يجب أن تبقى رهينة للمصالح السياسية، وأن الدماء التي تُسفك اليوم في غـ.ـزة ستظل وصمة عار في جبين البشرية ما لم يتم التحرك لإنقاذ هذا الشعب المحارب
