مقالات ورأى

يوسف عبداللطيف يكتب: "الوطن أغلى من المال" قصص الشجاعة والتضحية في مواجهة الخونة والجبناء

والنضال من أجل تغيير المجتمع يتطلب شجاعة وإصرار. ومثلما قلت، فإننا لا نقاتل من أجل الجبناء أو نحاول إقناع الأشخاص الخائنين بقيم الوطنية. بل إننا نعمل بجد ونصمم على إشعال النور في عقول الناس وقلوبهم، حتى يروا الجمال والقيم الحقيقية التي تجعل مجتمعنا يستحق النضال.

والصمود والشجاعة هي الصفتان التي يجب أن نمتاز بها حينما نقف ضد الظلم والجهل. فعلى الرغم من صعوبة هذه المهمة، إلا أن العمل المتواصل والنضال الثابت يمكن أن يحدث تغييراً حقيقياً في المجتمع

ولا يوجد شيء أفضل من الحكايات التي تجمع بين الشجاعة والتقدير. وما أبشع تلك الحكايات التي صدمت مناضلين وطنيين

حيث بعد أن تم القبض على الثائر الأرجنتيني الشهير تشي جيفارا في مخبأه، تبين أن من قام بالإبلاغ عن مكانه جاء من قبل راعي أغنام محلي. وعندما سأل أحدهم الراعي عن سبب تصرفه، أجاب بأنه كان يخشى أن تؤثر حروب جيفارا ضد العدو على أغنامه، ولذلك قرر الإبلاغ عنه.

وفي نفس السياق، تأتي حكاية محمد كريم، الذي قاوم الحملة الفرنسية في مصر بشجاعة وإصرار قرر نابليون إعدام محمد كريم بتهمة مقاومة الاحتلال.

ولكن قبل أن يتم إعدامه قال نابليون “يؤسفني أن أعدم رجلا دافع عن بلاده بجرئتك ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم، لذا سأعفو عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضًا عن من قتل من جنودي.”

ولكن محمد كريم رفض العرض قائلاً “ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب.” فتعجب نابليون من شجاعته وقرر أن يمنحه مهلة لجمع المال.

ومحمد كريم كان يأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه، فقد كان يومًا مظلمًا في تاريخ البلاد حيث كان الظلم يغلف البلاد والقلوب وكان كريم يعتقد أن التجار سيقفون إلى جانبه في هذه المحنة، ولكنه تفاجأ عندما رأى التجار يتهمونه بالتسبب في الدمار والتدهور الاقتصادي وكان قيدًا ومحاطًا بالجنود الفرنسيين

وعندما عاد محمد كريم إلى نابليون، وجد نفسه في موقف خطير ومحفوف بالمخاطر بينما نابليون نظر إلى المقاتل بعيون ممتلئة بالتعجب والاحترام. ولم يكن يتوقع أبداً أن يجد في عدوه هذا الإصرار القوي والإيمان الراسخ بالقضية التي يدافع عنها.

وبينما نابليون كان يحضر لإعدام محمد كريم نظر إليه قائلا “ليس أمامي إلا اعدامك .. ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان”

وهكذا كانت نهايات حزينة لأبطال حاربوا من أجل بلادهم بكل شجاعة وعزم، ولكنهم لم يجدوا الدعم الذين كانا يأملا فيهما من أبناء وطنهما وسيبقى للتاريخ قصة هذان البطلان الذين واجها الظلم بكرامة وشجاعة.

وإنه حقاً من الرائع أن نجد تلك القصص التي تبعث في النفس نبرة من التعاطف والتفكر حول قيم الشجاعة والتقدير في تلك اللحظات الصعبة.

ومن الواضح أن الكثير من الناس يسعون للتغيير ولكن يواجهون تحديات كبيرة ومقاومة شديدة من قبل القوى المحافظة ومع ذلك، يظل الثائر مصراً على إيمانه بالتغيير والعدالة ويعمل بجدية لإيصال رسالته إلى الناس المحتاجين.

وفي النهاية، يبقى النضال من أجل الأفضل والعمل من أجل مستقبل أفضل يستحق كل الجهد والتضحية. وإن قناعة الخونة والجبناء بأن الوطن أغلى من المال هي رسالة قوية تذكرنا بأن القيم والمبادئ تستحق التضحية والدفاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى